| أمل الرندي |
ليس كل موهوب مشهوراً
ليس كل كاتب مبدعاً
ليس كل مسؤول قائداً
ليس كل ناجح متميزاً
فقد تعددت النتائج والسبب يرجع في كل الحالات إلى شيء واحد... الشيء الذي يكمن داخلنا في أعماقنا في رغبتنا الحقيقية، على أن نملك زمام العقل والنفس بالدرجة التي يصير فيها جسدنا وعواطفنا تحت السيطرة التامة، لأن لدينا انضباطاً ذاتياً... وهو الصفة الوحيدة التي تجعل الشخص العادي يقوم بعمل اشياء فوق العادة، لأنه ينطلق من استمراره في فعل الأشياء نفسها بهمة وحماس منذ اللحظة الأولى الى آخر لحظة التي تصل به الى الأفضل وهنا يكون ايجابي.
الإنسان بطبيعته لديه انضباط ذاتي، ولكنه احياناً يستخدمه في تكوين عادات سلبية «كالتدخين، الأكل بشراهة، الإفراط في مشاهدة التلفاز...»، يفعلها بشكل اعتيادي لأنه برمج نفسه على فعلها مع أنها ليس لها نتائج ايجابية على حياته.
وهناك أشخاص يحرصون على توجيه الانضباط الذاتي الكامن داخلهم، في تحسين حياتهم في كل شيء سواء «الصحة، المال، الوضع الاجتماعي...»، فيوجهون طاقتهم إلى أشياء مفيدة كالتعليم، الرياضة، القراءة، العمل... فالانضباط سلوك ينطلق من الحب النابع من الأفكار التي تترجم إلى أفعال ومسؤولية ورقابة ذاتية. وعندما سألوا واحداً من أكثر الاشخاص الناجحين في كوريا دكتور سيونج يوانج باركر مؤسس شركة طيران أسيانا في مقابلة مع محطة الأخبار التليفزيونية «سي إن إن» عن سر نجاحه فكان رده «الأمانة والانضباط... فقد عودت نفسي على الانضباط لأحصل على ما أريد، وأن اخصص وقتا للعمل، ووقتا للعائلة، ووقتا لصحتي، وأن أستمتع كثيرا بعملي، وكل شيء أفعله له هدف... الوصول إلى الامتياز». فانضباط الذات ليس بالأمر الفطري بل يمكن اكتسابه، عندما نحب ونرغب ذلك... فعلينا مثلا أن: نكتب عشرة أشياء نريد أن نقوم بعملها، ولكن لا نداوم عليها. نكتبها حسب الأولوية وقراءتها بصوت مرتفع ونضف عبارة «أنا استطيع».
نغمض أعينا ونتخيل أنفسنا ونحن نحقق أهدافنا ونبدأ بأي هدف نريد... المهم أننا نبدأ, لا نؤجل عمل اليوم للغد فالغد يوم العاجزين، فتأجيل الأعمال يضعف إرادتنا والأخطر أنه يجعل فرصة تنفيذ هذه الأعمال أصعب.
فالعزم على العمل... مع عدم العمل... يصير مع الوقت عزما على عدم العمل.
تحديد الوقت الذي نريد أن ننطلق فيه مهم جدا، وإلزام النفس بذالك وعدم التأخير أو التأجيل لدقيقة واحدة.
ولنبدأ في تسخين وتدريب عضلة الانضباط الذاتي، التي ستصبح مع الوقت عضلة نشطة وقوية ستجعلنا نسبح في بحار من الانجازات. فالحماس عندما يرافق الجهد المستمر ينتجان عملا مميزا ندفعه ثمنا للنجاح... فالنجاح لا يأتي إلا بالشيء الثمين.
[email protected] .amalrandy.blogspot.com