حروف باسمة

شهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام... خالدون

3 أبريل 2023 06:00 م

الشهادة مشهدها رائع وشذاها زكي، وهي تنم عن الإصرار والحماسة في سبيل إحقاق الحق وردع الطغيان، ومجالات الشهادة كثيرة ومتعددة وجميعها تشير إلى معاني الخير وتدل على مناقب الإصرار والإقدام.

شهداؤنا كثيرون منهم من استشهد على يد الطغيان العراقي في غزوه الآثم على هذه الديرة الآمنة، ومنهم من استشهد في محراب الصلاة وهم شهداء مسجد الإمام الصادق، عليه السلام.

كوكبة من المؤمنين تهيأوا للذهاب لأداء صلاة الجمعة يوم التاسع من شهر رمضان في عام 1436 الموافق 26/ 6/ 2015.

فاندس إليهم مَن لا يعرف من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، يحمل في قلبه حقداً دفيناً على الإسلام والمسلمين، ليفجر في جموع المصلين الذين أتوا لأداء شعائر الله.

صفاتهم هي صفات المؤمنين كما يصفهم أمير المؤمين علي بن أبي طالب، عليه السلام، حيث يقول:

المؤمنون في الدنيا هم أهل الفضائل

منطقهم الصواب

وملبسهم الاقتصاد

ومشيهم التواضع

غضوا أبصارهم عما حرّم الله عليهم

ووقفوا أسماءهم على العلم النافع

لهم قلوب محزونة

وشرورهم مأمونة

هذه الصفات هي صفات المؤمنين الذين قضوا نحبهم وهم صائمون عطشى اثر التفجير الآثم.

سبعة وعشرون مؤمناً استشهدوا اثر هذا التفجير وجرح 227 مُصلياً.

فاجعة عظيمة وذكرى أليمة نستذكرها في كل عام في هذا الشهر الفضيل المبارك.

نتذكًر آباء وإخوة وأبناء لم يقترفوا جريرة، ولم يرتكبوا إثماً إلّا أنهم ضحية لحقد أسود دفين.

الإسلام يبرأ من هذا العمل ومن يفكرون فيه ويدبّرون له.

اختاروا بيوت الله الآمنة المطمئنة لينفذوا فيها أعمالهم المنكرة التي سقط بسببها أبرياء وهم يؤدون واجبهم، ولا ننسى في ذكرى مسجد الإمام الصادق،عليه السلام، أن نستذكر معهم أيضاً شهيدين فاضلين اغتالتهما أيدي الحقد وقلوب الضلالة وأذهان الفتك وهما يؤديان الصلاة، الشيخ الدكتور/ وليد العلي، والشيخ/فهد الحسيني.

لن ننساهما ونستذكرهما كلما ذكرنا شهداء المساجد في جميع أصقاع الدنيا.

لن ينسى الكويتيون خطبة الشيخ الدكتور وليد العلي، رحمه الله، الجامعة في المسجد الكبير بعد تفجير مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، التي ضمت جميع أبناء هذه الديرة الموحدة والواحدة، ولن ينسوا صوته الصادح بالحق في الصلاة في وجود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، الذي أشار بيده الكريمة، وقال: هذولا عيالي.

نعم، إن جميع أبناء هذه الديرة أُسرة واحدة تحت لواء واحد وبلسان واحد.

نموت وتحيا الكويت...

الموت لكل حاقد، والخلود للشهداء الذين روت دماؤهم مسجد الإمام الصادق، عليه السلام، تنبئ عن الإيمان والطهر والتضحية، ولنقرأ قول الأديب العم علي يوسف المتروك، رحمه الله، في رائعته في هذا الصدد:

سيبقون ذكرى في القلوب مضيئة

لتفتح منا اعينا ادمنت نعسا

فبالأمس نال الغدر منا أحبة

على يد مأفون لهم جاء مندسا

يد أوغلت بالإثم في يوم جمعة

بشهر له الرحمن شرّفه قدسا