اشتهر بفنونه التشكيلية المتفردة ولوحاته المميزة، ومع ذلك هو مؤلف موسيقي لا يقلّ شأناً عن كونه رساماً محترفاً...
إنه الفنان القدير عبدالعزيز آرتي، الذي وضع بصمته الخاصة لرسم التراث الكويتي، بأسلوبه - السهل الممتنع - وخياله الرحب، بالإضافة إلى تأليف الألحان الكلاسيكية، ومنها مقطوعة بعنوان «بصيص أمل» ذات النغم الهادئ، الذي يتساقط كقطرات المطر ليروي القلوب الظمآنة ويضيء على عتمة الحزن فيها.
وكشف آرتي لـ «الراي» عن شغفه بالعزف على البيانو منذ الصغر، وتأثره بالموسيقار النمسوي فولفغانغ موزارت، مشيراً إلى أن الموسيقى ترتبط بفكر الفنان التشكيلي ارتباطاً وثيقاً، «فهناك أشخاص يمتلكون مواهب متعددة، وهم قادرون على الإبداع فيها كلها».
وألمح إلى أن «بصيص أمل» تنحاز إلى الموسيقى الكلاسيكية التي يحبذها أو (اللايت ميوزيك)، والتي تسرد قصصاً عاطفية وإنسانية من خلال ما تحمله من لحنٍ أخاذ وجملٍ موسيقية منتقاة، مثل معزوفة «الراعي الوحيد» أو الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتنك» أو موسيقى فيلم «The God Father» وغيرها من المؤلفات العالمية التي ظلّت خالدة في الذاكرة.
وذكر أن الملحن لا بد أن يكون موهوباً حقيقياً، مبيناً أنه لا يجد بدّاً من التلحين لبعض المطربين في حال توافر النص الغنائي الذي يحمل في ثناياه القيمة بالمعنى والمضمون. مردفاً: «لو يأتي أيّ مطرب ويعطيني كلمات جزلة فسأرحب بالتعاون معه، حيث سبق وأن لحنت العديد من الألحان».
وعن الألوان التي يُفضلها، أوضح أنه يهوى الفولكلور القديم، والأغاني ذات «الكوبليهات» المختلفة، مثل أغاني الفنان الراحل عبداللطيف الكويتي، وكذلك يعشق أغاني الفنان الراحل عوض الدوخي، بالرغم من أن الأخير يتميز بأغانيه ذات «الكوبليه» الواحد.
من الموسيقى إلى الفنون التشكيلية، قال آرتي إنه يعكف حالياً على تجديد التراث من خلال اللوحات الفنية التي يرسمها على طريقته والتي يبتعد فيها عن النمطية والرتابة، مؤكداً أن هناك من يرسم البيئة القديمة بتصوير واقعي جداً، من دون لمسات تضيف إلى اللوحة، أو تميزه عن غيره من الفنانين.
وختم قائلاً: «يمكن للفنان أن يكون متميزاً سواء في الإصلاح أو الإجرام. فجميعنا يعلم أن (واحد زائد واحد يساوي اثنين)، ولكن هناك من لديه القدرة والموهبة على ابتكار شيء جديد لكسر هذه المعادلة، وهذا هو الفرق بين الفنان العادي والفنان الموهوب والمُتجدّد في الإبداع».