تسود حال من التوتر الشديد منطقة الكحالة (شرق بيروت) بعد تقارير عن سقوط قتيليْن جراء اشتباكات بين عناصر من «حزب الله» ومواطنين في أعقاب انقلاب شاحنة تابعة للحزب وذُكر أنها كانت تنقل أسلحة وذخائر.
وبعيد انقلاب الشاحنة (بيك آب متوسط الحجم) عند كوع الكحالة (طريق تصل بيروت بالجبل والبقاع) في أولى ساعات مساء الأربعاء، أفادت وسائل إعلام لبنانية أنها تعود لـ «حزب الله» وتحمل أسلحة، لافتة إلى طويق أمني سريع فُرض حولها مع وجودٍ لعناصر حزبية.
ومع محاولة سكان من الكحالة الاقتراب من الشاحنة، التي أفيد أنها كانت آتية من البقاع، لمعرفة حمولتها في مقابل كلام أبناء البلدة عن أن السكان كانوا يحاولون إسعاف السائق، وفي حضور كثيف للجيش اللبناني حصلت مواجهات مع العناصر الحزبية وحصل إطلاق نار أظهرتْه فيديوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخر بجروح بالغة، قبل أن تفيد «رويترز» عن سقوط قتيلين.
وتسبب ما حصل بغضبة كبيرة بين سكان الكحالة الذين رفضوا أي فتْح للطريق، وسط محاولات استمرت لرفع الشاحنة من الجيش اللبناني ونقل الحمولة وهو ما حصل قرابة التاسعة والنصف مساء.
وفيما أفيد عن مواجهات حصلت لبعض الوقت بين الجيش والأهالي، ذكر تلفزيون «ام تي في» أن «مسؤولين أمنيّين رسميّين تلقّوا اتصالات من مسؤولين في حزب الله يطلبون منهم عدم التدخل في ما يحصل في الكحالة».
وأصرّ الأهالي الذين قرعوا أجراس الكنائس على المضي بقفل الطريق «فدمنا لي رخيصاً ولن نسمح بنقل الحمولة ومرور السلاح عبر منطقتنا، ونريد الحقيقة والعدالة»، وسط تقارير عن أن عدداً من المباني في الكحالة تعرّض لإطلاق النار وعن أن عناصر حزب الله الذين كانوا يواكبون الشاحنة بسيارة مدنية انسحبوا من المنطقة.
وما أجّج الوضعَ في الكحالة أن الأحداث حصلت على وهج تكشُّف جريمة ارتُكبت بحقّ مسؤول في «القوات اللبنانية» في منطقة عين ابل الجنوبية (الياس حصروني) وفق ما أظهرتْه تسجيلات كاميرات مقابلة بعدما جرى الاعتقاد ان الضحية قضت بحادث سير.
وفي 2007 وفي منطقة قريبة من أحداث اليوم، صادر الجيش اللبناني شحنة أسلحة لـ «حزب الله» محملة خصوصاً بصواريخ «غراد». وحينها رفض نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع آنذاك طلب حزب الله استعادة شاحنة السلاح معلناً «أن هذه الأسلحة ستعود في نهاية المطاف إلى الجيش اللبناني المنتشر في جنوب لبنان للدفاع عن الحدود».
في المقابل تحدث الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله حينها عن «سلاح مغصوب».