ان مراقبة ومتابعة كل من تشير الشبهات بتورطه في قضايا فساد، بات أمراً غاية في الأهمية، وأصبح مطلباً ملحّاً وضرورياً، الآن أكثر من أي وقت مضى.
حيث إن الحياة في تطوّر مستمر، وعجلة التقدم لا ترحم من يتوقّف عن السير، بل إن هذه العجلة قد تسحقه، وتجعله عدماً، ونحن في الكويت -والحمد لله- نرى تقدماً ملحوظاً في كل مناحي الحياة، ولا نريد من زمرة الفاسدين، التأثير على هذا التطور، من خلال أفعالها التي تبغي من ورائها مصالحهما الشخصية، فيما لا تنظر البتة إلى مصلحة الوطن، فالفساد هو عقبة في تطور أي مجتمع كان، والسكوت عنه، هو قضاء فعلي على المستقبل.
إن الفاسدين هم الذين يسعون إلى تعطيل المشاريع الكبرى للبلد، من خلال شبهات بيع الذمم، أو الرشاوى، وعدم تطبيق القانون واللوائح، وهذا الأمر للأسف يؤدي إلى تأخر عجلة التقدم، والعجز الذي قد يحدث في مفاصل الدولة.
كما أن المسؤولين الذين لا يراعون ضمائرهم في اختيار الموظفين الاكفاء، ويلجأون في ذلك إلى الوساطة والمحسوبية، هم في حقيقة الأمر يدمرون منظومة العمل الجاد، حيث إن الأقل كفاءة هم من يتبوأون المناصب، بينما أصحاب الكفاءة والخبرة والشهادات المرموقة يعيشون في الظل، ومن ثم فإن كفاءاتهم تُهدر ولا يستفيد منها الوطن.
والأمثلة كثيرة حول الفساد، والكل يعرفها وعلى دراية بها، بل إن الأقلام الوطنية لا تتوقف في الحديث عن آثارها المدمرة، لذا فإنه من الضروري مراقبة هؤلاء الذين لا يراعون وطنهم، والبحث في أفعالهم وأعمالهم، لكشف ما يقومون به في الخفاء بعيداً عن أعين المراقبين.
ومن الأمور التي تشعرنا دوماً بالطمأنينة، أن أجهزتنا الأمنية، والحمد لله، واعية، وتمكنت خلال الأيام الماضية من كشف الكثير من القضايا المتعلقة بالفساد ومن ثم تحويل مرتكبيها إلى المحكمة، ليُطبق عليهم القانون، كما أن هذه الأجهزة مستمرة في عملها من دون كلل أو ملل، لقناعتها بأن المسألة تتعلق بمستقبل الوطن.
فعلى كل من تسوّل له نفسه ارتكاب جرائم تتعلق بالفساد، التأكد أن الكويت لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيقوم أبناؤها المخلصون بالدفاع عنها وعن مستقبلها، من أجل أن تسير عجلة التقدم في طريقها الصحيح.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها، وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.