مسؤول أميركي: مساعٍ ديبلوماسية لإطلاق وساطة حوارية بين البرهان ودقلو في الرياض خلال أسابيع

تسارع الإجلاء من السودان يؤشر لـ... حرب طويلة

24 أبريل 2023 10:00 م

- غوتيريس يُحذّر من تمدد النزاع «إلى كامل المنطقة»
- الأزمة تستفحل... إغلاق سفارات واتصالات مقطوعة وعمليات نهب

في غياب أي أفق لوضع حد للصراع الدامي في السودان، تواصلت، أمس، عمليات إغلاق البعثات الأجنبية والسفارات، وإجلاء الرعايا والديبلوماسيين الأجانب، بعد أن زادت حدة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، ودخلت يومها العاشر على التوالي، ما يؤشر إلى أن المجتمع الدولي يخشى أن يطول أمد الحرب.

ووسط تبادل للاتهامات بضرب المرافق الحيوية والبنية التحتية بين قوات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، تعطلت خطوط الهاتف، فيما لا يزال الاتصال بالإنترنت غير مستقر داخل العاصمة لكن الكهرباء والمياه عادت في بعض المناطق مع تباطؤ القتال خلال الساعات الـ 24 الماضية.

سلب ونهب

وأبلغ السكان عن عمليات سلب نهب وسط غياب قوات الشرطة بينما لا يزال الوقود والمواد الغذائية مفقودين مع عدم توافر الخدمات المصرفية.

وتسببت المعارك في إغلاق «72 في المئة من المستشفيات» ومقتل نحو 420 شخصاً وإصابة نحو أربعة آلاف منذ بداية القتال في 15 أبريل.وأعلن الجيش نهب البعثة القطرية لإجلاء الرعايا، من جانب قوات الدعم السريع، متهماً إياها أيضاً باعتراض موكب البعثة الفرنسية «في الطريق إلى وادي سيدنا ما اضطرها إلى العودة وتأخير موعد إقلاع طائرتها».

ومع التصعيد المتواصل، أغلقت الحكومة الفرنسية، أمس، سفارتها «حتى إشعار آخر» بعد أن أجلت نحو 400 من رعاياها وحملة جنسيات أخرى من بينهم 150 هولندياً.

وفي خطوة مماثلة، أغلقت سويسرا سفارتها بعد أن أجلت موظفيها وعائلاتهم «بسبب الوضع الأمني»، فيما وصلت إلى برلين، أول طائرة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص بعد إجلائهم.

وأول من أمس، أغلقت «السفارة الأميركية بعد مغادرة (نحو 70 من) الديبلوماسيين» الخرطوم، فيما طلب 140 روسياً من أصل 300 الرحيل.

وفيما أعلنت روما عن إجلاء 140 إيطالياً و60 من دول أخرى، بدأت تركيا إجلاء ألف من رعاياها براً باتجاه إثيوبيا.

وحمل الذين تم إجلاؤهم جنسيات كلّ من ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وجنوب أفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا، فضلاً عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيلبين.

تسارع الإجلاء

وشهدت الساعات الماضية تسارعاً في عمليات الإجلاء، حيث كانت مصر والسعودية الأبرز عربياً على صعيد العمليات.

وأعلنت القاهرة ليل الأحد - الاثنين «إجلاء 436 مواطناً من السودان» عن طريق الحدود البرية، في حين كانت الرياض أعلنت السبت الماضي إجلاء نحو 100 سعودي ورعايا دول أخرى بحراً إلى جدّة، بعد انتقالهم براً إلى بورتسودان في شرق السودان.

وبدأ الأردن إجلاء نحو 300 من رعاياه، فيما أجلت بغداد 14 عراقياً «إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان».

وأفادت بيروت، بإجلاء 52 شخصاً من بورتسودان إلى جدة على متن سفينة سعودية، فيما خرج 105 ليبيين بالطريقة ذاتها.

وعن صعوبات الإجلاء، أوضح العقيد المتقاعد في القوات الجوية الأميركية، سيدريك لايتون، أن في مقدمها «بيئة القتال الصعبة للغاية ومساحة السودان الكبيرة جداً».

وفي محاولة لاحتواء النزاع، كشف مسؤول أميركي أن وفداً ديبلوماسياً مشتركاً يضم ممثلين عن وزارات الخارجية الأميركية والسعودية والإماراتية والمصرية والاتحادين الأفريقي والأوروبي، يجري اتصالات حالياً، بهدف إطلاق وساطة حوارية، تستضيفها الرياض خلال أسابيع لجمع البرهان ودقلو. وأكد المسؤول لـ «سكاي نيوز عربية»، أمس، أن تلك الأطراف تشترط «وقفاً كاملاً لإطلاق النار».

وفيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، من أن صراع الجنرالين، قد «يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها»، أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن قلقه لوجود مجموعة «فاغنر» الروسية في السودان.

سجن كوبر... هدف للهجمات

تكرّرت الهجمات ثانية على سجن كوبر الشهير في الخرطوم، الذي يضم أبرز القادة السابقين في نظام عمر البشير، ومن ضمنهم الرئيس المعزول نفسه.

وقال مصدر في الشرطة السودانية، أمس، إنه تم التحفظ على رموز النظام السابق في مكان آمن، بعد ترحيلهم من سجن كوبر الذي شهد حالة هروب جماعي للمئات من النزلاء، وبينهم سجناء محكوم عليهم بالإعدام.

وأكدت مصادر، تعرض السجن لاشتباكات في محيطه، مشيرة إلى إطلاق سراح العديد من السجناء، جراء نقص المياه. إلا أنها شددت على أن السجناء السياسيين في «كوبر» ما زالوا قيد الاحتجاز، بعد أن تداولت معلومات غير مؤكدة عن أن البشير كان من بين السجناء المفرج عنهم من السجن.

لكن مصادر قالت لشبكة «سي إن إن» إن الرئيس السابق نُقل إلى مستشفى «علياء» في أم درمان غرب الخرطوم قبل عام بسبب مشاكل صحية. واتهمت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجيش بالمسؤولية عن إطلاق سراح الأسرى. وقبل أيام تعرض السجن لقصف مدفعي ما أدى إلى مقتل 5 سجناء في حينه.