فيما بدا متحفظاً على علاقته بالإعلام، قال الفنان فيصل السعد إنه راضٍ عمّا قدمه في مشواره، بعدما أخذ حقه بالفن، مبيناً أن الفترة بين العام 1989 وحتى العام 2000، كانت من أهم السنوات والمحطات التي عاشها، وهو يقضي حالياً - استراحة محارب - لممارسة هواياته القديمة في «الحداق» مع الأصدقاء القدامى.
وأوضح السعد في حوار مع «الراي» أن النجومية لم تقُده يوماً إلى الغرور، مؤكداً أنه كان يرتب أعماله الفنية بنفسه، وحتى لم يكن لديه مدير أعمال كسائر الفنانين، كاشفاً عن شغفه وحبه لأغاني الفولكلور والفن الشعبي، والطريق الذي اختاره منذ البداية ليمضي على ضوئه في مجال الغناء.
• نودّ أن نسأل في البداية عن قلة حضورك الفني في السنوات القليلة الماضية؟
- «سلامتكم». قد تكون استراحة محارب، حيث إنني قضيت سنوات طويلة من عمري في إحياء الحفلات الغنائية والأعراس والسهر والسفر وإصدار الألبومات. فبعد 30 عاماً من العمل في المجال الفني قررت أن ألتفت لنفسي وأرجع إلى هواياتي القديمة التي أهملتها.
• هل تقصد أنك عُدت إلى هوايتك القديمة في «الحداق»؟
- هذا صحيح، وإلى جانب الحداق عدت إلى أصدقائي القدامى، وأصبحت أنام مبكراً وهذا في حد ذاته يسعدني.
• فلنتحدّث بصراحة ونرجع بالذاكرة إلى بداياتك الفنية حيث بداية دخولك عالم الشهرة والنجومية، فهل انتابك حينها شعور بالغرور كونك أصبحت فناناً معروفاً ولديك معجبين كثر؟
- بل بالعكس. ليس لديّ هذا الشعور، وليس من طبعي الغرور، فأنا لم يكن لديّ حتى مدير أعمال، بل كنت أرتب أعمالي الفنية بنفسي.
• ما أهم المحطات والسنوات الفنية بالنسبة إليك؟
- تتلخصّ في الفترة بين العام 1989 وحتى العام 2000. آنذاك كنت في قمة النشاط، إلى حد أنني أطرح أحياناً ألبومين خلال العام الواحد، فضلاً عن المشاركة في المهرجانات الفنية والوطنية والدينية، وكنت مرتبطاً يومياً بتسجيل الأعمال داخل الاستديو، سواء كانت رياضية أو عاطفية أو خاصة للأعراس.
• ما سر شغفك بالفولكلور، وبالأغاني الشعبية عموماً؟
- لأن هذا «مسلكي» منذ البداية، وهو الطريق الذي اخترته بحب. قليل من الفنانين اتجهوا في ذلك الاتجاه، ولكنني شخصياً حريص على تقديم اللون الغنائي الشعبي الكويتي.
• ماذا تذكر من مواقف جمعتك بفريق مسلسل «النصيب» وهم مريم الصالح وعبدالله الحبيل وزهرة الخرجي، بعدما أديت «تتر» العمل؟
- حينئذٍ، كنتُ ما أزال في بداياتي، وكلمني الفنان عبدالله الحبيل لأداء المقدمة الغنائية للمسلسل، فأحببت الفكرة وشجعتني الكلمات، كما شاركته في العام نفسه مقطعاً غنائياً لعمله المسرحي «البمبرة»، وسجلت الأغنية للمسلسل والمقطع للمسرحية. حقيقة كانت أياماً جميلة تخللتها ذكريات لا تُنسى.
• هل ترى نفسك اليوم مظلوماً فنياً، أم أنك أخذت حقك الذي يرضيك؟
- بالفن «حقي أخذته». ويبقى الجانب الإعلامي، هذا يعتمد على أشياء كثيرة وعوامل أخرى لا أودّ التطرق لها. فلننتقل إلى السؤال التالي.
• بدا عليك التأثر كثيراً برحيل الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر، فما طبيعة العلاقة التي تربطك بـ «الصوت الجريح»؟
- لا شك أن رحيل «بوخالد» كان خسارة كبيرة لنا جميعاً، فمنذ بداياتي كنت أقدم الجلسات في الديوانية وأغني من أغانيه فكان يسمعها بصوتي ويشجعني على الاستمرار. وبعد ألبومي الأول شجعني أكثر. عبدالكريم إنسان يفوق الوصف، والكلام بحق هذا الرجل «الذوق» لا يوفيه.