تقاطعتْ المعطيات التي توافرت عن خطْف، ثم تحرير السعودي مشاري المطيري، عند أن العصابة التي تقف وراء العملية «أكثر من محترفة» وأن «الإطباقَ» متعدد الجبهة الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى، شكّل عملاً نوعياً في لوجستياته كما الجغرافيا التي تَحَرَّكَت فيها القوات الخاصة على الحدود المتداخلة مع سورية في البقاع.
وفي وقائع عملية الخطف أنها حصلت فجر الأحد عند الواجهة البحرية لبيروت حيث كان المطيري يسهر في أحد المطاعم في محلة «البيال»، قبل أن تباغته بعد خروجه قاصداً منزله في عرمون، هو الذي يعمل في الخطوط الجوية السعودية، سيارة بداخلها ملثّمون قاموا بنقله إلى سيارة أخرى وضعوه في صندوقها، قبل أن ينتقلوا به إلى منطقة حدودية متداخلة مع سورية، هي القصر.
وأبلغت مصادر أمنية «الراي»، أنه فور تبلُّغ الأجهزة اختفاء السعودي، بدأ الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى بعملية خاصة ومتكاملة، شملت تعقّب الاتصالات ومسح الكاميرات، وأعمال دهم في أكثر من منطقة وصولاً إلى توقيف أقرباء للرأس المدبّر ثم دخول منطقة قريبة من بلدة القصر المتداخلة مع سورية، حيث تمت مباغتة رئيس العصابة من القوة الخاصة ليفرّ تاركاً المخطوف الذي تم تحريره.
ووفق المعطيات، فإن مسْح كاميرات المراقبة، بدأ من آخر نقطة كان فيها المطيري، وأعقبه توقيف عدد من الأشخاص في جبل لبنان والبقاع وقد اعترفوا بمعلومات عن أشخاص آخَرين.
وبالتوازي جرى مسْح أمني لـ «داتا الاتصالات» التي شملت تَعَقُّب خط هاتف المطيري والهواتف اللصيقة به، لتنطلق مداهمات في محلة الشراونة - بعلبك وسط مواكبة جوية من مروحيات الجيش وقوات خاصة، ما أدى إلى تضييق الخناق على الخاطفين وتوقيف قريبين منهم قبل استعادة المخطوف.
ووفق المعلومات، فإن العملية النوعية للجيش التي تمَّت في البقاع وتحديداً عند الحدود مع سورية في منطقة جرماش، استهدفت مجموعة يترأسها موسى ع. جعفر، الموجود في المقلب السوري، وسط معلومات متضاربة حول ارتباطه بتاجر المخدرات المعروف بـ «أبوسلة» والمطلوب من القضاء اللبناني.
وأكدت المصادر الأمنية لـ «الراي»، ما أوردته تقارير عن أن السعودي أرسل تسجيلاً صوتياً من مكان احتجازه لعائلته طالباً منهم تأمين مبلغ 400 ألف دولار للخاطفين على أن يتم اطلاقه خلال يومين لكن لم يتم دفع الفدية، وأن الخاطفين توزّعوا 3 مجموعات لكل منها مَهمة:
المجموعة الأولى استحوذت على بطاقة الائتمان العائدة للمطيري وحاولت سحْب أموال عبرها من الصراف الآلي.
المجموعة الثانية أخذت هاتفه الجوال وتنقّلتْ به في محيط بيروت ومنطقة الحازمية بهدف تضييع القوى الأمنية التي كانت تتعقّب آخِر نقطة رُصد فيها هاتف المخطوف.
أما المجموعة الثالثة فنقلت المطيري عبر سيارات عدة، إحداها رباعية الدفع وأخرى عادية لم تكن ذات زجاج داكن ومرّت بمَن فيها على حاجز ضهر البيدر من دون أن تثير شكوكاً لأن مَن بداخلها كانوا يرتدون ملابس عسكرية.