إننا نشيد بالتطمينات التي بثّتها حكومتنا الرشيدة، للمتقاعدين بتوفير كل سُبل الراحة التي تتناسب معهم كموظفين قدامى، قاموا بواجباتهم على أكمل وجه خلال مسيرتهم الوظيفية، حتى التقاعد.
وهذا الأمر جاء خلال انعقاد الجلسة العادية الأخيرة لمجلس الأمة، والتي تضمّنت - أيضاً - تأكيدات بتحسين مستوى معيشة المواطنين، وإقرار الإصلاحات السياسية، وغير ذلك من القضايا التي تهمّ المواطنين الكويتيين جميعاً.
وسنتحدث في هذا السياق عن المتقاعدين، الذين نكنُّ لهم كل تقدير، حيث إنهم قاموا بواجبهم نحو وطنهم، وأدّوا مهامهم الوظيفية على أكمل وجه، وعندما حان وقت التقاعد، فإن المطلوب من الحكومة توفير كل السبل التي تساعدهم على مواصلة الحياة بصورة طبيعية، فبعض هؤلاء المتقاعدين لديه أبناء لم ينهوا دراساتهم في المراحل المدرسية أو الجامعية، كما أن بعضهم بسبب التقدّم في العمر يعاني من بعض الأمراض، وهو بحاجة إلى اهتمام أكبر، مما كان عليه وهو في مرحلة الشباب والحيوية.
وكلنا سنمرّ بهذه المرحلة، لأن هذا الأمر من سنن الحياة علينا فالصغير لن يكون صغيراً للأبد، والشباب سيزول بتقدم العمر، وبالتالي فإننا نطالب بأن يكون دعم المتقاعدين من أولوياتنا التي نسعى من خلالها إلى إعطاء المتقاعدين أماناً أكثر، وإشعارهم بأن إحالتهم إلى التقاعد لا تعني وضعهم في زاوية النسيان والإهمال.
فمن الضروري زيادة سقف الرواتب للمتقاعد، ليستطيع مواجهة الغلاء المعيشي، ومواصلته في تأدية رسالته مع أبنائه الذين لم ينهوا مراحلهم التعليمية وما زالوا يعتمدون عليه في معيشتهم.
كما يجب - وهذا الأمر مهم للغاية - الاستفادة من خبرات بعض المتقاعدين في تأدية مهام وظيفية تحتاجهم، وإعادة توظيفهم تحت بند المكافأة مثلاً متى استدعى الأمر، ومتى كان هذا المتقاعد لديه القدرة والرغبة في مزاولة العمل مرة أخرى.
وموضوع الاستعانة بالمتقاعدين، تخصّ كل المهن والوظائف، خصوصاً الأعمال الفنية التي تحتاج إلى تراكم الخبرة، مثل الهندسة والطب، والمحاسبة، وكذلك في مجال التعليم سواء في الجامعة أو المدارس، والمهن القانونية والاستشارية، فالسن لا تعيق هؤلاء من أن يبرزوا خبراتهم في المجالات السابقة.
فهناك آلاف المتقاعدين، لديهم الاستعداد لخدمة البلد وتقديم ما لديهم من خبرات لإعطائها للشباب، من خلال تدريبهم ونصحهم، كي تدور عجلة التنمية والتطور في مجالها الصحيح.
فيأيها السادة، المتقاعدون هم الاحتياط الإستراتيجي من الخبرات المتراكمة يجب عدم إغفالهم ووضعهم في طي النسيان، فالبلد بحاجة لهم، مثلما هم بحاجة لأن توفّر لهم الحكومة كل ما يحقّق لهم الاستقرار والراحة.
اللهمّ احفظ الكويتَ وأميرها وولي عهده الأمين وأهلَ الكويت، وكلّ مَن يعيش على أرضها الطيّبة من كل مكروه.