«التجربة نجحت في 3 مدارس وتوقّفت بعد 5 سنوات لتخلي الشركاء وتغيّر القيادات»

آمال الساير لـ «الراي»: الدمج التعليمي فشل في الكويت... لأنه ليس مشروع دولة

6 أبريل 2023 06:00 م

- بطيء التعلّم ذكاؤه من متوسط فأقل... وصعوبات التعلّم من متوسط فما فوق
- تشتت الانتباه يزيد من التعثر الدراسي للطالب ويُفقده التركيز

أكدت رئيسة ومؤسسة الجمعية الكويتية لاختلافات التعلّم «كالد» آمال الساير، أن تجربة الدمج التعليمي فشلت في الكويت فشلاً كبيراً، لأنها لم تكن مشروع دولة، وكانت ناجحة في 3 مدارس متخصصة فقط، معربة عن الأسف لتوقف المشروع بعد 5 سنوات من انطلاقته وتخلي الشركاء الثلاثة عنه، وهم وزارة التربية ومركز تقويم الطفل ووزارة الأوقاف.

وكشفت الساير في لقاء خاص مع «الراي»، عن إعداد خطة وطنية للدمج التعليمي، قدمتها في تقرير بهذا الخصوص إلى الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، وتعتبر خريطة طريق للدخول إلى الدمج التعليمي في المدارس، مؤكدة أن الكويت كانت من أوائل مَنْ تكلم عن الدمج التعليمي في المنطقة، وتملك كل الإمكانات لإنجاحها.

وقالت إن الجمعية أُشهرت في العام 2007، وتهدف إلى دعم كل المتأثرين في اختلافات التعلم، مثمنة جهود كل الداعمين لها وعلى رأسهم الديوان الأميري في مشروع جائزة «كالد» للمعلم المتميز، والبنك الوطني، ثم الدعم الأكبر لكل مصاريفنا التشغيلية ويأتي من مبرة مشاريع الخير، وعلى رأسها الشيخ حمد صباح الأحمد.

وكشفت الساير عن إنجاز الدليل الشامل للمعلم، وهو يخدم كل اختلافات التعلّم وليس صعوبات التعلّم فقط، وتم إنجازه وتوزيعه على المدارس، وهو فريد من نوعه في العالم العربي، حيث يستطيع أيضاً ولي الأمر التعرّف على التحديات التي تواجه أبناءه ويساعد المعلم على كيفية التعامل مع الطالب داخل الفصل في ظل نقص التدريب للمعلمين.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• بداية متى أُنشئت الجمعية الكويتية لاختلافات التعلّم؟ وما الهدف من إنشائها؟

- حصلنا على الإشهار في العام 2007، والهدف من إنشائها دعم كل المتأثرين في اختلافات التعلم، سواء طالب أو ولي أمر أو معلم، ونركز في عملنا التطوعي على الأقطاب الثلاثة، لأنهم أضلاع العملية التعليمية وبدونهم لا تتم.

• هل تهتم الجمعية بجميع الإعاقات أم تركز على صعوبات التعلم فقط؟

- الجمعية تحديداً تركز على اختلافات التعلم، ونقصد بها الطلبة الذين لديهم صعوبات في التعلم بكل أنواعها أو اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة بأنواعها.

• هل هناك جهات داعمة لكم؟ وهل لديكم تعاون أوتنسيق مع بعضها؟

- نعم، ولسنوات طويلة، كان لدينا دعم من الديوان الأميري في مشروع جائزة كالد للمعلم المتميز، وجائزة الطالب المثابر ومسرح المواهب، إضافة إلى المؤتمرات وورش العمل، ودعم أنشطتنا الشبابية من البنك الوطني.

أما الدعم المستمر لكل مصاريفنا التشغيلية، المادي والمعنوي، فيأتي من مبرة مشاريع الخير على رأسها الشيخ حمد صباح الأحمد، ولدينا تعاون أيضاً مع وزارة التربية في مشاريعنا التي تتعلّق بالمعلمين وآلية دخولنا للمدارس.

• ما الفرق بين بطء التعلّم وصعوبات التعلّم وكيف يتم التفريق بينهما؟

- بطيء التعلّم هو الطالب الذي يكون ذكاؤه من متوسط فأقل. أما الذي يعاني من صعوبات التعلم، فيجب أن يكون من متوسط إلى ما فوق، وأحياناً يصل إلى درجة النبوغ، لكن لديه صعوبة في التعلم، وهي قصور في المهارات الأساسية للتعلّم، مثل مهارات القراءة والكتابة والرياضيات.

• هل يستطيع المعلم التفريق بين الحالتين؟

- نعم يستطيع قبل التشخيص أيضاً.

لكن دائماً نعتمد في ذلك على اختصاصيين في صعوبات التعلم وتشتت الانتباه، والطب النفسي واختصاصي الطب التطوري.

• هل يصنف على أنه مرض يحتاج إلى علاج؟ أم أنها إعاقة تحتاج إلى تدريب؟

- اضطراب تشتت الانتباه، مرض عصبي نمائي، وله علاجات عدة، وننصح ولي الأمر بالبدء بالعلاج التوعوي، إضافة إلى الدواء للحالات الشديدة.

• ما هو دليل «كالد» لصعوبات التعلم؟ وما فوائده؟

- لدينا الدليل الشامل للمعلم، وهو يخدم كل اختلافات التعلم وليس صعوبات التعلم فقط. وتم إنجاز الدليل وتوزيعه على المدارس، وهو فريد من نوعه في العالم العربي، حيث يستطيع أيضاً ولي الأمر التعرّف على التحديات التي تواجه أبناءه ويساعد المعلم على كيفية التعامل مع الطالب داخل الفصل، في ظل نقص التدريب للمعلمين.

• هل لتشتت الانتباه وفرط الحركة أثر على التحصيل الدراسي؟ وكيف يتم اكتشاف الحالات؟

- نعم، حيث لا يستطيع الطالب التركيز في الفصل الدراسي، ويزيد من التعثر الدراسي، لأن الوظائف التنفيذية من أهم ما يملك الإنسان. وأهمها القدرة على التركيز، حيث يكون الطالب سريع الملاحظة من جهة، ولكنه يفقد التركيز والتواصل.

• هل تصنف على أنها إعاقة؟

- الطب يصنفها إعاقة صحية وليست تربوية، لأنه ليس بالضرورة أن يكون الطالب متعثراً.

قد يكون متفوقاً ويصل إلى درجة النابغين، والدليل أن معظم المخترعين في العالم ممَنْ نعيش باختراعاتهم، مثل أديسون ودافينشي وزعماء آخرين في العالم، لديهم اضطرابات من هذا النوع.

• ماذا عن مشروع التميز التربوي لتطوير التعليم النوعي في الكويت؟ ومتى يرى النور باعتقادك؟

- هو مشروع تربوي كلفتنا به الحكومة، ممثلة في وزيرة الشؤون السابقة رئيسة الأمانة العامة للتخطيط والتنمية هند الصبيح، حيث طلبت مشروعاً يدخل في خطة التنمية.

وتم إعداده واجتاز اللجنة مرتين، الأولى تحت مظلة الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، ثم انتقل تحت مظلة وزارة التربية، ومع الأسف أخفقت الدولة أن تتبناه ومازال محلك سر.

• إلى ما يهدف المشروع؟

- تطوير التعليم النوعي في الكويت، حيث لم يتم تطوير التعليم منذ الستينات ونهدف من خلاله إلى تقديم آخر ما توصل إليه العلم الحديث في شؤون ذوي الإعاقة.

وتشمل تبني النظريات الحديثة وتدريب المعلمين وتطبيق الدمج التعليمي، الذي يُعتبر علماً يحتاج إلى خبراء ومتخصصين.

• كيف تقيمين تجربة الدمج التعليمي في مدارس التعليم العام؟

- تجربة الدمج التعليمي في دولة الكويت فشلت فشلاً ساحقاً، لعدة عوامل، أولها، أنها لم تطبق بشكل صحيح، رغم أننا كنا من أوائل مَنْ تكلم عن الدمج التعليمي في المنطقة، والكويت تملك كل الإمكانات لإنجاح المشروع، لكن حين تبناه مركز تقويم الطفل طبق بشكل علمي في منطقة مبارك الكبير في مدرسة السديم ومدرسة جون الكويت ومدرسة خيطان، لكن مع الأسف توقف المشروع بعد 5 سنوات من انطلاقته، لتخلي الشركاء الثلاثة الرئيسيين عنه، وهم وزارة التربية ومركز تعليم وتقويم الطفل ووزارة الأوقاف.

• ما سبب تخليهم؟

- لأن القيادة التي كانت مؤمنة بهذا المشروع لم تستمر، حيث لم يكن المشروع مشروعاً وطنياً، وكان اهتماماً شخصياً من الدكتور عيسى جاسم.

• من وجهة نظرك الشخصية، ما الحل الأمثل للدمج التعليمي؟

- إعداد خطة وطنية. وقد قدمت تقريراً بهذا الخصوص إلى الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، وتعتبر خارطة طريق للدخول إلى الدمج التعليمي في المدارس.