إنّ مسألة العلاج بالخارج، من المسائل التي تحتلّ مكانة بارزة في مجمل القضايا التي تتعلق بالمواطنين، لأنها تخصّ الصحة، التي يصفها البعض بـ«التاج على رؤوس الأصحاء».
فالإنسان مهما بلغ من الثراء والاستقرار المادي، لن ينعم بأي شيء إن كانت صحته عليلة، ويشتكي الأمراض، التي ندعو الله أن يحفظنا جميعاً منها، ويشفي كل مريض ابتلاه الله بالمرض.
وهناك نسبة كبيرة بالفعل تحتاج إلى العلاج بالخارج من المواطنين الكويتيين، واللجان التي يتم عرضها عليها تقول ذلك وتوصي بالإرسال وبضرورة العلاج بالخارج.
ولا ننكر أن هناك مرضى آخرين، ربما حالاتهم الصحية لا تستدعي السفر للعلاج بالخارج وتكبيد الدولة المبالغ الطائلة، حيث إن علاجهم قد يتوافر في الكويت، ولكنهم يتّجهون إلى الأبواب الخلفية، من وساطات وخلافه، للحصول على شيء ليس من حقهم، وهؤلاء فئة قليلة، لا يمكن الأخذ بها، في تقييم مدى الحاجة إلى العلاج بالخارج، بل يجب التصدّي لها من خلال اللجان، والتدقيق في الحالة التي تستدعي العلاج بالخارج.
ولقد اقترح البعض جلب الأطباء الكبار، المختصين إلى الكويت، وعمل ما يشبه مستشفى مصغّر يضمّهم، لعلاج الحالات المستعصية، التي ثبت عدم إمكانية علاجها في المستشفيات الرسمية والخاصة بالكويت.
هذا اقتراح جميل، ولكنه يحتاج إلى دراسة جدوى من قبل المختصين في المجالات الطبية والمالية، وهل سيوفر أم أنه سيزيد التكاليف، هذا الأمر لا يبت فيه إلا أهل الاختصاص، من خلال وضع دراسة جدوى.
ولكن وبصفة عامة، فإن أي مواطن كويتي إن أصابه- لا قدّر الله المرض- له الحق في العلاج، إن لم يكن في داخل البلد، ففي خارجه، لأننا نتحدث عن الصحة التي تحدد استقرار النفس، والطمأنينة، ولا يعوضها كل أموال وكنوز العالم، لأنها نعمة من الله، ولا يحس بهذه النعمة إلا فاقدها، فكلنا نمشي ونمرح ونحن في صحة وعافية، ولا نشعر أن هناك نعمة كبيرة نعيشها، ولكن حينما نصاب بمرض ولو بسيط، نبدأ في الشعور بأن صحتنا أكبر من كل خيرات الدنيا.
فما بالكم أيها السادة بمريض أصيب بمرض مزمن أو خطير، وظلّ لفترة طويلة يُعالج منه في المستشفيات داخل الكويت، إلا أن صحته لم تتحسن، بل حالته تتدهور إلى الأسوأ، لذا فإن الأمل لديه في أطباء كبار ومختصين، خارج الكويت، لديهم القدرة على شفائه أو على الأقل تخفيف آلامه.
كما أن الضرورة تتطلب تذليل العقبات في طريق هؤلاء المرضى، من خلال الإجراءات الإدارية، وكذلك المرافقين لهم، وتسهيل مسألة السفر والإقامة في البلد الذي يُعالجون فيه.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها، وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل شر ومكروه.