اختتمت المجالس الحسينية، إحياء وقائع استشهاد الإمام الحسين وآل بيته عليهم السلام، بيوم العاشر من محرم، بواقعة الطف في كربلاء عام 61 هجرية.
وشدد خطباء الحسينيات على الدروس الخالدة والعبر المستلهمة من ثورة الإمام قبل نحو 1500 عام، وأبرزها الوحدة الإسلامية ورفض الظلم والطغيان، دون أن يفوتوا الدعاء بأن يحفظ الله الكويت وحكامها وشعبها من كل مكروه، وأن يجعلها واحة أمن وأمان.
وذكر الخطباء أن الإمام الحسين عليه السلام وأهله وأصحابه قضوا ليلة العاشر من المحرم في الصلاة والدعاء، وقراءة القرآن. وكان لهم دوي كدوي النحل، استعداداً للقاء الله تعالى عند استشهادهم.
وأشاروا إلى أن أصحاب الحسين لبوا نداءه، وانطلقوا كالأسود يحاربون العدو، وتساقطوا الواحد تلو الآخر. واستمر الهجوم والزحف نحو مخيم الإمام، وأحاطوا به من جهات متعددة، وألسنة النار تلتهمه.
وأكد الخطباء أن الثورة الحسينية تجسيد للصبر، تجلى فيها الوفاء والاخلاص، وجسدت في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة والبشرية جمعاء، فهي لم تكن ثورة في مكان وزمان معينين، بل كانت على امتداد التاريخ والعالم أجمع، لأنها رسمت سبيل الخلاص من الظلم وطلب العدالة والحرية.
من جهته، قال وكيل المرجع الشيعي علي السيستاني في الكويت أبوالقاسم الديباجي، إن حقيقة وجوهر الثورة الحسينية تكمن في الدلالة التي أكدها صاحب القضية الإمام الحسين عليه السلام، وهي طلب الإصلاح «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله».
وأوضح الديباجي في تصريح لـ«الراي»، أن مبدأ الإصلاح كفيل بمعالجة جميع القضايا محل الخلافات والنزاعات في جميع دول العالم، لهذا كان الإمام الحسين حريصاً على إعلاء مبدأ الإصلاح وجعله شعاراً لثورته المباركة، ليدحض به جميع الأقاويل التي ذهبت خلاف هذا الأمر.
وأضاف أن الإمام الحسين، وحتى آخر لحظاته، كان يحاور أعداءه من منطلق طلب الإصلاح وتقويم الأمة الإسلامية على النهج الذي خطه جده خاتم المرسلين.
وأشاد الديباجي بقيادة وحكومة وشعب الكويت لحرصها على رصّ الصفوف وتقوية اللحمة الوطنية بين مكونات شعبها.
ودعا إلى ضرورة استلهام الدروس والعبر من ثورة الإمام، التي انطلقت لنصرة المظلوم، وإعلاء الحق ضد الباطل.