الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. تكبيرات عيد الفطر السعيد صدحت بها منابر المساجد ومكبرات مصليات العيد في الساحات العامة التي توافد عليها المواطنون والمقيمون فرحين مسرورين بإحياء صلاة العيد بعد أن صاموا في شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك.
وشهدت مصليات العيد في الساحات جموع المصلين من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال لأداء صلاة عيد الفطر السعيد، مهنئين مباركين لبعضهم البعض سائلين المولى عز وجل أن يديم الأفراح على هذه الأرض الطيبة وأن يرفل حكامها بالصحة والعافية وأن يديم على الكويت النعم والرخاء والأمن والأمان.
وفي خطبة العيد بمصلى في مركز الشباب الرياضي بمنطقة الصباحية، قال الخطيب الشيخ عادل الحزمان "إِنَّ الْحَمْدَلِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُأَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آلعمران: 102].
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
اللهُ أَكْبَـرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ، وَإِكْمَالِ شَهْرِ الصِّيَامِ، وَشُهُودِ الْعِيدِ بَعْدَ التَّمَامِ؛ {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]
أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ عِيدَكُمُ الْيَوْمَ عِيدٌ أَتَى بَعْدَ صِيَامٍ وَتَعَبٍ، وَجَاءَ بَعْدَ قِيَامٍ وَنَصَبٍ، قَضَيْتُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ خَائِفِينَ رَاجِينَ، خَاشِعِينَ بَاكِينَ، لِرَبِّكُمْ مُتَضَرِّعِينَ،فَحُقَّ لَكُمُ الْيَوْمَ الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ، وَالْغِبْطَةُ وَالْحُبُورُ؛ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:
طِيبُوا بِالْعِيدِ نَفْسًا، وَقَرُّوا بِهِ عَيْنًا، الْيَوْمَ تُغْفَرُ لِلصَّائِمِينَ ذُنُوبُهُمْ؛ وَتُكَفَّرُ عَنِ الرُّكَّعِ السُّجُودِ سَيِّئَاتُهُمْ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّصلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَمِنْ ذَنْبِهِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمُ الْجَوَائِزِ؛ قَالَ الزُّهْرِيُّ- رَحِمَهُ اللهُ-: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى الْجَبَّانِ- أَيِ الْمُصَلَّى- اطَّلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: عِبَادِي لِي صُمْتُمْ، وَلِي قُمْتُمْ، ارْجِعُوا مَغْفُورًا لَكُمْ)، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ- رَحِمَهُ اللهُ-: (وَإِنَّمَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عِيدًا لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ؛لِأَنَّهُ تُعْتَقُ فِيهِ أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنَ الصَّائِمِينَ مِنَ النَّارِ، فَيَلْتَحِقُ فِيهِ الْمُذْنِبُونَ بِالْأَبْرَارِ).
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:
إِذَا أَكْمَلَ الصَّائِمُونَ صِيَامَ رَمَضَانَ وَقِيَامَهُ؛ فَقَدْ وَفَّوْا مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَمَلِ، وَبَقِيَ مَا لَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ، هَنِيئًا لِلصَّائِمِينَ بَابُ الرَّيَّانِ؛ عَنْ سَهْلِ بْنِسَعْدٍ t عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:»إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ،يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ «[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. هَنِيئًا لَكُمْ يَوْمَ يُقَالُ: {كُلُواوَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ؛ فَإِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [المؤمنون: 60] قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ النَّبِيُّصلى الله عليه وسلمك: «لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِيالْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } [المؤمنون: 61]» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. وَلِذَلِكَ كَانَ السَّلَفُ يَدْعُونَ اللهَ بَعْدَ رَمَضَانَ سِتَّةَ أَشَهْرٍ أَنْيَتَقَبَّلَهُ مِنْهُمْ.
وَإِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ قَبُولِ الْأَعْمَالِ: لُزُومَ الِاسْتِقَامَةِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْكَرَامَةِ، فَدَاوِمُوا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكُمْ بَعْدَ أَنْ ذُقْتُمْ حَلَاوَتَهَا، وَحَافِظُوا عَلَى الطَّاعَةِبَعْدَ أَنْ أَنِسْتُمْ بِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْتُوعَدُونَ } [فصلت: 30]، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتَصُّ مِنَ الْأَيَّامِ شَيْئًا ؟ قَالَتْ: (لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:
اللهَ اللهَ فِي إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ، فَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ ضَيَّعَهَا، غُضُّوا عَنْ مَحَارِمِ اللهِ أَبْصَارَكُمْ، وَصُونُوا عَنِ الْغِيبَةِ وَالْكَذِبِ أَلْسِنَتَـكُمْ.
لَا تَشُوبُوا عِيدَكُمْ بِالْآثَامِ وَالْمُحَرَّمَاتِ، وَطَهِّرُوهُ مِنَ الْفُجُورِ وَالْمُنْكَرَاتِ، لَا تَهْدِمُوا بُنْيَانًا شَيَّدْتُمُوهُ بِرَمَضَانَ بِمِعْوَلِ الْمَعَاصِي، فَيَخِرَّ عَلَيْكُمْ سَقْفُهُ مِنْفَوْقِكُمْ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة: 266]، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه فِي الْآيَةِ: (مَثَلٌلِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَعَثَ اللهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ).
فَيَامَنْ عَصَيْتَ اللهَ بَعْدَ رَمَضَانَ: إِنْ كَانَ اللهُ تَقَبَّلَ مِنْكَ الصِّيَامَ؛ فَمَا هَذَا فِعْلُ الشَّاكِرِينَ؟!، وَإِنْ لَمْ يَتَقَبَّلْ مِنْكَ، فَمَا هَذَا فِعْلُ الْخَائِفِينَ؟!.
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
أَظْهِرُوا فِي هَذَا الْعِيدِ سُرُورَكُمْ، وَلَا تُجَدِّدُوا فِيهِ مَا مَضَى مِنْ أَحْزَانِكُمْ، أَحْيُوا فِي هَذَا الْعِيدِ لِلرَّحِمِ وَصْلًا، وَاسْتَبْدِلُوا الْخِلَافَ فِيهِ مَوَدَّةً وَقُرْبًا،أَصْلِحُوا فِيهِ شِقَاقَكُمْ، وَاجْمَعُوا فِيهِ شَتَاتَكُمْ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ لِلْأَرْحَامِ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ؛ قَالَ تَعَالَى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْتَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد: 22، 23].
أَكْرِمُوا جِيرَانَكُمْ، وَأَطْعِمُوا جَائِعَكُمْ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى نِسَائِكُمْ وَأَطْفَالِكُمْ فِيمَا أَبَاحَهُ اللهُ، وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَقَاطَعُوا، وَكُونُوا عِبَادَاللَّهِ إِخْوَانًا.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ،أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍفَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
وفي الخطبة الثانية قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِأَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَعَصَمَهُ وَآوَاهُ.
مَعَاشِرَ النِّسَاءِ:
أَنْتُنَّ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:»اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: (هَذَا أَمْرٌ لِلْأَزْوَاجِ وَالْآبَاءِ وَالْإِخْوَةِ وَغَيْرِهِمْ: أَنْ يَسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، وَأَنْ يُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ، وَأَلَّا يَظْلِمُوهُنَّ، وَأَنْ يُعْطُوهُنَّ حُقُوقَهُنَّ وَيُوَجِّهُوهُنَّإِلَى الْخَيْرِ).
فَالْأُمُّ قُرَّةٌ لِلْعَيْنِ؛ بِرُّهَا وَاجِبٌ، وَحُبُّهَا إِيمَانٌ، وَالْبِنْتُ فِلْذَةٌ لِلْفُؤَادِ، وَالْأُخْتُ حُبٌّ وَوِدَادٌ، وَالزَّوْجَةُ سَنَدٌ وَعَتَادٌ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. وَالْمَرْأَةُ عِمَادٌلِلْأُسْرَةِ الْمُسْلِمَةِ، وَذَخِيرَةٌ لِلْأَجْيَالِ الْمُؤْمِنَةِ، بِصَلَاحِهَا أُمًّا وَأُخْتًا وَبِنْتًا: يَسْمُو الرَّجُلُ وَيَنْبُلُ أَبًا وَأَخًا وَابْنًا.
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمَاتِ:
زِينَتُكُنَّ التَّقْوَى وَالْحَيَاءُ، وَالْحِشْمَةُ وَالْعَفَافُ، احْذَرْنَ مِنْ جَمَالٍ مُدَّعًى، وَزِينَةٍ مُتَوَهَّمَةٍ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ } [النور: 60]،الْزَمْنَ أَخْلَاقَ الْمُؤْمِنَاتِي، وَلِبَاسَ الصَّالِحَاتِ، وَحِلْيَةَ الطَّيِّبَاتِ،{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [الأعراف: 26].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
أَدَّيْتُمْ فَرْضَكُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، وَصُمْتُمْ شَهْرَكُمْ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ وَصَالِحَ الْأَعْمَالِ، وَعِيدُكُمْ مُبَارَكٌ، افْرَحُوا بِفِطْرِكُمْ، كَمَا فَرِحْتُمْبِصَوْمِكُمْ، جَعَلَ اللهُ سَعْيَـكُمْ مَشْكُورًا، وَذَنْبَكُمْ مَغْفُورًا، وَزَادَكُمْ فِي عِيدِكُمْ فَرْحَةً وَحُبُورًا، وَبَهْجَةً وَسُرُورًا.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِالْمَحْشَرِ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌمُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالْغَلَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِيدِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِنَا وَمَالِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَاالصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".