بدايةً، ندعو الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة ان يحفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل مكروه وسوء. تمر البلاد هذه الأيام باجواء سياسية ساخنة جداً بل وملتهبة، فالاحداث بدت متسارعة وساخنة جداً، ابتداءً بحكم المحكمة الدستورية بابطال مجلس 2022، وعودة مجلس 2020، ومروراً بعدم تشكيل حكومة حتى هذه اللحظة، والحديث الدائر بعدم رغبة سمو رئيس الوزراء المكلف الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، القسم أمام مجلس 2020، وختاماً بالمؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم، ونائبه السيد أحمد الشحومي، ورئيس اللجنة التشريعية السيد الدكتور عبيد الوسمي.
هذه الاحداث سخنت الساحة بل ألهبتها فكثرت البيانات وكثرت التصريحات وزادت الإشاعات. وهذا حقيقةً ليس في مصلحة البلد، التردد وعدم اتخاذ القرار المناسب يعطل مصالح البلد ومصالح الناس. نتمنى الإسراع في طي صفحة هذه الخلافات بالقرار المناسب الذي تراه القيادة السياسية لما فيه مصلحة البلد ولفتح صفحة جديدة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
دائماً ما كنا نقول يجب فهم وإدراك طبيعة العلاقة بين السلطتين، يجب الفهم بانها علاقة تكاملية وليست تنافسية، الجميع يفترض أن يعمل لمصلحة البلد ويكمل كل طرف الطرف الآخر. هذا النوع من المعارك لا يوجد فيه فائز بل الجميع خسران واولهم الوطن. لذا، ادعو الله سبحانه وتعالى، ان تسود الحكمة وان يغلب العقل لطي هذه الصفحة، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح دستورياً وقانونياً وسياسياً، وضع الكويت لا يحتمل الفتن والانشقاقات والتراشق الكلامي وكيل الاتهامات لكل طرف، فهذا الوضع خطير ويعتبر ارضاً خصبة للمتربصين بالكويت من الطابور الخامس الذي يتحين الفرص لزرع الفتنة ولتدمير البلد وتشتيت شعبه.
لذا، انا اناشد صاحب السمو الأمير حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين، باتخاذ الإجراءات الدستورية اللازمة السريعة التي تنهي هذه الأزمة وتحفظ للكويت ديموقراطيتها ودستورها وتاريخها.