اتهمت موسكو، كييف، أمس، بتفجير خط أنابيب يربط بين مدينتي تولياتي الروسية وأوديسا الأوكرانية، وهو خط رئيسي لتصدير الأمونيا والأسمدة توقف نشاطه منذ فبراير 2022، في حين يتواصل إجلاء المدنيين من مناطق اجتاحتها المياه في جنوب أوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا جزئياً، وسط مخاوف من كارثة إنسانية وبيئية، يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بها.
في مدينة خيرسون التي استعادها الأوكرانيون في نوفمبر الماضي، على بعد 70 كيلومتراً في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا، تتواصل عمليات الإجلاء تحت ضغط المياه من النهر القريب.
في بعض الأماكن يصل مستوى المياه حتى الخصر وقريباً جداً من نهر دنيبرو على مرمى حجر، يبلغ خمسة أمتار.
ويتبادل الطرفان الروسي والأوكراني، الاتهامات، بـ«تفجير» لأغراض عسكرية.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» بوضوح شديد نطاق الفيضان في المناطق القريبة من ضفاف النهر.
أردوغان يقترح لجنة تحقيق
من جانبه، اقترح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على نظيريه الروسي والأوكراني تشكيل لجنة تحقيق دولية في تدمير السد.
وأوردت الرئاسة التركية في بيان، أنه خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «قال الرئيس اردوغان إنه يمكن تشكيل لجنة بمشاركة خبراء من طرفي النزاع والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك تركيا».
وستكلف هذه اللجنة بمهمة إجراء «تحقيق معمّق في تدمير سد كاخوفكا»، بحسب المصدر نفسه.
كما أعرب أردوغان في مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أمله في أن «يزيل هذا التحقيق كل الشكوك».
ووصف بوتين، خلال الاتصال، تدمير السد، بأنه «عمل همجي» ارتكبته كييف.
وقال إن «العمل الهمجي الذي استهدف تدمير محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون أدى إلى كارثة بيئية وإنسانية واسعة النطاق».
وفي كييف، أعرب زيلينسكي عن خشيته من حدوث «أضرار بيئية جسيمة» لا سيما وأن «آلاف الحيوانات محاصرة في الفيضانات».
وحذر نائب رئيس الوزراء أولكسندر كوبراكوف، من خطر ألغام عائمة طفت على السطح بسبب الفيضانات وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيماوية الخطرة، بينما كان يتفقد الأضرار الناجمة عن انهيار السد في مدينة خيرسون.
وسجلت وزارة الزراعة نفوق أسماك في المنطقة، وتوقعت نقصاً في المياه لري المحاصيل مع نضوب خزان كاخوفكا.
وحذرت وزارة الصحة من المخاطر الصحية المحتملة بسبب الكيماويات الموجودة بالمياه، وحضت السكان على الشرب من زجاجات المياه المعبأة والصالحة فحسب واستخدام مياه صالحة للشرب عند الطهو.
ونبّهت منظمة «إيكاكشن» الأوكرانية غير الحكومية من أن الغطاء النباتي قرب السد «سيموت بسبب التفريغ، بينما ستغرق المناطق الواقعة أسفل مجرى النهر، بما في ذلك السهوب والغابات».
من جهتها، أفادت «وكالة تاس للأنباء» أن بعض حقول الألغام الروسية في أجزاء من منطقة خيرسون غمرت بالمياه.
ودان حلفاء أوكرانيا الغربيون العمل الذي يهدد حياة المدنيين في منطقة متضررة أصلا من القتال الدائر.
وعبرت الصين الشريك الرئيسي لروسيا، أمس، عن «قلقها العميق» في شأن «التأثير البشري والاقتصادي والبيئي».
خط أنابيب الأمونيا
أما الانفجار الذي دمر، بحسب موسكو، خط أنابيب الأمونيا مساء الاثنين قرب قرية ماسيوتوفكا الصغيرة التي تسيطر عليها القوات الروسية في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فقد أصاب بنية تحتية «ضرورية لضمان الأمن الغذائي في العالم»، وفق الناطقة باسم وزيرة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس.
ويربط خط الأنابيب الأطول في العالم (نحو 2400 كيلومتر)، تولياتي الروسية على ضفاف نهر الفولغا بأوديسا الأوكرانية على البحر الأسود، وكان يتيح لموسكو تصدير أكثر من 2.5 مليون طن من الأمونيا - وهي مكون رئيسي للأسمدة المعدنية - في اتجاه الاتحاد الأوروبي خصوصاً.
وتم تعليق نشاط الخط مع بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
على الجانب الأوكراني، اتهم رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف، روسيا بالمسؤولية عن تدمير خط الأنابيب، مؤكدا أن «حياة الناس وصحتهم ليستا في خطر حالياً».
وتطالب روسيا بإعادة تشغيل الخط في إطار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في شأن اتفاقية الحبوب التي سمحت بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.