لجان الاقتراع في الدائرة مثال يُحتذى للمشهد الانتخابي

«الأولى»... ملح الكويت

6 يونيو 2023 11:00 م

كعادتها، ومع إشراقة شمس يوم الاقتراع، بدت انتخابات مناطق الدائرة الأولى التي وصفها المراقبون بـ«ملح الكويت» هادئة في مواقع، وساخنة في أخرى، حيث عكست مجريات العملية الانتخابية في تلك الدائرة التي يتنافس فيها 35 مرشحاً ينتمون لفئات مختلفة، يمثلون مكوّنات النسيج الوطني للوجه الحضاري للكويت، لتضرب بذلك مثالاً يُقتدى به لما يجب أن يكون عليه المشهد الانتخابي.

ففي الوقت الذي شهدت فيها لجان مناطق الدسمة والشعب والدعية هدوءاً مصحوباً بتكتيك انتخابي من نوع خاص، لاسيما من قبل أصحاب اليد العليا من المرشحين في هذه المناطق، كسرت مناطق الرميثية ومشرف وبيان بزخمها الانتخابي حاجز الهدوء لما تتمتع به هذه المناطق من كتلة تصويتية ضخمة تتجاوز حاجز الـ 60 ألف ناخب وناخبة، حيث بدت المنافسة في تلك المناطق الثلاث قوية بين المرشحين المتنافسين لجذب أكبر عدد من الأصوات لتُضاف إلى رصيد أصواته في المناطق التي يتمتع فيها بثقل انتخابي.

ومن الرميثية ومشرف وبيان إلى منطقة سلوى التي تمثل معقل المرشحين العوازم كانت المنافسة أكثر ضراوة على عكس منطقة السالمية التي اتسمت بالهدوء الحذر.

وفيما اختفت ظاهرياً النزعات الفئوية والقبلية خلال سير العملية الانتخابية في مناطق الدائرة الأولى التي كانت تسير حتى إغلاق ابواب الاقتراع على نار هادئة، إلا أن هذه النزعات كانت تتجلى بين الفينة والأخرى في صورة المجاميع الانتخابية التي كانت تحشد بطريقة غير مباشرة في بعض مراكز الاقتراع لمصلحة مرشحيها، لتبقى مناطق الرميثية وبيان ومشرف التي وصفها بعض المراقبون للعملية الانتخابية بمناطق «كسر عظم»، هي كلمة السر لترجيح كفة مرشحين على حساب آخرين. وفي النهاية تبقى كلمة الفصل لتحديد مراكز الفائزين من مرشحي الدائرة الأولى لنتائج صناديق الاقتراع.

«مشرف» حضور مُشرّف... و«بيان» مفترق طرق

لبى ناخبو منطقة مشرف نداء الواجب، حيث احتشدوا رجالاً وإناثاً أمام مراكز اللجان للإدلاء بأصواتهم، بهدف إيصال مرشحيهم إلى مجلس الأمة.

واعتبر العديد من ناخبي منطقة مشرف أن منطقتهم التي تضم أكثر من 22 ألف صوت كفيلة بترجيح كفة بعض المرشحين على حساب البعض.

وقال حمد المذن أحد ناخبي المنطقة لـ«الراي»: «نتمنى على جميع المرشحين الذين سيصلون إلى كرسي البرلمان أن يضعوا مطالب المواطنين في مقدم أولوياتهم وضمن دائرة اهتمامهم، فالشارع الكويتي قادر حالياً على تقييم المواقف»، مطالباً النواب بأن يكونوا على قدر المسؤولية في حمل مطالب المواطنين.

كذلك شهدت منطقة بيان التي تضم أكثر من 18 ألف ناخب، إقبالاً متوسطاً إلى كثيف، خصوصاً في الفترة المسائية التي بدا فيها المرشحون يغازلون ناخبيهم، وقد اعتبر بعض المراقبين للمشهد الانتخابي منطقة بيان بأنها تمثل مفترق طرق لكثير من المرشحين الذين يتشابهون في الطرح والقضايا التي يتبنونها.

الرميثية... رمانة الميزان

يحلو لبعض المراقبين للمشهد الانتخابي وصف الرميثية بمنطقة «كسر عظم، والكويت الصغرى» نظراً للكتلة التصويتية التي تضمها وتنوعها القبلي والفئوي، والتي تتجاوز 20 ألف ناخب وناخبة. ويرى أحمد الكندري من ناخبي منطقة الرميثية أن «منطقتهم تمثل رمانة ميزان الدائرة الأولى، باعتبارها الأكثر تكتيكاً انتخابياً، نظراً لتقاسم كتلتها التصويتية بين مرشحي القبائل والحضر والشيعة»، مضيفاً «مَنْ يبتسم له الحظ في الرميثية فبالتأكيد سيكون ضامناً للفوز».

كما شهدت المنطقة إقبالاً كثيفاً منذ انطلاق عملية الاقتراع حتى انتهائها مقارنة ببعض مناطق الدائرة الأولى التي سجلت حضوراً متوسطاً نوعاً ما باستثناء منطقتي مشرف وبيان.

سلوى... لا تهدأ

لم تكن منطقة سلوى كغيرها من مناطق الدائرة الأولى التي كان يسودها الهدوء الانتخابي، فقد شهدت لجان المنطقة التي تضم أكثر من 15 ألف ناخب موزعين على مدرستي المغيرة بن نوفل للرجال وأم سليم الأنصارية للنساء إقبالاً كثيفاً من قِبل الناخبين الذين كان جُلهم من قبيلة «عوازم» لاختيار مَنْ يمثلهم.

ولم تهدأ حركة المرشحين العوازم بين مناطق سلوى والرميثية والسالمية لحشد أنصارهم والتصويت لمصلحتهم حتى الدقائق الأخيرة من إغلاق باب الاقتراع، بالمقابل شهدت منطقة السالمية هدوءاً خلال عملية التصويت.

وشهدت الفترة المسائية في سلوى إقبالاً كثيفاً من قبل المقترعين في لجنتي الاقتراع رجال ونساء مع تجهيز مقار الاقتراع الانتخابية بمختلف التجهيزات، ومنها كراسي انتظار للناخبين من كبار السن، منعاً لحدوث أيّ تزاحم أمام اللجان الانتخابية واللجان الطبية مزودين بمركبة إسعاف.

وقام رجال الأمن بتخصيص ممرات لدخول الناخبين الى اللجان الانتخابية وأخرى للخروج، حيث اصطف الناخبون من الرجال والنساء على السواء، في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، وكان لافتاً حضور كبار السن، الذين جاء بعض منهم على كراسٍ متحركة، وكانت أولوية الدخول لهم بالإضافة إلى الحضور الشبابي الواسع.

وشهدت مراكز الاقتراع وجوداً ثابتاً لعدد من المُرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية، خصوصاً في المناطق التي تعتبر مركز ثقل لهم، بهدف استقبال قواعدهم الانتخابية، ولقاء الناخبين الآخرين من أبناء الدائرة. ووفّر المرشحون باصات نقل عام لمندوبيهم مزوّدة بالتكييف والطعام والماء وجميع أنواع المرطبات وذلك بالقرب من جميع مقار الاقتراع.

وأشاد الناخبون بالتنظيم المميز لسير العملية الانتخابية داخل المدارس المخصصة للتصويت، وسهولة الدخول والخروج من وإلى مراكز الاقتراع، وسرعة إجراء التصويت على الرغم من الأعداد المتفاوتة بين لجنة وأخرى.

الدعية استنهضت هِمَم ناخبيها

استنهض مرشحو الدائرة الأولى ناخبيهم في منطقة الدعية التي تضم أكثر من 6 آلاف ناخب وناخبة، عبر مسجات «الواتساب» لحثهم على المشاركة وتكثيف حضورهم، خصوصاً بعدما سجلت نسبة الحضور سواء من الذكور أوالإناث إقبالاً متواضعاً في الفترة الصباحية. ويعوّل كثير من مرشحي الدائرة الأولى، على أصوات تلك المنطقة، لاسيما النسائية منها كونها تفوق أصوات الرجال بـ 300 صوت في تسهيل مهمة الفوز.
الدسمة... هدوء حذر

شهدت لجان منطقة الدسمة الرجالية والنسائية التي تضم 7852 ناخباً وناخبة إقبالاً متفاوتاً طيلة يوم الاقتراع، حيث كانت أكثر المناطق هدوءاً بعد منطقة السالمية، إلّا أن جولات المرشحين المكوكية على مقار لجان المنطقة تؤكد أهميتها بالنسبة للمرشحين، خصوصاً المرشحين الشيعة التي تعتبر معقل بعضهم.

كما شهدت أيضاً مقار لجان مدرستي بيبي السالم وآمنة الابتدائية جولات مكثفة من قبل مندوبي المرشحين لحث الناخبين على تكثيف حضورهم والإدلاء بأصواتهم لإيصال من يرونه الأنسب من وجهة نظرهم. وقد اقتصرت عملية الاقتراع خلال الفترة الصباحية في مراكز اللجان على فئة كبار السن قبل أن تشهد حراكاً واضحاً من قبل فئة الشباب خلال الفترة المسائية، وتحديداً قبيل إغلاق أبواب الاقتراع.

«أخت الرجال» ليست مجرد رقم
سجلت «أخت الرجال» في مدرسة فاطمة المسباح، بحضورها الكثيف كلمة ورسالة تعبر عن تأثيرها في تغيير دفة التكهنات. وقالت زينب القطان لـ «الراي» إنّ «حضور النساء اللافت إلى مركز الاقتراع النسائي يؤكد أهمية صوت المرأة»، متمنية على المرشحين الذين سيحالفهم الحظ في الوصول إلى قبة عبدالله السالم الالتفات إلى حقوق المرأة الكويتية لتكون كما كانت على الدوام اخت الرجال.

وأوضحت القطان أن «المرشحين يعلمون جيداً بأن المرأة الكويتية في هذه الانتخابات هي كلمة السر، لذا يفترض على جميع النواب الفائزين أن يقدروا حجمها، ويعملوا على حل قضاياها الاجتماعية والأسرية وألا تكون مجرد رقم».