تحدّث عن إمكانية إنشاء «منطقة آمنة» في الأراضي الأوكرانية

بوتين: خسائر الهجوم المضاد تفوق 10 مرات الخسائر الروسية

13 يونيو 2023 10:00 م

تحدّث الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، عن إمكانية إنشاء «منطقة آمنة» داخل الأراضي الأوكرانية، واصفاً خسائر الهجوم المضاد بأنها «شبه كارثية».

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده منفتحة على محادثات سلام في شأن أوكرانيا لكن السبيل الوحيد لوقف الصراع هو أن توقف الدول الغربية إمداداتها من الأسلحة إلى كييف.

وجدد بوتين اتهامه للغرب بالسعي لإلحاق الهزيمة بروسيا في أوكرانيا، موضحاً أن موسكو لديها «خطة سلام» خاصة بها لهذا البلد.

مناطق آمنة

وقال بوتين خلال لقاء مع صحافيين وكتّاب روس يغطون النزاع «إذا استمرت الهجمات الأوكرانية المضادة فسندرس إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي الأوكرانية».

وأكد أن روسيا عززت أمن الحدود مع أوكرانيا، التي شنت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات داخل أراضٍ روسية قريبة من الحدود.

وذكر الرئيس الروسي أن بلاده «تنزع سلاح أوكرانيا تدريجياً» من خلال الهجوم العسكري الذي بدأ في فبراير العام 2022.

خسائر كارثية

واعترف بأن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ قبل أيام لاستعادة أراضٍ سيطرت عليها قواته «واسع النطاق»، إلا أنه لم يحقق أي نجاح.

وتابع أن أوكرانيا تعاني خسائر هائلة في هجومها المضاد على المواقع الروسية في أوكرانيا.

وأضاف «تقترب خسائرهم من مستوى يمكن وصفه بالكارثي».

وبعد انتظارها لأشهر، أطلقت أوكرانيا هجومها لاستعادة مناطق سيطرت عليها القوات الروسية.

وأعلنت تحقيق أولى مكاسبها نهاية الأسبوع والاثنين، بينما أعلنت روسيا صد كل الهجمات.

وقال بوتين «إنه هجوم مضاد ضخم يستخدم احتياطات استراتيجية كانت معدّة لهذا الغرض».

ولفت إلى أن أوكرانيا أطلقت هجومها في الرابع من يونيو وتقوده على ثلاثة محاور على الأقل - شاختار وفريمنسكي شرقاً وزابوريجيا جنوباً.

وشدد على أن «العدو لم يكن ناجحاً في أي منطقة»، مشيراً إلى أن روسيا تكبدت «خسائر أقل بعشر مرّات من تلك التي تكبدتها القوات الأوكرانية».

وأوضح أن المرتزقة البولنديين الذين يحاربون في أوكرانيا «يتكبدون خسائر كبيرة».

وعززت كييف خلال الشتاء قواتها مستفيدة من أسلحة حصلت عليها من حلفائها الغربيين.

وذكر بوتين أن كييف خسرت 160 دبابة و360 مدرعة وهو ما يعادل «وفق حساباتي، نحو 25 في المئة أو 30 في المئة من المعدات التي تم تسليمها من الخارج».

وأضاف «خسرنا 54 دبابة ويمكن إصلاح بعضها ومعاودة تشغيلها».

وبدأ الهجوم المضاد بعد سلسلة هجمات استهدفت الأراضي الروسية بما في ذلك في منطقة بيلغورود الحدودية.

وقال بوتين «كان من الممكن افتراض أن العدو سيتصرف بهذه الطريقة، وكان من الممكن الاستعداد بشكل أفضل».

وتابع «بالطبع، علينا تعزيز حدودنا».

وأقر الرئيس الروسي أيضا بأن قواته في أوكرانيا تعاني نقصاً في المعدات العسكرية.

وصرّح «على مدى العملية العسكرية الخاصة، بات واضحاً أن (الجيش) يفتقر للعديد» من المعدات.

وأضاف «الذخيرة عالية الدقة ومعدات الاتصالات والمسيّرات... نملكها لكن للأسف ليس بالمقدار الكافي».

من جهة أخرى، اتهم بوتين أوكرانيا بقصف سد كاخوفكا عمداً في السادس من يونيو بصواريخ «هيمارس»، التي زودتها بها الولايات المتحدة، في خطوة قال إنها أعاقت أيضا جهود كييف المتعلقة بهجومها المضاد.

لا حاجة للتعبئة

وقال بوتين إنه لا يرى في الوقت الحالي حاجة لإصدار أمر تعبئة إضافي للقتال في أوكرانيا. لكنه أضاف أن الأمر برمته يتوقف على ما تريد روسيا تحقيقه هناك، متسائلاً عما إذا كان ينبغي للقوات الروسية محاولة السيطرة على كييف مرة أخرى.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيصدر أمر تعبئة آخر، بالإشارة إلى إعلان العام الماضي «بتعبئة جزئية» تشمل 300 ألف من جنود الاحتياط، رد بوتين «لا توجد حاجة لذلك اليوم».

وتابع بوتين: «تقول بعض الشخصيات العامة إننا بحاجة إلى مليون أو مليوني (جندي). هذا يعتمد على ما نريد تحقيقه».

وأضاف «هل يجب أن نعود إلى هناك»؟ في إشارة إلى كييف التي فشلت القوات الروسية في السيطرة عليها خلال المراحل الأولى.

واعتبر بوتين أن روسيا بحاجة إلى «محاربة عملاء العدو، وتحسين دفاعاتها، في مواجهة الهجمات في عمق أراضيها»، غير أنه أشار لعدم وجود ضرورة لأن تحذو بلاده حذو أوكرانيا وتعلن الأحكام العرفية.

كما أعلن بوتين أن روسيا تدرس مسألة الخروج من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بسبب عدم احترام البنود الخاصة بتصدير الأسمدة الروسية بحسب موسكو.

وقال «نحن نفكر في الانسحاب من اتفاق الحبوب (...) لم يتم احترام العديد من الشروط التي كان يجب تطبيقها بموجبه».

واتهم كييف باستخدام الممرات البحرية المنصوص عليها في هذا الاتفاق لمهاجمة الأسطول الروسي بمسيّرات.

مستشار سابق في البنتاغون: الجيش الروسي سيعمل على تحرير أوديسا وخاركوف

قال المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية دوغلاس ماكغريغور، إن الجيش الروسي سيعمل على تحرير أوديسا وخاركوف بعد فشل هجوم القوات الأوكرانية.

وأوضح ماكغريغور في حديث لصحيفة The American Conservative، أن هجوم الربيع الأوكراني، والآن تبعه هجوم الصيف توقفا، أو انتهيا بهزيمة ساحقة لقوات كييف.

ويعتقد أن القوات الأوكرانية ستهزم تحت ضغط الهجمات الروسية الدقيقة باستخدام المسيرات والضربات الصاروخية والمدفعية الموجهة.

وأضاف «في المرحلة الحالية هنالك احتمال كبير بأن تشن القوات الروسية هجمات عدوانية ضد أوكرانيا، فروسيا تمتلك الكثير من الخيارات».

وأكد ماكغريغور، في وقت سابق، أن معدات دول حلف «الناتو» لا تساعد القوات الأوكرانية على تحقيق نجاح كبير خلال الهجوم.

بوتين يلغي اتفاقية التعاون مع كييف في بحر آزوف ومضيق كيرتش

قرر الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، إلغاء الاتفاق مع أوكرانيا في شأن التعاون في استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش.

وكان مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) وافق قبل أسبوع على إلغاء الاتفاقية الموقعة في ديسمبر عام 2003 حول التعاون والاستثمار المشترك في استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش.