فيما كان الحديث عن كيفية دمج قوات الدعم السريع بالجيش السوداني (وهي أصلاً جزء منه) والفترة الزمنية المحددة لذلك ما بين سنتين أو 5 أو 10، انفجرت الأزمة بين «رفاق السلاح» مع اندلاع اشتباكات في الخرطوم ومدن أخرى، وسط تحذيرات من تحوّل المواجهات إلى حرب واسعة.
وتعالت الأصوات في الداخل والخارج من أجل وقف القتال واللجوء إلى الحوار، لكن صوت المدافع والدبابات والطائرات كان أعلى بكثير، ما يوحي بأن المواجهات مرشحة للتصاعد في ظل تبادل الاتهامات والتهديدات بين الجانبين.
وكان لافتاً حجم التضارب في المعلومات، مع ادّعاء كل طرف بالسيطرة على مواقع استراتيجية وإلحاق خسائر كبرى بالطرف الآخر، فيما تعذّر على الفور معرفة حقيقة الأوضاع على الأرض.
وذكر الجيش في بيان أن قواته لاتزال تسيطر على جميع المطارات والقواعد الجوية، فيما أعلنت قوات الدعم السري، أنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي ومطاري مدينة مروي و(الأبيض) في الشمال وفي الغرب.
وفي لقاء مع قناة «الجزيرة»، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»: «لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش... لا أستطيع أن أُحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر».
وفي مؤشر على حجم الخلاف بين الرجلين، قال دقلو إن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان «إما سيُسلم إلى العدالة أو سيموت»، مشيراً إلى أن قواته «اضطرت» للدخول في مواجهة للدفاع عن نفسها، وأن الجيش هو مَنْ بدأ الهجوم عليها أولاً، بمحاصرة إحدى قواعدها وفتح النار مستخدماً أسلحة ثقيلة.