من أسهل وسائل نشر الثقافة التغريبية الاستهلاكية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، الأفلام. ظهرت الدمية «باربي» أول ما ظهرت منذ ستة عقود كفتاة تعتني بأناقتها، وجمالها، من خلال عرض أزيائها المتنوعة الخاصة بأسلوب حياتها كفتاة عصريّة، وأدوات الزينة التي تستخدمها، والمكياج، ناهيك عن الاكسسوارات التي لا غنى عنها ومن دونها تفقد باربي شيئاً من أناقتها.
هنا، قد يبدو الأمر عادياً لدمية تعتني بأناقتها رغم ما تتركه من مشاعر الإعجاب بها لدى الفتيات الصغيرات في مجتمعاتنا العربية المحافظة. لكن باربي اليوم لم تعد باربي الأمس، حيث تجاوزت مفهوم تسويق الأناقة إلى مفهوم تسويق الثقافة المثليّة، في فيلم باربي الجديد.
وحسناً فعلت الكويت عندما منعت وزارة الإعلام عرض الفيلم، لأنه يخالف قيم مجتمعنا الكويتي المحافظ. هذا الفيلم يتطرّق إلى موضوع الهويّة الجنسية حيث يدعم حرية اختيار الجنس والتحوّل الجنسي، وتهميش دور الأم والأب في التدخّل في شؤون أطفالهما، والتأكيد على تقديس الذاتية والاستقلالية الكاملة من مظلة الأبوين، وبمعنى آخر هدم وظيفة الأسرة.
ملكة ديزني «سندريلا» لم تتخلّف عن اللحاق بركب أختها باربي في تسويق المثليّة، فقد تحوّلت جنسياً، وظهرت في قلعتها بمظهر فتاة ذات شوارب تسوّق بضاعتها للأطفال وتشجعهم على التحوّل الجنسي !
قد لا تختلف ثقافة النسويّة عن المثليّة. أهدافهما واحدة. فالنسوية تسعى إلى ردم الفوارق بين النساء والرجال من خلال فرض حقوق متساوية بينهما. والمثليّة تسعى إلى ردم الفوارق بينهما من خلال تشجيع التحوّل الجنسي بينهما بالوسائل الطبية.
لا يعني انتشار الثقافة المثليّة في المجتمعات الغربية تقبّل الجميع لها. فهناك ردة فعل قوية تقاوم انتشارها، ولولا ذلك لما وعد الرئيس الأميركي السابق ترامب ناخبيه بمحاربة المثليّة إن فاز بالرئاسة في الانتخابات المقبلة.
فقد وعدهم بتجريم المثليّة واعتبارها عنفاً ضد الطفل، وبإزالة صفة المتحوّل وفرض الهوية الجنسية منذ الولادة، ومنع برامج دعم المتحولين، وهدّد بتجريم أي عمل يساهم في التغيير الكيميائي أو الفيزيائي للشباب، وملاحقة المتورطين في ذلك سواء كانوا أطباء أو صيدليات تبيع الهرمونات لهذه الأغراض، وملاحقة المؤسسات التعليمية التي تشجع على التحوّل الجنسي وبمعنى آخر أي مدرس أو موظف يخبر طفلاً بأنه موجود في جسد خطأ، والتأكيد على دور الأم والأب في توجيه أبنائهما، وتأكيد الفوارق بين الرجل والمرأة !
بعض المراقبين الغربيين يرون أن فيلم باربي لا يناسب أطفالهم. فما بالك بأطفال المسلمين؟!