بوتين يأمر مقاتلي المجموعة العسكرية بالتوقيع على «قسم الولاء»

«خائن» بريغوجين «سيدوي»... المرشح الأبرز لقيادة «فاغنر»

26 أغسطس 2023 10:00 م

- روسيا تناور بالحشد شرقاً... وأوكرانيا تتقدم جنوباً

أمر الرئيس فلاديمير بوتين، مقاتلي «فاغنر»، بالتوقيع على «قسم ولاء» للدولة الروسية، بعد حادث تحطم طائرة، الأربعاء الماضي، أودى بحياة رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين، المرجح أن يخلفه أندريه تروشيف (سيدوي).

ووقع بوتين، الجمعة، مرسوماً من شأنه سريان التغيير بأثر فوري، وذلك بعد أن أعلن الكرملين أن تلميحات الغرب إلى أن بريغوجين قتل بأوامر منه، «محض كذب».

ويلزم المرسوم أي شخص يؤدي مهمة لصالح الجيش أو يدعم ما تسميها موسكو «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا بأداء قسم الولاء الرسمي لروسيا.

إلى ذلك، أورد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، أن موسكو كانت تخطط بالفعل لمستقبل المرتزقة في مرحلة «ما بعد بريغوجين».

وذكرت أن «الكرملين ومرتزقة فاغنر والمجموعات العسكرية الخاصة، يتنافسون من أجل السيطرة على إمبراطورية عالمية مربحة، لكنها غامضة».

ونصب بريغوجين نفسه على أنه «زعيم فاغنر الذي لا يمكن استبداله، وسط شبكة معقدة من المرتزقة، وشركات التعدين، والمستشارين السياسيين، ونشطاء التضليل»، بحسب الصحيفة.

كما بنى علاقات مع حكومات أفريقية، مما سمح لمجموعة المرتزقة بـ«خدمة مصالح موسكو في كل أنحاء القارة».

ومع ذلك، ظهرت إحدى الشخصيات رفيعة المستوى، كمنافس محتمل لبريغوجين قبل التحطم.

ويُعتقد أن أندريه تروشيف، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية، كان «جهة الاتصال الرئيسية بين بريغوجين ووزارة الدفاع»، خلال مشاركة «فاغنر» في معارك أوكرانيا.

وبحسب «واشنطن بوست»، فإن تروشيف يعد إحدى الشخصيات العامة القليلة في «فاغنر»، التي «لم تكن مدرجة في قائمة ركاب الطائرة» التي سقطت شمال غربي موسكو.

وشارك تروشيف بحروب روسيا في أفغانستان والشيشان، وهو يتحدر من مدينة سان بطرسبورغ، مسقط رأس بوتين.

وقال خبير الشؤون العسكرية في مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، إن «تروشيف قد يكون أحد القادة المستقبليين لفاغنر الجديدة، لأن فاغنر القديمة لن تكون موجودة».

وخلال الأسابيع الأخيرة، أفادت قنوات في «تلغرام» ومدونون عسكريون مرتبطون بـ«فاغنر»، بأنه «تم طرد تروشيف من المجموعة»، لأنه «خان بريغوجين» بعد تمرده الفاشل في يونيو الماضي، وكان حريصاً على «إبرام صفقة» مع وزارة الدفاع.

ورغم اتفاق إنهاء التمرد، بقي بريغوجين يتردد إلى روسيا. وأكد الكرملين أن بوتين استقبله وقادة «فاغنر» في 29 يونيو، وألمح إلى أنه «سيكون سعيداً برؤية تروشيف قائداً للمجموعة».

ووفقا لصحيفة «كوميرسانت» المحلية، فقد «عرض بوتين على أعضاء فاغنر فرصة توقيع عقود مع الجيش النظامي، ومواصلة القتال تحت قيادة القائد سيدوي».

وعندما رفض بريغوجين العرض، اتهمه بوتين بـ«مخالفة رغبات مقاتليه»، مدعياً أنهم «هزوا رؤوسهم» بالموافقة خلال الاجتماع.

يذكر أن بوتين كان وصف بريغوجين بـ«الخائن»، في خطاب إلى الروس خلال تمرد يونيو.

ميدانياً، رجحت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أن تُصعِّد روسيا قوة هجماتها في محور كوبيانسك - ليمان خلال الشهرين المقبلين، لإقامة منطقة عازلة حول إقليم لوغانسك (شرق).

في المقابل، تحدث قائد عسكري أوكراني عن اختراق أصعب خطوط الدفاع الروسية جنوباً، لافتاً إلى أن قوات كييف ستتمكن من التقدم بسرعة أكبر.

وأعلنت القوات الأوكرانية، الأربعاء، أنها رفعت العلم في قرية روبوتين - منطقة زابوريجيا الجنوبية، على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف الواقعة على خط المواجهة.

وتابع القائد، الذي كان على رأس بعض القوات إلى روبوتين ويستخدم الاسم المستعار «سكالا»، «لن نتوقف عند هذا الحد».

وأضاف: «بعد ذلك لدينا بيرديانسك، ثم المزيد، أوضحت لقواتي قبل ذلك أن هدفنا ليس روبوتين، هدفنا هو (بحر) آزوف».

وتبعد روبوتين نحو 100 كيلومتر عن ميناء بيرديانسك على ساحل بحر آزوف و85 كيلومتراً عن مدينة ميليتوبول الإستراتيجية.

وقال «سكالا» إن القوات الأوكرانية دخلت مناطق لا توجد فيها سوى مجموعات «لوجستية روسية»، وأوضح أنه لا يتوقع أن يكون اختراق الدفاعات صعباً.

وقال مسؤول أميركي الأسبوع الماضي، إن القوات الأوكرانية ليس من المرجح على ما يبدو أن تتمكن من الوصول إلى ميليتوبول واستعادتها.

غذائياً، قال النائب الأوكراني أوليكسي هونتشارينكو، إن سفينة أبحرت من مدينة أوديسا إلى بلغاريا أمس، وهي الثانية التي تغادر المدينة الساحلية منذ انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الشهر الماضي.

المضيفة راسبوبوفا كشفت تفصيلاً «مريباً»

شكل مقتل قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، حالة من الصدمة وسط غموض يلف الحادثة وتكهنات في شأن احتمال اغتياله، وبالتالي تعددت الروايات المتعلقة بتحطم الطائرة شمال موسكو.

مضيفة الطيران الوحيدة على متن الرحلة كريستينا راسبوبوفا نشرت على حسابها في منصة «إكس» صورة لوجبتها الأخيرة قبل صعود الطائرة.

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن المضيفة أبلغت أفراد عائلتها بأن الطائرة تأخرت بسبب «فحص فني وإصلاحات لم يكشف عنها».

ولم يكن بريغوجين وحده على متن طائرة رجال الأعمال الخاصة من طراز «إمبراير 135»، بل كان معه 6 من مرافقيه بمن فيهم مساعده دميتري أوتكين، وطاقم الطائرة المؤلف من 3 أشخاص وهم الطيار ومساعده والمضيفة، وكانت الطائرة متجهة من موسكو إلى سان بطرسبورغ عندما تحطمت في سماء منطقة تفير.

تفاصيل ما حدث بالضبط لاتزال غامضة وتثير تساؤلات ما إذا كان الحادث عرضياً أم عملاً انتقامياً.