أكدت دولة الكويت أهمية تضافر الجهود الدولية الرامية الى تعزيز ثقافة السلام وتفعيل الحوار بين الحضارات ونشر قيم الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل ونبذ التطرف والكراهية والعنف بكافة صوره وأشكاله.
جاء ذلك في بيان الكويت الذي ألقاه السكرتير الأول بوفدها الدائم لدى الامم المتحدة فهد حجي مساء أمس الأربعاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مناقشة بند ثقافة السلام.
وقال حجي إن «ثقافة السلام متجذرة في دولة الكويت.. فروح التسامح والحوار والاختلاط مع مختلف الثقافات والاديان والحضارات متأصلة في تاريخ المجتمع الكويتي منذ مئات السنين».
وأضاف أن «تلك القيم ترجمت في العصر الحديث بدستور كفل حرية الرأي والتعبير والاعتقاد والسماح بممارسة الشعائر الدينية».
وأوضح أن تعزيز ثقافة السلام يأتي من خلال العمل الدولي المتعدد الاطراف، وعلى وجه الخصوص عبر منظمة الامم المتحدة التي أنشئت لاحتضان الحوار.
وأعرب حجي عن تأييده لتوصيات الامين العام التي أكدت ضرورة مواصلة الجهود للترويج لثقافة السلام والحوار بين الاديان والثقافات من اجل معالجة الاسباب الجذرية للعنف والنزاع.
ولفت الى أهمية اعتماد نهج شامل يعالج الأبعاد المتعددة لبناء السلام والعمل الانساني وحقوق الانسان والتنمية، قائلا انه «من المهم أن تقوم ثقافة السلام على فهم افضل للدوافع الأساسية التي تحرك النزاعات وتؤدي الى استمرارها».
وتابع: «يواجه عالمنا اليوم توترات وأزمات متعددة ومترابطة ومتقاطعة ومتشابكة، فأعمال العنف والاضطرابات تعصف بعدة اجزاء من العالم والعديد منها تعود جذوره الى تنامي اشكال العنصرية والزيادة في خطابات الكراهية وأوجه التمييز».
وبين حجي أن «تفشي هذه الظواهر يقلق الجميع، إذ يعاني العالم منذ عقود بل عصور من عدم التسامح وعدم تقبل الرأي الآخر والتعصب والتطرف العنيف والاحتقان الديني والطائفي وانتشار لغة الاقصاء وقلة التوعية في التعايش مع الاخرين».
وأكد أن جميع تلك الظواهر تعد تحديات تقوض وتهدد انتشار ثقافة السلام في المجتمعات والدول، مشددا على أن مواجهة هذه التصرفات تتطلب مضاعفة الجهود على المستوى الوطني والاقليمي والدولي من اجل تحويل ثقافة الكراهية والتعصب والحرب الى ثقافة حوار وتعايش وسلام.
وشدد حجي على ضرورة تمكين المرأة والشباب وإشراكهما في كافة المجالات، بما فيها العمليات السياسية.
وأشار إلى أن السعي لتحقيق السلام يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية المستدامة، فالالتزام بالسلام امر حيوي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تلك الخطة التي شملت الهدف رقم 16 الذي نص على تعزيز اقامة المجتمعات المسالمة والشاملة للجميع.