حذّر صندوق النقد الدولي، من أن التشرذم الجيوسياسي الناجم عن المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين يمكن أن يؤدي إلى تفتيت العالم والفقر فيه.
وذكر الصندوق في تقريره حول «آفاق تنمية الاقتصاد العالمي»، أن انقسام العالم إلى كتلتين ترتكزان على الولايات المتحدة والصين قد يتسبب في قيام الشركات بنقل الإنتاج إلى الولايات القضائية للدول الأكثر صداقة من أجل تجنب مشاكل سلاسل التوريد وسط التناقضات الجيوسياسية، ومثل هذا التطور للأحداث سيؤدي إلى انخفاض في الإنتاج العالمي بنسبة 1 في المئة في الـ 5 سنوات المقبلة وبنسبة 2 في المئة على المدى الطويل.
وأضاف الصندوق أنه «من المرجح أن يكون العالم المجزأ أكثر فقراً، بغض النظر عن أن بعض اللاعبين قد يحصلون على فوائد نسبية أو حتى مطلقة نتيجة ذلك، إلا أن هذه الفوائد ستكون خاضعة لغياب الضمانات وعدم الاستقرار»، وفقا لـ «تاس».
ويقول خبراء الصندوق إن أولى آثار الأزمة في العلاقات بين واشنطن وبكين بدأت بالظهور منذ عام 2020، عندما انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في الفترة من الربع الثاني إلى الربع الرابع بنسبة 20 في المئة مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.
ويمكن للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، بحسب الخبراء، أن تؤثر في النظام المصرفي بشدة، حيث ستؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد وتسرع التضخم، وقد يؤدي ذلك إلى إجبار البنوك على تحمل مخاطر أقل وتقليص الإقراض، ما سيؤدي إلى زيادة تباطؤ النمو الاقتصادي.
وأصبح تحليل المخاطر الذي أجراه صندوق النقد الدولي أحد أعلى التحذيرات من الأضرار الاقتصادية العالمية منذ جائحة فيروس كورونا.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، منذ أكتوبر 2021، ثلاث مرات، ووفقاً لأحدث البيانات، يتوقع الصندوق أن نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيتباطأ إلى 2.7 في المئة هذا العام.