تواجه إسرائيل مصيراً حاسماً خلال الساعات المقبلة، خصوصاً مع تصويت الكنيست اليوم، على مشروع «قانون المعقولية» الذي يتيح تمرير التشريعات القضائية التي تسعى إليها حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي خلقت حالة من الانقسام غير المسبوق في المجتمع.
ويتوقع أن يستمر النقاش حول التعديلات في الكنسيت، لمدة 26 ساعة، قبل أن يبدأ التصويت ظهر اليوم، على مشروع التعديل بالقراءتين الثانية والثالثة، ليصبح قانوناً نافذاً، بينما نزل أنصار المعارضة للتظاهر، أمس، حول المباني الحكومية في القدس الغربية، تحت شعار «لن نستسلم»، مقابل تظاهرة مؤيدة للتعديلات في تل أبيب، وسط تحذير رئيس الأركان هيرتسي هاليفي من أضرار بالغة ستلحق بكفاءة الجيش حال تمرير التعديلات، بينما قدمت نقابة العمال العامة، مقترح تسوية، وإلا الإضراب العام.
وكان مئات المحتجين نصبوا خياماً قبالة مبنى الكنيست، في حين ألغت الشرطة الإجازات الأسبوعية لعناصرها.
وبحسب منظمي التظاهرات الأضخم التي تشهدها الشوارع الإسرائيلية على الإطلاق، شارك نحو 550 ألف شخص في تظاهرات السبت، منهم 240 ألفاً في تل أبيب ونحو 100 ألف في القدس، والباقون في مدن حيفا وناتانيا وكفار سابا وبئر السبع، رفضاً لـ «الانقلاب القضائي».
يتزامن ذلك، مع أنباء عن نية وزير الدفاع يؤاف غالانت، التصويت ضد «قانون المعقولية» ما أثار غضب الليكود وأحزاب الائتلاف الحكومي، التي هددت مصادر منها، بفصل وطرد كل عضو في الائتلاف يصوت ضد خياراته القضائية.
في السياق، كشفت القناة 12، أن هاليفي، حذّر القادة السياسيين بأن «ضرراً حقيقياً سيصيب كفاءة الجيش خلال 48 ساعة حال تمرير خطة التشريعات القضائية».
ونقلت أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية حذروا من أن ما تقوم به حكومة نتنياهو «شديد الخطورة على النسيج الاجتماعي، ومن شأنه شق الجيش والشعب على نحو لا يمكن توقع تداعياته السلبية، وإتاحة المجال لاستبداد يميني عقائدي متطرف».
كما أيد رؤساء سابقون لهيئة أركان الجيش وجهازي «الموساد» و«الشاباك»، إعلان 10 آلاف من قوات الاحتياط امتناعهم عن التطوع في الخدمة العسكرية الاحتياطية، في حال مررت الحكومة مشاريعها المثيرة للجدل.
وقال الرئيس السابق لجهاز «الموساد» يوسي كوهين، إن «إيران هي التهديد الأول لأمن إسرائيل، وإن الجدل الدائر حول تحييد دور المحكمة العليا خطرٌ على منَعة الدولة على المدى القريب المنظور».
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن هناك مخاوف جدية من أن تنتقل الأزمة إلى الضباط والجنود النظاميين»، معتبرةً أن ما يجري لم يحدث من قبل في الجيش ووحداته المختلفة، خصوصاً سلاح الجو.
كما حذر مسؤولون سياسيون سابقون وحاليون، من أنّ «عدم تراجع نتنياهو وحكومته، عن خطة التعديل القضائي، ينذر بكارثة حقيقية».
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إنّ أمام حكومة نتنياهو يومين، «إما تتراجع عن قراراتها أو أنها ستدمر البلاد».
وصرح وزير الدفاع السابق بيني غانتس، خلال تظاهرة بان «نتنياهو لديه غالبية من 64 مقعداً، لكن ليس لديه غالبية بين الجمهور تخوله تدمير الديموقراطية وتمزيق الشعب. يجب ألا ندع المتطرفين يقررون مستقبلنا. أدعوه للتوقف والتصرف بمسؤولية والتوصل إلى اتفاق. إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تحولنا إلى كارثة».
في المقابل، قال وزير العلوم أوفير أكونيس إن «ما نشهده هو محاولة انقلاب عسكري»، مضيفاً «أقول للطيارين إن صوتكم في الانتخابات يساوي صوت أي ناخب آخر».
خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل السبت - الأحد، لجراحة لزرع جهاز ينظّم ضربات القلب، في وقت تشهد إسرائيل أخطر أزمة داخلية منذ عقود.
ونقل نتنياهو (73 عاماً) إلى مركز شيبا الطبي قرب تل أبيب، ليلاً على عجل، بعد أن رصد جهاز لمراقبة ضربات القلب زُرع له قبل أسبوع «اضطراباً موقتاً في ضربات القلب».
وذكر المستشفى في بيان، أمس، أن حال رئيس الوزراء «جيدة وسيبقى تحت الإشراف الطبي في قسم أمراض القلب».
وقال نتنياهو أمس، إن «صحته ممتازة»، وإنه يعتزم الحضور إلى الكنيست اليوم، للتصويت على التعديل القضائي.
وذكر مكتب نتنياهو أن إجراء زرع منظم ضربات القلب تم بسلاسة، وتوقع خروج رئيس الوزراء من المستشفى اليوم، مضيفاً أن زيارتين مخططتين إلى قبرص، غداً، وتركيا الجمعة، ستتأجلان لموعد آخر.
من جانبه، أشار موقع «واي نت»، إلى إخفاء معلومات حول وضع نتنياهو الصحي، ولفت إلى أن الأطباء يتخوفون من تكرار اضطراب في القلب، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطراً على حياته.
وأوضح مكتب نتنياهو في بيان أن نائب رئيس الوزراء ياريف لافين حل مكانه.