منع عرض فيلم «باربي» في الكويت أثار ضجة كبيرة في الأيام الفائتة، وتفاقمت القضية وعلت علامات الاستفهام بشكل أكبر عندما عرض الفيلم في دور السينما بالمملكة العربية السعودية، خصوصاً وأننا مجتمع واحد محافظ على العادات والتقاليد، ونعرف الأعمال التي قد تشوّه قيمنا، وإذا كانت تحمل أفكاراً لتشجيع سلوكيات غير مقبولة.
في الحقيقة، لا أعرف فكرة ومضمون فيلم «باربي»، لكن جميع القضايا التي تطرحها الأعمال بشكل عام عربياً وعالمياً لا تخلو من رسائل قد تحذّر المشاهد من مخاطر أمر معيّن، والصحيح أنها تحفّزه لذلك على غرار «كل ممنوع مرغوب»، مثل قضية تعاطي المخدرات أو تجارتها أو أساليب القتل في أفلام «الأكشن»، أو النصب والاحتيال و«الهاكرز» والجوانب الاستخباراتية وغيرها.
من المعقول كل هذه القضايا لا تثير المشاهد وتشجعه على تجربتها، البعض عقله برأسه والبعض لا، فلماذا يمنع فيلم أيّاً كانت فكرته ويسمح بعرض غيره؟!
أيضاً، من الأسباب التي سمعنا عنها لمنع عرض «باربي» وجود شخصيات شاذة بالفيلم، بعد الكشف عن أن أحد أبطاله امرأة متحوّلة جنسياً. طبعاً، أنا عن نفسي ما يهمني عرض الفيلم من عدمه، ولكن هذا الأمر يجب أن يطبق أيضاً على برامجنا ومسلسلاتنا ومسرحياتنا، نعم... فهناك حالات منتشرة ومعروفة لنا في الوسطين الإعلامي والفني من مذيعين وممثلين وكتّاب دراما ومسرح تغلب عليهم الهرمونات الأنثوية أكثر، كما هي الحال مع بعض الفنانات اللاتي يغلب عليهن هرمونات ذكورية، وكلتا الفئتين فرضا علينا كمشاهدين ومتابعين من دون أن تحرك أيّ جهة مسؤولة ساكناً لحماية شبابنا خشية التأثر بهم.
أليس من الأولى أن نرفض عرض أي عمل أو برنامج تلفزيوني أو بث برنامج إذاعي تشارك به الفئات التي ذكرناها ونمنع ظهورهم؟ فالبعض قد يقلّد طريقة كلام أحدهم أو حركاته أو نبرة إحداهن أو أسلوب كتابة عمل لمؤلف يعطي المرأة الأحقية في كل شيء، ويحجّم الرجل ليكون أداة مكملة فيه، والعكس صحيح لسد القصور والعقد. نماذج تعيش بيننا وتتصدر المشهد ونستقبلها بصدر رحب، بينما «باربي الغلبانة» نرفضها لمجرد وجود امرأة متحوّلة جنسياً.
أعضاء رقابة الأفلام عليهم أن يسألوا أنفسهم: لماذا رفضنا عرض الفيلم بينما البقية عرضوه؟ وإن كانوا استقطعوا بعض المشاهد... وهل هناك شروط أو قوانين ثابتة وأخرى وضعية تعطيكم أحقية الموافقة على عرض أيّ فيلم من عدمه؟
نهاية المطاف: لا نعيش في المدينة الفاضلة.