يواصل الفنان عبدالله الطراروة هذه الأيام تصوير ما تبقى له من مشاهد ضمن سياق المسلسل الدرامي «ملح وسمرة»، وهو من تأليف الدكتور حمد شملان الرومي وإخراج البحريني علي العلي، والذي يشارك في بطولته إلى جانب نخبة نجوم على رأسهم هدى حسين إضافة إلى جمال الردهان، سحر حسين، فاطمة الصفي، مشاري المجيبل، نوف السلطان، سعاد الحسيني، فرح المهدي وغيرهم، تمهيداً لعرضه في ما بعد.
العنصرية
وفي دردشة مع «الراي»، قال الطراروة: «العمل مبني على فكرة رئيسية، وهي التي تلعب عليها شخصية أحمد التي أتقمصها من بين غالبية الشخصيات الأخرى، فهو ابن هدى حسين، ويمكن القول إنه إنسان سوي وبحاله، لكن تحصل أحداث منذ الحلقة الأولى إلى الأخيرة تكون سبباً في تغير شخصيته، إذ لا يرضى بوقوع الظلم أبداً، ويقف في وجه كل ظالم (وعادي حيل يمد إيده) الأمر الذي يدخله في عديد من المشاكل، وقد يفقد صحته أيضاً».
وتابع: «(ملح وسمرة) مسلسل اجتماعي، يتكلم في مضمونه ويناقش قضية مهمة جداً وهي العنصرية بكل ما تعنيه الكلمة وعن الطبقية في المجتمع التي أدت إلى ظلم الناس لبعضها، وأقصد بالعنصرية، التفاضل بين الناس من ناحية الشكل والعائلة والقبيلة والمكانة الاجتماعية في منطقة الخليج وحتى لون البشرة، وعلى سبيل المثال (فلان ما يزوجونه فلانة، لأنه مو من مواخيذنا... نحن ناس أصيلين). فما نقدمه ليس أمراً مبالغاً به إطلاقاً، بل هو موجود في واقعنا بالكويت ومنطقة الخليج العربي ككل».
«كنت... خارج الحسبة»
وأوضح الطراروة كيفية انضمامه للمسلسل الذي كان مفترضاً أن يتم عرضه في رمضان الجاري، فقال: «في حقيقة الأمر لم أكن متوقعاً نهائياً أن أكون من ضمن فريق المسلسل، لأن أي ممثل عندما يكون مشاركاً في مسلسل ما إلى جانب فنانين كبار مثل سعاد عبدالله أو حياة الفهد وحتى هدى حسين، يحرص البقية في عدم منحه فرصة التواجد معهم، والسبب أن كل منتج أو نجم يريد أن يكون ممثلوه بشكل حصري لديه في عمله حتى يركز المُشاهد على العمل، الأمر الذي أراه بالنسبة إليّ صحياً ومنطقياً».
وأردف: «ناهيك عن ذلك كله أنني كنت على تواصل دائم مع صديقي الكاتب حمد منذ اللحظات الأولى، وكنت على علم بأنني خارج الحسبة، لكن فجأة بات اسمي مطروحاً من ضمن فريق العمل، وبات من صالحي تأجيل وقت عرضه في الموسم الرمضاني الحالي».
«مثلث خطير»
ولدى سؤاله عن السبب وراء موافقته لتقديم الدور، قال: «كنت دائماً أبوح للمخرج العلي عن رغبتي في مشاهدته يخرج مسلسلاً لهدى حسين، لأنني على يقين في حال اجتماعهما معاً سيكون المسلسل قوياً، وهذا الأمر تحقق مع وجود العنصر الثالث وهو الكاتب الرومي الذي شكل معهما مثلثاً خطيراً، وبالتالي من وجهة نظري المتواضعة أي ممثل يتلقى عرضاً للمشاركة في مسلسل عناصره الثلاثة ما سلف ذكره لن يرفض حتى لو كانت حلقة واحد فقط. أنا أثق كلياً بما يكتبه الرومي، كونه صاحب فكر وثقافة ووعي، ولدى عرض المسلسل سترى شخصيات تطلّ فقط بحلقة واحدة او حلقتين، لكن صدقني (راح يكسرون ويمشون) لأن كل شخصية كُتبت بالشكل الصحيح».
«شخصية جريئة»
على صعيد آخر، تحدث الطراروة عن تجربته الحالية في المسلسل الرمضاني «مجاريح»، قائلاً: «لا أخفي القول إنني كنت متوقعاً أن تحصد شخصيتي في المسلسل على بعض الكلام، لأنها المرة الأولى التي أظهر فيها بدور شاب أصلع (وضرس مشلوع) وطريقة كلام غريبة، لكنني لم أكن متاكداً أن المشاهد سوف يُعجب بها. إذ منذ اليوم الأول للتصوير إلى يومنا الحالي أخاف أن تنقلب الموازين ويحصل أمر عكسي، والسبب أن الشخصية جريئة، وهناك شعرة دائماً ما بين النجاح والفشل».
واستطرد في قوله: «هنا لا أنكر أنني تلقيت بعض الانتقادات لكنها تكاد لا تذكر، في حين أن الغالبية العظمى من المشاهدين قد أعجبه الدور وكيفية تقديمي له، بالتالي (الأمور طيبة). وأنا كعبدالله أرى بأن (مجاريح) من المسلسلات الكويتية البارزة وسط الكمّ الكبير من التي يتم عرضها».
«أم طلال... شكراً»
قال الطراروة «عندما أتكلم عما حققته في (مجاريح)، حينها واجب عليّ أن أوجه جزيل شكري وامتناني إلى صاحبة الفضل لهذا النجاح من بعد الله سبحانه وتعالى، الفنانة سعاد عبدالله (الكلام أبد ما يوفيها حقها)، إذ أعطتني الثقة التامة ودعمتني وشجعتني ليراني المشاهد بهذه الصورة» وأضاف «كما لا أغفل عن ذكر المخرج عيسى ذياب الذي لا أنسى كلماته التشجيعية لي في أول مشهد، عندما كنت خائفاً من تقديم الدور بهذه الصورة. فعلاً الوقوف أمام الكبار يجعلك كبيراً ويمنحك الثقة والأمان، وأم طلال تستحق ان أتكلم عنها في كل محفل وزمان ومكان».