عواصم - وكالات - تسود فوضى عارمة في السودان في ظل وقف إطلاق نار هش بين الجيش وقوات الدعم السريع، تجسّدت خلال الساعات الماضية في إعلان أحمد هارون، أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، فراره من سجن كوبر في الخرطوم، برفقة مسؤولين سابقين آخرين، بينما أكد الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان أن الرئيس السابق نفسه محتجز في مستشفى نُقل إليه قبل بدء القتال في 15 أبريل الجاري.
وفي تسجيل نشر ليل الثلاثاء، قال هارون إن سجن كوبر خلا من كل نزلائه من سجناء وحرّاس الأحد الماضي، باستثناء قلّة لا تتجاوز العشرة كان هو بينها.
وأكد أنه «بناء على طلب القوة المتبقية من قوة السجون، تحركنا لموقع آخر خارج السجن، تحت حراسة محدودة لا تتعدّى الثلاثة من تلك القوة».
ولفت هارون إلى أنه ورفاقه تلقوا وعوداً بالإفراج عنهم في اليوم نفسه، لكن ذلك لم يحصل، وبسبب الخطر وتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، «اتخذنا قرارنا الخاص بنا بأن نتحمّل مسؤوليتنا بحماية أنفسنا بأنفسنا».
وهارون مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، و«إبادة» في إقليم دارفور مع البشير وقيادات نظامه في غرب السودان.
تبادل اتهامات
من جهته، ذكر الجيش في بيان، بعد إعلان هارون، أن البشير موجود في مستشفى عسكري.
وأضاف أن «جزءاً من متهمي 30 يونيو من العسكريين كانوا محتجزين في مستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نسبة لظروفهم الصحية وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد، ولايزالون في المستشفى تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية، وهم، (الرئيس السابق) عمر البشير، بكري حسن صالح، عبدالرحيم محمد حسين، أحمد الطيب الخنجر ويوسف عبدالفتاح».
ولفت إلى أن «هنالك مدنياً واحداً هو علي الحاج محمد، وهو محتجز لتلقي العلاج بمستشفى أحمد قاسم بموجب توصية طبية من سلطات السجن وتقع مسؤولية حراسته على الشرطة».
اقتحام السجون
بدورها، ذكرت وزارة الداخلية أن «قوة من الدعم السريع اقتحمت 5 سجون بينها كوبر وأطلقت سراح نزلاء في الفترة من 21 إلى 24 أبريل».
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتنفيذ «عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع السجناء الموجودين بسجن كوبر» الذي يضم كل قادة النظام السابق، معتبرة أن «قادة الانقلاب يريدون إدارة عجلة الزمان إلى الوراء باستعادة نظام الحكم في البلاد».
وعلى الأرض، دخلت الهدنة المبرمة بين طرفي النزاع برعاية سعودية - أميركية، أمس، يومها الثاني لكنها بقيت هشة مع استمرار الضربات الجوية وإطلاق النار، فيما تسارعت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد.
وذكرت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي أنها سيطرت على مصفاة ومحطة كهرباء على بعد 70 كيلومتراً شمال الخرطوم، حسب مقطع فيديو نشر مساء الثلاثاء.
ومع احتدام القتال وانتشار مظاهر الفوضى، أعلنت قوى «الحرية والتغيير» أن «هذه الحرب التي أشعلها ويتكسب منها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار».
وفي تطور متصل، أكد البيت الأبيض «مقتل أميركي ثان في السودان، بعد سقوط مواطن آخر الجمعة الماضي».
وذكر البيت الأبيض في بيان، «نعمل على تسهيل إجلاء عدد صغير من الأميركيين الراغبين في المغادرة».
ومع تدهور الوضع الصحي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن المنظمة تتوقع «الكثير» من الوفيات الأخرى في السودان بسبب تفشي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية في ظل القتال العنيف. وقال إن نحو 60 في المئة من المنشآت الصحية في الخرطوم مغلقة بسبب النزاع، مشيراً إلى أن «نحو 6 في المئة فقط تعمل بشكل طبيعي».
ومع تسارع عمليات الإجلاء، أمس، أعلنت مصر استقبال 10194 شخصاً من مختلف الجنسيات عبر منفذي قسطل وأرقين البريين الحدودين خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل الجاري. كما وصل نحو 245 من الذين تم إجلاؤهم من السودان، بينهم 195 فرنسياً، إلى باريس، فيما أعلن الجيش الألماني إجلاء 700 شخص بينهم 197 مواطناً يحملون الجنسية الألمانية.
وفيما أعلنت أنقرة، أمس، عن نقل301 مواطن تركي من مطار أديس أبابا إلى إسطنبول، أكدت الجزائر وصول رعاياها الذين تم إجلاؤهم من السودان بجانب 13 فلسطينياً و22 سورياً.