علمت «الراي» أن شركة مصفاة ومجمع بتروكيماويات نغي سون الفيتنامية نجحت مجدّداً في تجاوز حالة التخلّف الأساسية عن السداد رغم التحدّيات التي تواجهها.
وكشفت مصادر أن جميع الشركاء سدّدوا أخيراً دفعة من أصل الدَين وفوائدها المستحقة للممولين في شهر مايو 2023 والبالغة 375 مليون دولار عن شركة المصفاة، للحفاظ على السيولة اللازمة لضمان استمرارية عمليات المصفاة، مبينة أنه مع اقتراب الصيانة الدورية لمدة شهرين ستتوقف التدفقات المالية وبالتالي توجّب الحفاظ على السيولة المالية عن طريق قيام الشركاء بالتكفّل بدفع قسط الدَين للممولين.
تحدّيات وحلول
وأوضحت المصادر، أنه في ظل استمرار التحديات التي تواجه «مصفاة فيتنام» والجهود المستمرة بقيادة شركة البترول الكويتية العالمية لإعادة الهيكلة المالية للمصفاة بين الشركاء والممولين وإيجاد حلول توافقية تُحسّن الأداء المالي والفني والتشغيلي والتجاري للمصفاة فإن تدخل الشركاء بهذا التوقيت يوفّر تدفقات نقدية تُسهم في تعزيز السيولة المالية للشركة، بما يُسهم في ضمان استمرار أعمالها لحين توصل الشركاء لحلول جذرية طويلة الأجل لمعالجة صعوباتها المالية، في ظل الارتفاع الكبير بنسبة فوائد القروض وانخفاض أسعار المنتجات وما نتج عنه من تأثير سلبي على هوامش الربح.
وبيّنت أنه سبق التوافق بين الشركاء على تجديد اتفاقية شــراء تحصيلات النفط الخام الكويتي من قبل الجانب الكويتي والياباني وكذلك الاتفاق مع الشريك الفيتنامي على استمرار تطبيق آلية للدفع المبكر للمنتجات البترولية حتى نهاية شهر نوفمبر 2023.
متابعة قيادية
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الشيخ نواف سعود الصباح، والرئيس التنفيذي لـ«البترول العالمية» المهندس شافي طالب العجمي، يتابعان بشكل مستمر ومباشر الأحداث والأوضاع والتطورات التي تطرأ على شركة المصفاة حيث التنسيق مستمر بينهما لإيجاد حلول توافقية بين جميع الأطراف تضمن استقرار أوضاع المصفاة على جميع الأصعدة وعلى المدى البعيد وتحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء المشروع.
الربح والبدائل
وأكدت المصادر أن «مصفاة فيتنام» تُعتبر من أكثر المصافي تطوراً تقنياً في جنوب شرق قارة أسيا وأكثرها قابلية لتحقيق أعلى هوامش للربح في ظل التكامل بين المصفاة ومجمع البتروكيماويات (اوليفينات وعطريات) وتمتعها بحزمة حوافز تساعدها على تخطي المصاعب إذا تم إيجاد حلول تضمن تدفق السيولة المالية موضحة أن ذلك يتحقق بإعادة الهيكلة المالية للشركة أو أحد الحلول البديلة التي تسعى «البترول العالمية» لطرحها للنقاش مع باقي الشركاء في حال تعثر التوافق مع الشريك الفيتنامي والممولين في ما يخص إعادة الهيكلة المالية.
وتشغيلياً، قالت المصادر إن شركة المصفاة زادت معدلاتها التشغيلية خلال الفترة الأخيرة إلى 110 في المئة وبانسيابية ولفترات طويلة لتأمين احتياجات السوق الفيتنامي من المنتجات البترولية والمنتجات البتروكيماوية للعقود المبرمة مع المشترين بمَنْ فيهم شركة صناعة الكيماويات البترولية التابعة للمؤسسة، بما يضمن تدفق السيولة المالية للمصفاة، علماً بأنه تم تكرير ما يقارب 308 ملايين برميل نفط كويتي بقيمة 22 مليار دولار تقريباً منذ بداية المشروع حتى نهاية أبريل 2023.
وأشارت المصادر إلى أنه جار التحضير لعمل الصيانة الدورية الأولى للمصفاة (Turnaround) منذ تشغيل المصفاة والمخطط لها أن تبدأ نهاية أغسطس المقبل ولمدة 55 يوماً، منوهة إلى قيام العجمي بزيارة ميدانية للمصفاة ولقاء الإدارة التنفيذية للمصفاة لتقديم الدعم والوقوف على سير عملها وجهوزيتها للصيانة الدورية.
وفورات إضافية بمشاركة كويتية
شددت المصادر على أن إدارة شركة المصفاة تمكنت لأول مرة وبمشاركة سواعد كويتية من تحقيق وفر ومدخول إضافي 54 مليون دولار خلال السنة والنصف الماضية عبر تطبيق عدد من مبادرات خطة التحوّل الشاملة التي تهدف لتحسين الأداء.
ويتوقع تحقيق 46 مليون دولار إضافي بنهاية العام الجاري و200 مليون إضافية في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
اتفاق مع الضرائب يُعيد 151 مليون دولار ويلغي 72 مليوناً
أكدت المصادر بنجاح مفاوضات إدارة شركة المصفاة أخيراً مع مصلحة الضرائب الفيتنامية والاتفاق أخيراً وذلك بعد مُضي أكثر من 4 سنوات من المفاوضات على تحصيل شركة المصفاة 151 مليون دولار، وإلغاء 72 مليوناً من أصل 76 مليوناً والتي كانت مفروضة على الشركة كضريبة استيراد المعدات أثناء فترة إنشاء المصفاة.
ولفتت إلى أنه جرى أخيراً الاتفاق بين شركة المصفاة ولجنة مقاطعة تان هوا على استرداد ما يُقارب 10 ملايين دولار نظير جزء من قيمة تكلفة بناء حاجز الأمواج للرصيف البحري للمصفاة والذي ظل مستحقًا منذ تشغيل المصفاة في 2018.