واصل جمهور برشلونة، الذي حضر مباراة «دربي كاتالونيا» المصغّر في مدرجات ملعب «كامب نو» أمام جيرونا، مساء الإثنين، في ختام المرحلة 28 من الدوري الإسباني لكرة القدم، الضغط على «أسطورة» النادي، الأرجنتيني ليونيل ميسي بالمُناداة عليه في الدقيقة 10 للمباراة الثانية توالياً.
وردّد جمهور برشلونة اسم ميسي في الدقيقة 10 من مباراة الـ «كلاسيكو» في إياب نصف نهائي كأس إسبانيا والتي أُقيمت الأسبوع الماضي.
وعاد ليتكرّر المشهد نفسه في مباراة جيرونا التي انتهت بالتعادل السلبي،
لكن هذه المرّة رفعت بعض الجماهير الحاضرة، خصوصاً صغار السن، لافتات كُتب عليها «نحن نُحبك يا ميسي».
وتحاول إدارة برشلونة منذ تتويج ميسي بكأس العالم 2022 في قطر مع المنتخب الأرجنتيني، إقناعه بتجاهل تمديد عقده الحالي مع باريس سان جرمان الفرنسي لتسهيل عودته الى الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
ولم يحظَ ميسي بوداع يليق بمسيرته الزاخرة بالألقاب والإنجازات الخالدة مع برشلونة، ولهذا يريد الجمهور الكاتالوني العاشق له أن يعود ولو لموسم واحد تحت شعار «قبلة الوداع»، قبل أن يُودّع الكرة الأوروبية نهائياً بالانضمام إلى أحد أندية الدوري الأميركي للمحترفين للاعتزال هناك.
واضطر «البرغوث» لمغادرة «كامب نو» في صيف 2021 بسبب الأزمة المالية التي كادت تعصف بالنادي وتُجبره على إعلان الإفلاس الرسمي.
ووقّع ميسي بعد مؤتمر وداعي حزين على عقد مدته عامان مع «سان جرمان» ينتهي في يونيو 2023، مع خيار التمديد لمدة سنة إضافية، لكن باستطاعته رفض التمديد والرحيل في صفقة انتقال حرّ لتلبية نداء الوطن الحقيقي الذي نشأ وترعرع فيه «كاتالونيا».
ولدى صاحب الـ 35 عاماً، حجة أخرى مُقنعة لتحقيق العودة وتلبية نداء برشلونة، تتعلّق بتراجع شعبيته في مدرجات «حديقة الأمراء»، حيث يتعرّض بصفة دائمة لصافرات استهجان غير مُبررة من جمهور نادي العاصمة الرافض لاستمراره بعد أن فشل في تقديم الإضافة المرجوة على الصعيدين المحلي والقاري.
من جهتها، تعمل إدارة باريس سان جرمان برئاسة القطري ناصر الخليفي، منذ نهاية ديسمبر الماضي، على إقناع «البرغوث» بتمديد عقده حتى يونيو 2024، وتجاهل اعتراض الجمهور على تواجده.
وفي ما يتعلّق بمباراة جيرونا، دفع برشلونة ثمن العقم الهجومي وعدم استغلال الفرص وفرّط بفرصة الابتعاد في الصدارة عن غريمه ريال مدريد بفارق 15 نقطة، قبل 10 مراحل على انتهاء الموسم، بيد أنه اكتفى بنقطة جعلته بعيداً عن حامل اللقب بفارق 13 نقطة (72 مقابل 59).
ودخل برشلونة اللقاء على خلفية هزيمته القاسية في إياب نصف نهائي الكأس على أرضه أمام ريال مدريد برباعية نظيفة، ما حرمه من محاولة الفوز بالثنائية.
وكان المدرب تشافي هرنانديز يمني النفس بألّا يؤثر هذا السقوط القاسي على تركيز فريقه في الدوري من أجل استغلال الخدمة التي قدمها له فياريال باسقاطه «ريال» في معقله 3-2.
لكن العقم الهجومي حرمه من فوزه الخامس توالياً في الدوري والخامس على جيرونا من أصل 6 مواجهات جمعته بجاره الكاتالوني على صعيد الدوري (انتهت المباراة الأخرى بالتعادل).
ورغم هذا التعادل المخيّب، يبقى لقب «لاليغا» شبه محسوم لصالح رجال المدرب تشافي على الرغم من بعض المباريات الصعبة التي تنتظرهم من الآن وحتى نهاية الموسم، وأبرزها ضد أتلتيكو مدريد الثالث (المرحلة 30) وريال بيتيس السادس (32) وريال سوسييداد الرابع (35).