... وأخيراً، فكّ المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، العقدة وتوّج باللقب الثالث في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم خلال مسيرته التدريبية، والأول منذ رحيله عن نادي برشلونة ليضع حدّاً للانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها لعدم تمكنه من الفوز بالكأس ذات الأذنين خارج قلعة النادي الكاتالوني.
وقاد غوارديولا فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي للفوز بأول لقب في المسابقة القارية العريقة في تاريخه بتغلّبه على إنتر ميلان الإيطالي بهدف في المباراة النهائية في إسطنبول، حيث بفضل هذا الانتصار حقّق «سيتي» الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري الأبطال) في موسم واحد ليصبح ثاني فريق يحقّق هذا الإنجاز في إنكلترا بعد الغريم مانشستر يونايتد عام 1999.
وأصبح غوارديولا أول مدرب في تاريخ الكرة الأوروبية يحقّق الثلاثية مرتين، مع برشلونة عام 2009 و«سيتي» في الموسم الراهن.
مع النادي الكاتالوني، فاز بالدوري بفارق 9 نقاط عن ريال مدريد، كما توّج بالكأس بتغلّبه في النهائي على أتلتيك بلباو 4-1، وحقّق دوري الأبطال على حساب «يونايتد» بهدفين نظيفين.
وفي هذا الموسم، توّج بالدوري الإنكليزي الممتاز بفارق 5 نقاط عن أرسنال، كما أحرز كأس الاتحاد بفوزه في النهائي على «يونايتد» 2-1، وفاز بدوري الأبطال بهزيمته إنتر ميلان الإيطالي بهدف.
ورفع غوارديولا رصيده من الألقاب كمدرب، في برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني و«سيتي» إلى 35 لقباً، ما يضعه في المستوى نفسه مع المدرب الروماني ميرتشا لوتشيسكو، في المركز الثاني بفارق 14 لقباً عن الـ «سير»، الأسكتلندي أليكس فيرغوسون، المدرب «الأسطوري» لـ «يونايتد» صاحب الرقم القياسي.
ومنذ وصوله إلى الـ «سيتيزنس» عام 2016، طوّر غوارديولا الفريق تدريجياً حتى حقّق معه الثلاثية النادرة. ويُعدّ الكاتالوني أبرز مدرّبي جيله، مع 11 لقباً في الدوري المحلي خلال 14 موسماً أمضاها مع برشلونة والنادي البافاري و«سيتي».
لكن منذ تتويجه القاري الثاني في 2011، خلال أعوامه الثلاثة الأولى مع برشلونة، عانى غوارديولا سلسلة خسارات في الأدوار المتقدمة بعضها كان مؤلماً.
وتوّج غوارديولا بخمسة ألقاب في الـ «بريميرليغ» في 6 أعوام، ولقبين في كأس الاتحاد من أصل 7، و4 في كأس الرابطة الإنكليزية من 7.
ويمثل غوارديولا أكبر نجاح لانفتاح إنكلترا على التدريب الأجنبي، لم يكن هو الأول في الوصول، ولكنه الأول في رفع مستوى أحد الفرق بهذا الشكل.
ويعتبر الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الألماني يورغن كلوب، الإيطالي أنتونيو كونتي، الإسباني ميكيل أرتيتا والهولندي إريك تن هاغ بعض الأمثلة على المدربين الأجانب في الكرة الإنكليزية، ولكن تأثيرهم لا يُقارن بتأثير غوارديولا.
بدءاً من بناء الهجمة من 15 لمسة حتى الدفع بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كرأس حربة وهمي، واللعب بطريقة 3-7-0 أمام سانتوس البرازيلي في مونديال الأندية، وتغيير مركز قائد «بايرن» السابق فيليب لام ومدافع «سيتي» جون ستونز من الدفاع إلى وسط الملعب، وضمّ المهاجم النروجي إرلينغ هالاند وإعادة اكتشاف الجناح جاك غريليش، تُعدّ إسهامات غوارديولا في كرة القدم لا تحصى، وبالتأكيد تتويجه بدوري الأبطال مع «سيتي» يضع حدّاً لكل من شكّك في قدراته.
خيبة إيطالية
أكمل إنتر ميلان خيبة أمل الفرق الإيطالية في النهائيات الأوروبية الثلاثة التي خاضتها في الموسم الراهن، لتُهدر فرصة فريدة يمكن ألّا تتكرّر، بعد توهّج غير مسبوق بالوصول إلى المشهد النهائي.
سقط روما أولاً في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام إشبيلية الإسباني بركلات الترجيح 1-4 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، ثم فيورنتينا في دوري المؤتمر «كونفرنس ليغ» على يد وست هام يونايتد الإنكليزي بهدف وأخيراً إنتر أمام مانشستر سيتي في دوري الأبطال، لتفشل الفرق الثلاثة في التتويج باللقب في المسابقات الثلاث.