البيت الأبيض يشكر السعودية... مناقشات جيدة وبنّاءة

محادثات جدة... دعم متزايد لصيغة السلام الأوكرانية

6 أغسطس 2023 10:00 م

- ميدفيديف يحدّد 3 شروط للسلام... أو عليهم «طلب الرحمة»
- تعويل على اجتماع جدة لاحتواء الأزمة الأوكرانية في استعادة عافية سلاسل الإمداد

شكر البيت الأبيض، السعودية على استضافة نحو 42 دولة للتشاور في شأن أوكرانيا، معتبراً أن المحادثات «كانت جيدة وبناءة نحو تحقيق سلام عادل».

واختتم اليوم الأول للمباحثات، مساء السبت، بعد ساعات عدة من المناقشات، قدمت خلالها أوكرانيا، صيغة سلام من 10 نقاط لمناقشتها.

وكما كان متوقعاً، لم يصدر أي بيان ختامي، بينما شاركت الوفود أمس في اجتماعات ثنائية.

وتحدث مصدر أوروبي عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، خصوصاً احترام «وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها»، على أن يكون هذا الأمر «في صلب أي اتفاق سلام».

وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي، بأن «الجهود تتضافر لتهيئة الظروف لمفاوضات منتجة»، مضيفاً «هل اجتماع اليوم يخلق هذه الظروف؟ الواضح أنه لا. إنه جهد طويل الأمد».

وفي كلمته المسائية، السبت، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن 42 دولة تمثلت في جدة، وأن الوفد الأوكراني يدفع بصيغته للسلام المكونة من عشر نقاط والتي تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وأكد مصدر في الوفد الأوكراني لـ«العربية»/«الحدث»، أن صيغة السلام التي قدمها في جدة، دعمتها دول عدة، ولقيت دعماً أكثر من تلك التي طرحت في كوبنهاغن، سابقاً.

وفي حين لم تتوقع واشنطن حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، قال ديبلوماسيون لـ «فرانس برس»، إن الاجتماعات هدفت إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، ولا سيما أعضاء كتلة «بريكس» مع روسيا التي تبنت موقفاً أكثر حياداً في شأن الحرب على عكس القوى الغربية.

وشاركت الصين في المحادثات من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت تصميمها على «مواصلة أداء دور بنّاء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية».

كما أرسلت الهند وجنوب أفريقيا مسؤولين إلى جدة، في حين شارك تسيلسو أموريم المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عبر الفيديو.

لكن برازيليا اعتبرت السبت أن «أي تفاوض فعلي يجب أن يشمل جميع الأطراف» بمن فيهم روسيا.

واضاف أموريم «رغم أن أوكرانيا هي الضحية الأكبر، إذا اردنا السلام فعلاً، علينا أن نشرك موسكو في هذه العملية في شكل أو في آخر».

وفي موسكو، أفاد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، لـ «وكالة تاس للأنباء» بأن روسيا ستناقش نتائج مشاورات جدة مع الشركاء في «بريكس» الذين حضروا الاجتماعات.

وقال: «من وجهة نظر نقل الفطرة السليمة إلى رعاة نظام كييف، أعتقد أن مشاركة زملائنا من بريكس في هذا الحدث ربما قد جلبت بعض الفوائد».

من جانبه، رفض الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، السبت، فكرة الجلوس للتفاوض مع أوكرانيا حالياً.

وأشار إلى أن أي اقتراح للسلام لديه فرصة للنجاح إذا تم استيفاء 3 ثلاثة شروط رئيسية، هي:

مشاركة طرفي النزاع في المحادثات.

- أخذ السياق التاريخي في الاعتبار. السياق على النحو التالي: دولة أوكرانيا لم تكن موجودة قبل عام 1991، فهي جزء من الامبراطورية الروسية.

- أخذ الوقائع على الأرض في الاعتبار. الوقائع على النحو التالي: تمر أوكرانيا بمرحلة التفكك الجزئي، فيما عاد جزء من أراضيها إلى روسيا.

وأشار إلى أن «أي وسيط للسلام، يجب أن يكون على استعداد للاعتراف بهذه النقاط (الواضحة)، من أجل منح فرصة لنجاح تحقق السلام، أما غير ذلك فلا».

وختم بعبارة: «وعلى ذلك، لا حاجة حالياً للمفاوضات. وعلى العدو أن يزحف على ركبه متوسلاً الرحمة».

إلى ذلك، يعوّل اقتصاديون على نتائج الاجتماع في إحداث اختراق في الأزمة الروسية - الأوكرانية، لصالح مواجهة تحديات شبح الفقر والجوع، في ظل تعثر اتفاقية الحبوب بين موسكو وكييف، مستبشرين بانعكاس إيجابي للاجتماع يعزز سلاسل الإمداد على مستوى العالم.