لم تتناسب ردود فعل جماهير نادي القادسية بعد الهزيمة الثقيلة التي تكبدها من كاظمة وقوامها 4-1، مع السجل الحافل لمدرب الفريق محمد إبراهيم مع «الأصفر» وكونه «المدرب التاريخي» للنادي.
قاد إبراهيم القادسية، الذي عاد لتدريبه بعد اقالة الصربي بوريس بونياك على خلفية الخسارة من العربي 1-2، في مباراتين من دون ان يحقق الفوز في اي منهما فانقاد الى التعادل مع السالمية 2-2 بعدما كان متقدماً بهدفين، قبل ان يسقط أمام كاظمة.
هاتان النتيجتان فتحتا باب التساؤل عن جدوى التعاقد مع إبراهيم واقالة بونياك والذي لم يكن الفريق تحت امرته سيئاً بل انه قاد انتفاضته التي نقلته من المركز الثامن الى الثالث بفارق الاهداف فقط عن كاظمة الثاني في نهاية المرحلة الأولى للدوري، كما ان الخسارة من العربي جاءت بسبب الغيابات المؤثرة التي عانى منها الفريق ومع ذلك كان قريباً من التسجيل في أكثر من مناسبة.
هل أخطأ القادسية باقالة بونياك؟ وهل تسرّع بتكليف ابراهيم في نهاية الموسم ومن دون ان يكون صاحب قرار التعاقدات مع اللاعبين سواء الأجانب او المحليين؟
للمرة الأولى منذ 99-2000، يقود القادسية ثلاثة مدربين في موسم واحد، وبعد رحيل ناصر الشطي الذي بدأ الموسم الحالي بعدما حل بديلاً للجزائري خيرالدين مضوي في الموسم الماضي، جاء بونياك الذي لم يكمل شهوراً عدة مع الفريق وغادر بعد تسوية عقده.
رأت جماهير القادسية في إبراهيم «جنرال الانقاذ» كما حدث في مواسم عدة سابقة كان يحقق خلالها الألقاب مع الفريق بعد فترة وجيزة من تسلمه، غير ان هذه الفكرة لم تعد واقعية مع تغير الزمن والوجوه والأدوات.
فالقادسية اليوم ليس ذلك الفريق المدجج بالنجوم المحليين والمدعّم بمحترفين على مستوى عالٍ كما هوالحال قبل عقد وعقدين.
ونزعم ان إبراهيم بخبرته الطويلة كان يدرك هذا الأمر وان قبوله المهمة كان لتحقيق هدفين، تلبية نداء إدارة النادي الذي لمع فيه لاعباً ومدرباً من باب العرفان للكيان وجماهيره، و«استكشاف» أوضاع الفريق الذي يمر بمرحلة انتقالية تمهيداً لخوض رحلة جديدة معه على أسس صحيحة تبدأ مع فترة الاعداد بالصيف المقبل.
اي ان إبراهيم لم يأتِ للعب دور «المنقذ» هذه وانما للتجهيز للموسم المقبل، وهو ما كشف عنه في تصريحه الأخير عقب مباراة كاظمة: «الفترة المقبلة ستشهد تجارب للتجهيز لنصف نهائي كأس الأمير،وللموسم المقبل الذي سنبدأ به صفحة جديدة».
وفيما كشف عن رغبته الدفع بعناصر شابة في الأيام المقبلة في اشارة الى توجه لـ «تجديد الفريق»، فإن المدرب المخضرم أرسل إشارات واضحة عن عدم رضاه عما تقدمه بعض العناصر من دون تسميتها: «على اللاعبين ان يتحملوا المسؤولية ويشعروا بأهمية ارتداء قميص القادسية وبجماهيرهم».
ووسط مطالبات من الجمهور برحيل المتبقي من اللاعبين الكبار، تبدو الطريق ممهدة لإبراهيم لإجراءعملية احلال الشباب مكان الحاليين.
ويبقى «ملف الأجانب» الاختبار الأهم الذي تعكس نتيجته مدى تجاوب الادارة مع متطلبات المرحلة المقبلة، فمدرب كانت ادارة ناديه تجلب له لاعبين من مستوى السوريين فراس الخطيب وجهاد الحسين وعمر السومة والجزائري الحاج عيسى والتونسي سليم بن عاشور وغيرهم لن «يهضم» استمرار الوضع الحالي حيث التعاقدات تتم مع لاعبين «على قدهم» سواء من ناحية المستوى او الكلفة المالية.