أفاد موقع «فوربس الشرق الأوسط» أن الطلب العالمي على الساعات الفاخرة عاد العام الماضي إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد- 19، إذ حققت صناعة الساعات السويسرية أداءً قياسياً في عام 2022، وفقاً للبيانات التي قدمتها إدارة الجمارك في سويسرا ونشرها اتحاد صناعة الساعات السويسرية، وذلك على الرغم من انخفاض المبيعات في سوقين رئيسيين هما الصين وهونغ كونغ.
وبشكل عام، ارتفعت صادرات الساعات السويسرية في 30 سوقاً بنسبة 11.4 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 26.9 مليار دولار.
وحققت منطقة الشرق الأوسط 2.6 مليار دولار من القيمة الإجمالية، بزيادة قدرها 14 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وفقاً لاتحاد صناعة الساعات السويسرية.
وارتفعت قيمة صادرات الساعات السويسرية إلى الإمارات بنسبة 12.7 في العام الماضي لتحتل المرتبة التاسعة في العالم بـ1.2 مليار دولار، بعد فرنسا، فيما جاءت صادرات الساعات السويسرية إلى السعودية في المرتبة 15 مع 374.1 مليون دولار، وإلى قطر في المرتبة 17 مع 312.5 مليون دولار، وإلى الكويت في المرتبة 24 مع 180.1 مليون دولار، وإلى البحرين في المرتبة 26 مع 158.7 مليون دولار.
شهية ثابتة
وعلى الرغم من السياق الاقتصادي الكلي والجيوسياسي المتقلب، لم تتباطأ صادرات الساعات السويسرية في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، إذ ارتفعت بنحو 11.3 في المئة إلى 11.9 مليار دولار، حسبما ذكر اتحاد صناعة الساعات السويسرية في آخر تقرير له.
وبلغت قيمة الساعات المصدرة إلى الشرق الأوسط 1.1 مليار دولار مستحوذة على 9.5 في المئة من إجمالي قيمة صادرات الساعات السويسرية بين يناير ومايو 2023، مع استمرار الإمارات في تحقيق أعلى مرتبة لصادرات الساعات السويسرية على المستوى الإقليمي بقيمة إجمالية بلغت 549.3 مليون دولار، أي بزيادة 12.4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فيما بلغت قيمة الصادرات إلى السعودية 176.9 مليون، تلتها قطر بـ130 مليوناً، والكويت بـ76.8 مليون، والبحرين بـ62.3 مليون دولار.
وحققت شركة «Richemont» السويسرية، التي تمتلك علامات تجارية مثل «Piaget»، و«Cartier»، و«IWC Schaffhausen» نمواً بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي لإيرادات مبيعات المجموعة للعام بأكمله لتصل إلى 1.3 مليار دولار في الشرق الأوسط وأفريقيا، مدفوعة بالإنفاق السياحي المحلي والداخلي القوي، خاصة في دبي وقطر.
ونمت مبيعات وحدة الساعات والمجوهرات في «LVMH» بنسبة 11 في المئة لتحقق 2.8 مليار دولار من الإيرادات في الربع الأول، حيث واصلت أعمال صناعة الساعات الخاصة بها، التي تضم علامات تجارية مثل «Bulgari»، و«TAG Heuer»، و«Hublot» تحقيق التقدم.
ولكن على الرغم من أن الصناعة بشكل عام لا تظهر أي علامة على التباطؤ، إلا أن المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة «RESERVOIR»، فرانسوا مورو، يعتقد أن تضخم الأسعار قد أثر في جميع صانعي الساعات الفاخرة. ووفقاً لاستطلاع أجرته «YouGov» في أبريل الماضي، فإن 33 في المئة من المستهلكين في الإمارات يفكرون في شراء ساعات فاخرة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بعد الهند (37 في المئة).
ومن جهة الإنتاج، يعتقد مورو أن هناك حاجة إلى مزيد من الإبداع، أكثر من أي وقت مضى، لتحديد طرق بديلة لإدارة اضطرابات سلسلة التوريد وتضخم التكلفة.
ويرى أخصائي الساعات في دار المزاد «كريستيز الشرق الأوسط»، نيتين ناير، أن مشاكل الإنتاج تؤثر فقط في إنتاج الساعات الحديثة، قائلاً: «نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السوق للساعات الحديثة بشكل كبير، إذ تم بيعها بأكثر بكثير مما كانت ستحققه عادة في البيع بالتجزئة».
نمو المزادات
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شهد قسم الساعات في «كريستيز دبي» نمواً بنسبة 212 في المئة، وفقاً لناير.
وأضاف: «كان هناك تباطؤ في السوق للساعات الحديثة، ويرجع ذلك جزئياً إلى احتفاظ جامعي الساعات بأندر قطع، وبالتالي فإن التباطؤ يتعلق بالعرض والطلب أكثر من أي تحولات اقتصادية أو سياسية».
ولا تزال العلامات التجارية الأكثر طلباً وندرة في المزادات في الشرق الأوسط بقيادة «Patek» و«Rolex»، حيث كان ذلك واضحاً في مزادها نصف السنوي عبر الإنترنت تحت عنوان «Watches Online: The Dubai Edit» في مايو الماضي.
وبينما صناعة الساعات الفاخرة غالباً ما تتعامل مع تحديات التقدم التكنولوجي والابتكار، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي تعمل على خلق جيل جديد من جامعي الساعات الشباب. يقول مورو: «لقد اعتاد الجيل الأصغر سناً على ارتداء الساعات الذكية، ولكن الحاجة إلى الفردية موجودة، ولا يمكن إلا للساعات الميكانيكية أن تغذي هذه الشهية».
ويضيف راميل من «Vacheron Constantin»: «هناك تحول عميق آخر، نحن متحمسون لنشاهده ونكون جزءاً منه، وهو الطلب المتزايد من قبل النساء على الساعات المعقدة».
34.2 مليار دولار حجم السوق في 2023
وفقاً لتقرير «السوق العالمي للساعات الفاخرة لعام 2023» الصادر عن «The Business Research Company»، ارتفع حجم سوق الساعات الفاخرة إلى 34.2 مليار دولار هذا العام ومن المتوقع أن ينمو إلى 49.7 مليار في عام 2027. ولكن هل ستكون الصورة أكثر تفاؤلاً في الشرق الأوسط في المستقبل القريب؟
يقول مورو: «هناك بالتأكيد مجال لشركات صناعة الساعات المستقلة، سواء داخل السوق العالمية أم داخل المنطقة. وهناك طلب قوي على الابتكار من قِبل العملاء».