التمريض وصراع الأجيال

13 يونيو 2023 10:00 م

الصراع بين الجيلين القديم والشاب ليس ظاهرة جديدة فقد وجد على مر التاريخ وفي معظم المهن. ولكن نركز هنا على صراع الجيلين في مهنة التمريض والتي مر عليها أجيال عدة في الكويت. فالصراع متواجد و«متوارث» في المهنة وينشأ من اختلافات متعددة، منها أن بعض الأجيال القديمة قد يتردد في إشراك الأجيال الشابة في القضايا المتعلقة باتخاذ القرارات أو حل المشاكل بطرق مبتكرة.

مثال على ذلك في مجال الخبرة، فقد تشعر الأجيال القديمة أن سنوات خبرتهم في التمريض ومعرفتهم المتراكمة تجعلهم أكثر تأهيلاً للتعامل مع الأمور المتعلقة باتخاذ القرارات وحل المشكلات. وهذا يعود إلى أنهم ربما طوّروا مستوى معيناً من الخبرة بمرور الوقت، ويعتقدون أن الأجيال الشابة تفتقر إلى المهارات أو الفهم الضروريين كتلك التي يمتلكونها، إضافة الى شعور الأجيال القديمة بالخوف من التغيير خاصة للأفراد الذين اعتادوا على الأساليب الراسخة لفعل الأشياء خوفاً من أنها ستحدث تغييرات غير متوقعة أو تتحدى العمليات القائمة في وقتهم.

ولا يخفى عنا أن هذه الفجوة بين الجيلين في مهنة التمريض يمكن أن تؤدي إلى نقص الفهم والتواصل بينهم ما يجعل الصراع يتفاقم ويأخذ مدى بعيداً. لذلك من المهم إدراك وفهم الجيل القديم بأن استبعاد الأجيال الشابة من القضايا المتعلقة بالعمل يمكن أن يكون له عواقب سلبية مثل عدم التطور والابتكار وكذلك «الركود» في المهنة كما هو الوضع الحالي.

من وجهة نظر صانعي القرارات، أنه من المهم إشراك الأجيال الشابة في عمليات صنع القرار وتوفير فرص للنمو والتنمية، فهم غالباً ما يجلبون وجهات نظر جديدة وأفكاراً مبتكرة وذكاءً تكنولوجياً في مجال العمل ومن زوايا مختلفة. فيمكن للمنظمات الاستفادة من مساهماتهم الفريدة. لذلك تعزيز التعاون بين الأجيال في مهنة التمريض وخلق ثقافة الشمولية في سد الفجوة بينهم في مجال العمل عن طريق تشجيع الحوار المفتوح وبرامج التوجيه وخلق فرص للعمل الجماعي قد يؤدي إلى تعزيز بيئة عمل أكثر شمولاً وإنتاجية تنعكس على الجودة في الرعاية الصحية متمثلة برضى المرضى من حيث سلامتهم وتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم الفردية، وكذلك رضا العاملين في القطاع التمريضي.

إذاً، من واجب المنظمات اقتناص الفرص والنظر لصراع الأجيال من زاوية أخرى تخلق وجوهاً جديدة ومبتكرة للتعاون وعدم الانغلاق والخوف من مشاركة الأفكار التطورية، ففي النهاية الفائدة ستعم المجتمع من ناحية الرعاية الصحية الجيدة والتطور في المهنة.

وأخيراً نحن في ماراثون في هذه المهنة ونحاول أن نصل إلى مستوى من سبقونا فيها بعد ما كنا نحن السبّاقين.

دعونا لا نلتفت إلى الماضي ونشتكي من عدم توفير الموارد والدعم... وإلخ، بل نسعى إلى الأمام بجيل قديم ذي خبرة وفيرة مع جيل جديد ذي أفكار مبتكرة لتحقيق النجاح وإن كان على المدى البعيد. وللحديث بقية...