طالب عدد من الفاعليات الوطنية بتخصيص «كوتا نسائية» في انتخابات الجمعيات التعاونية، معتبرين أن التواجد الخجول للمرأة الكويتية في مجالس إدارات تلك الجمعيات يحتاج لدعم حكومي ومجتمعي. واقترح البعض تخصيص قرابة 30 في المئة من المقاعد للنساء، من أجل إتاحة الفرصة لهن لخوض تجربة العمل التعاوني، فيما تعالت الأصوات بضرورة تثقيف وتوعية المجتمع بأهمية المشاركة النسائية في انتخابات الجمعيات التعاونية.
«الراي» سألت عدداً من ناشطات المجالات الاجتماعية والسياسية والحقوقية، للوقوف على آرائهن في شأن المشاركة النسائية في مجالس إدارة الجمعيات التعاونية، لشغل مواقع قيادية في ذلك القطاع الاقتصادي الحيوي في البلاد.
«أعطيناها حق التصويت... ولم نثقفها بأهمية صوتها»
غدير أسيري: أقترح التعيين الحكومي للمواطنات في مجالس الإدارة
قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الدكتورة غدير أسيري، إن الكويتيات بحاجة لدورات تدريبية وزيادة الوعي في ما يتعلق بالعمل الانتخابي التعاوني أو السياسي، لافتة إلى أن الكويتيات ليس فقط غائبات عن الجمعيات التعاونية، وإنما عن مجلس الأمة، وانعكس هذا الغياب عن جمعيات النفع العام والنقابات.
وطالبت أسيري بتنظيم حملة توعوية كبيرة للنساء، من خلال المناهج التعليمية الدراسية، توضح لهم أهمية أصواتهن، وأن تكون تلك الأصوات النسائية مستقلة وليست تابعة لأصوات الرجل، مردفة بالقول «نعم أعطينا المرأة حقها بالتصويت، لكن لم نوعها ولم نثقفها بأهمية صوتها، الذي يمكن أن يغير موازين وقرارات في مجالس إدارات الجمعيات التعاونية».
واقترحت أن «تقوم الحكومة بتعيين الكويتيات في مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، من خلال كوتا تكثف حضور الكويتية سياسيا، لتتماشى مع تواجد المرأة الخليجية في الساحة السياسية، والتي بدأت الخليجيات يطرقنها بقوة».
السيطرة الذكورية... أساس في إقصائهن
سلوى الجسار: تخصيص 30 في المئة من المقاعد للنساء
اعتبرت عضو مجلس الأمة السابق الدكتورة سلوى الجسار في تصريح لـ «الراي»، أن غياب المرأة الكويتية عن مجالس إدارات الجمعيات التعاونية أمراً ليس بمستغرب، ولكن للأسف هو وضع يحمل كثيراً من التناقض، خاصة وأن الكويتية تمكنت من دخول مجالات متعددة في السنوات الأخيرة، وهذا دليل كفاءتها وقدراتها، لكن في ملف الجمعيات التعاونية، لاتزال نظرة المجتمع سائدة وسط سيطرة النظرة الذكورية وهذا عامل أساسي في إقصائها.
وأشارت إلى تخوف الرجال من دخول المرأة وتحقيقها النجاح، ما سيؤثر على تراجع مقاعدهم، إضافة إلى تراجع الوعي بأهمية وجود ومشاركة المرأة إلى جانب الرجل، مطالبة في الوقت ذاته الكويتيات بأن «يأخذن المبادرة في المشاركة، خاصة ممن تمتلك الخبرة والإمكانيات الشخصية».
وأضافت «نحن بحاجة إلى إعادة النظر في لوائح وشروط الترشح، في تخصيص نسبة من المقاعد للنساء لاتقل عن 30 في المئة، حتى يتاح لهن الفرصة في المشارك».
وخلصت إلى أن «وجود المرأة الكويتية في مجالس إدارات الجمعيات مهم جداً ومناسب لها، وأنا على يقين أننا سنتجاوز العديد من الأخطاء والممارسات التي تشهدها بعض مخرجات إدارات الجمعيات في حال المشاركة النسائية»، لافتة إلى أن «ثمة مسؤولية تقع على المساهمين في متابعة ممثليهم ومحاسبة المقصرين منهم، وأن يتيحوا الفرص لتشجيع النساء في خوض انتخابات مجالس إدارات الجمعيات التعاونية».
الصورة النمطية لم تتقبل وجودها في الجمعيات
شيخة الجليبي: نظام القوائم والنسبية لضمان مشاركة المرأة
اعتبرت المحامية شيخة الجليبي، أن انتخابات الجمعيات التعاونية لا تلاقي قبولاً من أفراد المجتمع بشكل عام، والاقبال عليها منخفض مقارنة بانتخابات المجلس البلدي ومجلس الأمة، وبالتالي فإن إقبال النساء المرشحات لخوضها منخفض.
واعتبرت الجليبي لـ «الراي»، أن الصورة النمطية للمجتمع لم تتقبل إلى الآن وجود المرأة في مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، على الرغم من وجودها في المجلس البلدي ومجلس الأمة وجمعيات النفع العام، واثباتها جدارتها وكفاءتها بجميع المجالات.
وشددت على أن «تواجد المرأة في مجالس إدارات الجمعيات التعاونية يتطلب تمكينها من الترشح لكسر الصورة النمطية للمجتمع في هذا الشأن، ومن صور التمكين هي الكوتا والانتخاب بنظام القوائم، وفرض نسبة للنساء ضمن القوائم الانتخابية لضمان مشاركتها».
«الكوتا» أحد الحلول الجيدة... وقد تكون البداية
بيبي عاشور: لا إقبال نسائياً على العمل التعاوني
رأت رئيسة الجمعية الكويتية للإخاء الوطني بيبي عاشور، أن انتخابات الجمعيات التعاونية لا تختلف عن مثيلاتها في جمعيات النفع العام، لافتة إلى أن العمل التعاوني لا يستقطب النساء لأنه يحتاج بعض الاستعدادات، ويغلب عليه العمل الإداري، ولذا لا يوجد إقبال نسائي عليه.
ولفتت إلى أن «بعض النساء رشحن أنفسهن في بعض الجمعيات، لكن مازالت المشار كة خجولة»، مطالبة بـ «تغيير آليات اختيار النساء، وتسليط الضوء على النماذج النسائية الناجحة، لأن بعض النساء لديهن رؤية في العمل التعاوني، لكن الأمر متعلق بمدى إمكانية الفوز».
وشددت على أن نظام الكوتا، رغم الكثير من اللغط الذي يعتريه، لكنه قد يكون البداية، كونه أحد الحلول الجيدة المطروحة المعمول بها في بعض الدول، وقد يساعد على دعم المرأة وتجنيبها الخسارة.