فقدت الكويت أمس واحداً من أبرز رجال أعمالها، العم غسان أحمد سعود الخالد، الذي ترك بصمات مضيئة في سجل الكويت ناصع البياض، وتاريخاً حافلاً بالإنجازات والخدمات الجليلة والمساهمات المتنوعة، ليس في قطاع الاقتصاد فحسب وإنما في مجالات أخرى متعددة.
الرجل الذي كان أحد أعمدة الصناعة في الكويت لم يكن يعرف التعب، فقد اشتهر بقلة كلامه وكثرة أعماله، ليرحل عن الفانية تاركاً ذكريات غالية لكل من عرفه أو سمع عن مناقبه، مستحقاً الثناء من كل مَن قابله أو تعامل معه.
أبو أحمد، الرجل الهين اللين، صاحب الفكر الثاقب والمجتهد، والذي لا يعرف الكلل أو الملل دون الوصول إلى مبتغاه، كان شغوفاً بالعمل، وتحديداً بالعمل المنتج والمبدع الخالق لفرص العمل، وله في ميدان البناء ومواد البناء والمقاولات صولات وجولات، كما له في القطاعين العقاري والفندقي بصمات واضحة، إذ تمكّن من بناء امبرطورية كبيرة هي مجموعة أسيكو، التي قال عنها الخالد - يرحمه الله - «أفتخر بأنني من وضعت لبنتها الأولى في مجال الصناعة لتكون في مصاف الشركات الصناعية في منطقة الخليج العربي، التي أثبتت تواجدها في جميع الدول التي تتواجد فيها بقطاعاتها المختلفة والمتنوعة ونالت ثقة الجهات الحكومية في السوق المحلي، لاسيما وزارة الأشغال العامة والمؤسسة العامة للرعاية السكنية، بمنتجاتها الوطنية».
كما تميز «النوخذة» في مجال الأعمال بخبراتٍ واسعةً في مجال الخدمات المصرفية للشركات، والتمويل التجاري، وقطاع الائتمان والتجزئة، حيث انضم إلى عضوية مجلس إدارة «الوطني» منذ العام 1987، وشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة منذ أغسطس 2014 وحتى 2022 كما ترأس العديد من اللجان المهمة في البنك منها لجنتا المخاطر والترشيحات والمكافآت المنبثقتان عن مجلس الإدارة.
وشغل الخالد أيضاً منصبَ نائب رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لشركة أسيكو للصناعات، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ويست فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية.
وفاز الخالد بلقب أفضل رجل أعمال ذي رؤية مستقبلية من مجلة «أرابيان بزنس» إلى جانب العديد من الألقاب المرموقة من جهات مختلفة.
ولئن ودع أبو أحمد هذه الدنيا الفانية، عن عمر يناهز الـ73 عاماً، إلا أنه ترك خلفه سيرة عطرة وأيادي بيضاء امتدت إلى كثير من المحتاجين سواء على أرض الكويت أو خارجها، وسيظل ذكره الطيب على كل لسان رغم الغياب.
و«الراي» التي آلمها المصاب، تتقدم بأحر التعازي لأسرة الخالد، داعية الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان.