ربما من المميزات -أو إن شئت- قل من سمات الكُتاب والمثقفين في الصحف الكويتية أنهم لا يكدرون الأمن العام بكتاباتهم أو شعرهم أو فنهم... فالجميع يمارس على نفسه الرقابة الذاتية، وحتى لو فلتت منه رقابته الذاتية، فسيجد ألف لسان ولسان يذكره بأهمية الحفاظ على الرقي الشخصي.
وعلى عكس كثير من الدول الأخرى التي يُوجد فيها كتاب ومثقفون وشعراء كل أطروحاتهم تكدر الأمن العام وأجهزته، إلا أننا ورغم كمية الحرية التي نمارسها نعتبر من أكثر الكتاب «الطيبين» أبناء بيئتنا التي تذكرنا دائماً بالابتعاد عن تناول المواضيع المقلقة!
وما يميزنا -أو قل إن شئت- ما ابتلينا به عن بقية الدول أن رجال الدولة عندنا هم من يكدرون الأمن العام والاستقرار الوطني، وليس الكُتاب والمثقفون والفنانون المتمردون... وهذه ظاهرة تحتاج للتأمل.
بل إن معشر الكتاب والمثقفين هم أكثر الناس حرصاً على عدم تكدير الأمن العام، لدرجة أنهم خط الدفاع الأول تجاه كل من يحاول أن يخرج عن الخط، على عكس ما يحدث بين رجال الدولة الذين يلعبون السياسة عبر تكدير مستمر للاستقرار الوطني لتحقيق مصالح شخصية، لذلك أنصح أن يتم تبادل الأدوار بين الكُتاب والمثقفين وبين رجال الدولة، ونجعل صراعات الأقطاب بين صفحات الجرائد، ونجعل الكُتاب والمثقفين يُديرون المؤسسات والمصالح... ولكي لا يتهمني قارئ بأنني أطمع في منصب أو موقع ما، فأنا أعلن من خلال هذه النافذة أنني سوف ألعب دور رجال الدولة، لذلك عزيزي القارئ، فقد اتخذت قراراً وعلى الهواء مباشرة وأرجو أن تساعدوني عليه. ففي المقال المقبل قررت أن أنشر كل الأسماء التي تعمل على تكدير الأمن العام في هذا الوطن مهما كانت مناصب اصحابها أو مواقعهم وسوف أقدم الأدلة «المتخيلة» على كل فاسد ومبتز ومنافق ومزور وطماع وجشع ومرتشٍ، مساهماً مساهمة ولو بسيطة على تكدير الأمن العام والسلام المجتمعي، فلربما أحقق مصالحي الشخصية.
والله الموفق والمستعان، وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.
moh1alatwan@