حظيت مهنة الطب بمكانة رفيعة ومنزلة جليلة ورتبة عالية منذ فجر الحضارة الإنسانية، وحظي الأطباء بالتقدير والاحترام من الجميع، فالأطباء هم احدى وسائل رحمة الله في الأرض، فهم ملائكة الرحمة، حيث يخففون من آلام الناس وأوجاعهم، ويداوون عللهم وأسقامهم بعد الله، كما أنهم يستمعون إلى شكوى مرضاهم ويساهمون في علاجهم وتطبيبهم ويقدمون لهم النصائح والاستشارات الطبية المُناسبة.
وما جاء في مدح هذه المهنة قول الشاعر:
هو الطبُّ المبارَكُ من قديمٍ
رَجَاهُ الناسُ إحساناً فجادا
فيا هذا الطبيبُ إليك شعري
على التمييزِ نصباً والمنادى
لقد شُرفت عن غيرٍ كثيراً
كما رمضان شرف عن جمادى
أيها القراء الكرام... هناك من الأطباء عبر التاريخ من برع وأبدع ولمع بمجال آخر علاوة على تفوقه بالطب، فلم ينحصر أثره وتأثيره ونشاطه وأنشطته فقط في حيز العيادة وبين أروقة المستشفيات بل امتد عطاؤه إلى أبعد من ذلك!
فمنهم من جمع ما بين الطب والشعر كالشاعر المصري المعروف الدكتور إبراهيم ناجي، صاحب قصيدة الأطلال الذائعة الصيت، فقد تألق طبيباً وشاعراً، ومنهم من جمع ما بين الدعوة إلى الله والطب كطبيب القلب السعودي المشهور الدكتور خالد الجبير، ومنهم من جمع ما بين العمل السياسي البرلماني والطب كما سنستعرض في هذا المقال.
فقد قدح أحد الأصدقاء في ذهني أن أجمع وأحصر أسماء الأطباء الكويتيين الذين خاضوا الانتخابات، وفازوا بعضوية مجلس الأمة، وذلك منذ نشأة الحياة الديموقراطية في الكويت إلى وقتنا الحاضر، فقد توصلت بعد البحث أن إجمالي عدد الأطباء النواب بلغ 9 أطباء نواب فقط على امتداد التاريخ البرلماني في الكويت، يأتي على رأس هذه القائمة الدكتور أحمد الخطيب، طبيب أهل الكويت وعميد أطبائها، وهو أول طبيب كويتي من مواليد 1927، خريج الجامعة الأميركية في بيروت، وهو أحد الرواد الذين صاغوا الدستور وشرعوا القوانين التي مازلنا نجني خيرها، فقد داوى أهل الكويت بطبه ودافع عن حقوقهم بنشاطه وتحركه السياسي المميز، فبارك الله بعلمه وعمله وبطبه ونائبيته، رحمه الله.
وثاني هؤلاء الأطباء النواب هو الدكتور عبدالرحمن العوضي، رحمه الله، الذي فاز بانتخابات 1975، عن منطقة القادسية، و بعد ذلك صار وزيراً للصحة، وله انجازات كثيرة، فقد شكل نواة وزارة الصحة وحدثت النهضة الطبية في عهده، حيث يعدّ من أوائل الأطباء من ستينيات القرن الماضي.
وثالث هؤلاء الأطباء النواب هو الدكتور صلاح العتيقي- تغمده الله بواسع رحمته- حاصل على ماجستير في الصحة العامة في «جامعة هارفارد» في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس في الطب والجراحة، وتولى مناصب إدارية عُليا بوزارة الصحة وبصمته واضحة ومشهودة.
ورابع هؤلاء الأطباء النواب هو الدكتور ضيف الله بو رمية، الطبيب بمستشفى العسكري فاز بعضوية مجلس الأمة عام 2003.
وخامس هؤلاء الأطباء هو الدكتور محمد حسن الكندري، طبيب العيون بمستشفى البحر، كان عضواً في مجلس 2008م.
وسادس هؤلاء الأطباء النواب هو طبيب العظام الدكتور حسين قويعان المطيري، الذي شارك في مجلس 2008م، كأول مرة وفاز بالانتخابات.
وسابع هؤلاء الأطباء هو الدكتور منصور العليان، طبيب الأسنان عضو بمجلس 2013م.
وثامن هؤلاء الأطباء النواب هو الدكتور صالح ذياب الشلاحي، طبيب الجهاز التنفسي بمستشفى العدان.
وتاسع هؤلاء الأطباء النواب هو الدكتور حمود مبرك العازمي عضو مجلس 2020م.
هذه قائمة بأسماء الأطباء الكويتيين الذين شاركوا بانتخابات مجالس الأمة وفازوا بمقاعد برلمانية، أحببت أن أوثقها وأجمعها في مقال، فهم ليسوا أطباء فقط، بل أطباء برلمانيون!