اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، روسيا بدفع الوضع نحو «كارثة عالمية» بعد قصفها المتكرر موانئ تصدير الحبوب، في وقت تحدث مسؤول أوكراني عن قوة التحصينات الروسية التي تحول دون تقدم سريع لقوات بلاده في الشرق والجنوب.
وقال زيلينسكي مساء الأربعاء، إن الهجمات الروسية على البنية التحتية للموانئ تظهر أن موسكو عازمة على التسبب في أزمة بأسواق المواد الغذائية والإمدادات.
ميدانياً، أكد مسؤولون أوكرانيون، أن القوات الروسية لم تحقق أي تقدم على خطوط المواجهة، لكنها متحصنة بشكل جيد في مناطق واقعة تحت سيطرتها مليئة بالألغام، وهو ما يجعل تحرك القوات الأوكرانية إلى الشرق والجنوب أمراً صعباً.
وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع أوليكسي دانيلوف، إنه كان لدى روسيا متسع من الوقت خلال الأشهر الماضية لإقامة تحصينات قوية وحقول ألغام.
وأضاف للتلفزيون الأوكراني، مساء الأربعاء، أنه في المناطق التي استعادتها القوات الأوكرانية في الشرق والجنوب «زرع الروس أعداداً هائلة من الألغام»، قائلاً «استعد العدو استعداداً شاملاً لهذه الأحداث... عدد الألغام في المنطقة التي استعادت قواتنا السيطرة عليها هو جنون تام. في المتوسط هناك 3 أو 4 أو 5 ألغام للمتر المربع».
وكرر المسؤول تصريحات سابقة لزيلينسكي بأن التقدم الأوكراني، رغم بطء وتيرته، لا يمكن التعجل فيه لتجنب المغامرة بالأرواح.
وقال «لا أحد سوانا يمكن أن يملي علينا المواعيد النهائية... لا يوجد جدول محدد... لم استخدم أبداً عبارة الهجوم المضاد. هناك عمليات عسكرية وهي عمليات معقدة للغاية وتعتمد على الكثير من العوامل».
ومنذ بدأت هجومها المضاد في الرابع من يونيو الماضي، استعادت القوات الأوكرانية عشرات الكيلومترات في مقاطعتي دونيتسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب شرق)، لكنها تواجه مقاومة شرسة وهجمات روسية مضادة.
في الإطار نفسه، قالت نائبة وزير الدفاع آنا ماليار، إن القوات الروسية لم تستطع منع تقدم الجيش الأوكراني حول مدينة باخموت (شرق).
مقتل 10 آلاف مدني
في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا عن مقتل أكثر من 10 آلاف مدني منذ الغزو في 24 فبراير العام 2022.
وبحسب رئيس دائرة جرائم الحرب في مكتب المدعي العام يوري بيلوسوف، فإن عدد القتلى المدنيين بلغ 10749 شخصاً، فيما أصيب 15599.
وقال إن عدد القتلى يشمل 499 طفلاً، مرجحاً أن «يرتفع عدد القتلى مرات عدة» بمجرد تحرير الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وعلى الصعيد العسكري، يقدر عدد القتلى والجرحى بنحو 150 ألفا من الجانبين، بحسب «فرانس برس».
ويصعب في كثير من الأحيان تحديد أعداد المفقودين والقتلى والهاربين، في مناطق دمّرها القتال مثل باخموت (شرق).
وقد يستغرق تحديد حصيلة كاملة، سنوات، كما أظهر الصراع في البوسنة والهرسك خلال التسعينيات.
وجمعت قاعدة بيانات نُشرت في العام 2007 أسماء نحو 97 ألف قتيل في البوسنة، وهي حصيلة أقل بمرتين من تلك التي كانت مستخدمة حتى ذلك الحين.
تقدم روسي
في المقابل، صرح المقدم المتقاعد من «جمهورية لوغانسك الشعبية» أندري ماروتشكو، بأن الجنود الروس سيطروا على مواقع استراتيجية بالقرب من قرية ستيلماخوفكا بقطاع كراسني ليمان في دونباس.
وأوضح أن المسافة بين المواقع الأوكرانية والروسية تم تقليصها أيضاً في العديد من المجالات، ما يجعل من الممكن خوض معركة بالأسلحة الخفيفة.
وأعلنت روسيا، أمس، إسقاط سبع مسيّرات في منطقة كالوغا على بعد أقل من مئتي كيلومتر جنوب غربي موسكو، في ظل ازدياد هذا النوع من الهجمات التي تستهدف العاصمة.
النرويج «غير ودية»
من ناحية ثانية، أدرجت موسكو، النرويج، على قائمة الدول الأجنبية التي تقدم على أفعال «غير ودية» تجاه البعثات الديبلوماسية الروسية.
وأوردت «وكالة ريا نوفوستي للأنباء»، أمس، أن الدول المدرجة على القائمة يمكن أن توظف عدداً محدوداً من العاملين المحليين في بعثاتها لدى روسيا، مع تحديد العدد بالنسبة للنرويج عند 27 شخصاً.
وفي أبريل الماضي، طردت النرويج 15 ديبلوماسياً روسياً على خلفية تهم بالتجسس، وردت روسيا بطرد 10 من البعثة الديبلوماسية النرويجية.