«يُمثل مظهراً لوحدة الأمة فيه تذوب الفوارق وتتلاشى العصبيات»

خطبة العيد: يوم صفاء ووئام فاغتنموا الفرصة لإصلاح ذات البين وطيّ صفحة الخلاف

27 يونيو 2023 10:00 م

- أظهروا الفرح والسرور وإياكم وموارد الإثم فإن لكم في حياض المباح سعة وكفاية
- أيها الأزواج اقتنصوا فرصة العيد لإحياء المودة بينكم وطمس أسباب الشقاق
- الإسلام كرّم المرأة وساوى بينها وبين الرجل في الأحكام والتشريعات إلّا فيما عارض أنوثتها

تضمّنت خطبة عيد الأضحى المبارك دعوة لاغتنام هذه الأيام المباركة للتواصل بين الناس ونبذ الخلافات، مؤكدة أن «العيد يوم صفاء ووئام، وفيه يتبادل الناس الدعاء، ويتشاركون التهاني والتبريكات، فاغتنموا فيه الفرصة لإصلاح ذات البين، وطي صفحة الخلاف»، مناشدة المتخاصمين بأن يبادروا بالتهنئة، وقاطعي الرحم بوصلها، والأزواج باقتناص فرصة العيد لإحياء المودة وطمس أسباب الشقاق.

وجاء في الخطبة المعممة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وستُلقى على منابر مصليات العيد وفي المساجد، أن «العيد في الإسلام شكر لله تعالى على عظيم مننه وجزيل عطائه، وهو عبادة له سبحانه وتعالى في أوله وأثنائه. وإذا كان لكل أمة أعياد تحتفي بها، وتفرح فيها، فإن الله تعالى قد اختصّ أمة الإسلام بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى»، مؤكدة أن «العيد في الإسلام تتجلى فيه مظاهر الطاعات القائمة على أساس الإيمان والتقوى، ففيه تكبير وصلاة، وصدقة وتحابّ وصلة أرحام، بعيداً عن مظاهر الشرك وتعظيم غير الله، وبعيداً عن مظاهر الفسق والفجور، التي كثيراً ما تكون من شعائر الأعياد لدى الأمم الأخرى».

محبة ووئام

وذكرت أن «العيد مظهر من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية، فيه تذوب الفوارق الاجتماعية، وتتلاشى العصبيات العرقية، فترى الغني والفقير، والعربي والأعجمي يهتفون بلسان واحد: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

وأن العيد يوم صفاء ووئام، وفيه يتبادل الناس الدعاء، ويتشاركون التهاني والتبريكات، فاغتنموا فيه الفرصة لإصلاح ذات البين، وطي صفحة الخلاف.

فيا أيها المتخاصمون بادروا اليوم بالتهنئة، ويا قاطعي أرحامكم اغتنموا أيام العيد فصلوها، ويا أيها الأزواج اقتنصوا فرصة العيد لإحياء المودة وطمس أسباب الشقاق».

وبيّنت أن «العيد يوم فرح وسرور، فيستحب فيه إظهار الفرح، والتوسعة على العيال، فأظهروا فيه الفرح والسرور، والأنس والحبور، واجتنبوا الحرام، فإن لكم في الحلال غنية، وإياكم وموارد الإثم، فإن لكم في حياض المباح سعة وكفاية».

الأضحية

ولفتت إلى أن «الله تعالى شرع لعباده الأضحية شعيرة يتقرّبون بها إليه، وعبادة ترتفع بها أجورهم لديه، وما الالتزام بأحكام الأضحية وآدابها المتعلقة بصفاتها وهيئة ذبحها إلا مظهر من مظاهر التسليم لله عزوجل، والخضوع إليه، كما أن الأضحية من مظاهر توحيد الله وتعظيمه في أمة الإسلام، فمازال دأب المشركين وعبدة الأوثان التقرّب إلى آلهتهم بالذبائح والنذور، في حين يقدم المسلمون ذبائحهم خالصة لوجه الله تعالى.

ولما كان المقصود من الأضحية إظهار التقوى وتحقيقها، استحب تسمينها واختيار الأفضل منها.

فالأضحية سُنة مؤكدة، فعن أنس رضي الله عنه قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين (أي أبيضين) أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما»، موضحة أن «أيام العيد كلها وقت لذبح الأضحية، حيث يبدأ وقتها من بعد صلاة العيد، ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق».

المرأة

وأشارت الخطبة إلى المرأة، فقالت إن «الإسلام كرّم المرأة ورفع شأنها وأعلى قدرها، وجعلها صنو الرجل في أصل التكليف، وساوى بينها وبينه في الأحكام والتشريعات، إلا فيما عارض أنوثتها فاقتضى تخفيفاً أو زيادة أو نقصاً، فاتقين الله في أنفسكن، وحافظن على الصلوات المكتوبات في أوقاتهن، فإنهن مفتاح كل خير.

وأخرجن الزكاة والصدقات؛ فإنها وقاية من النار، وعليكن بالحجاب والاحتشام، وليكن لكن في أمهات المؤمنين أسوة، وفي بنات النبي صلى الله عليه وسلم قدوة، واعلمن أن المرأة نواة المجتمع، فبصلاحها يصلح، وبفسادها يفسد».

وختمت بالقول «لنتعاون جميعاً على البر والتقوى، ولنكن في منأى عن الإثم والعدوان، فما أجمل الاجتماع والتآلف! وما أعظم التماسك والتكاتف! إذا كان على أصل المحبة والإيثار والإحسان، والأخوة والبر والإيمان».