اتهمت روسيا، أمس، أوكرانيا بأنها رتبت بالتواطؤ مع أنصار للمعارض المسجون أليكسي نافالني، الهجوم الذي أودى الأحد في سان بطرسبورغ بمدوّن عسكري شهير مناصر لغزو أوكرانيا.
كما أعلنت اعتقال المشتبه بها في تنفيذ الهجوم داريا تريبوفا، وهي مواطنة روسية تنشط وفق السلطات في صندوق مكافحة الفساد التابع لنافالني والمحظور في روسيا منذ عام 2021.
ونشرت الشرطة مقطع فيديو تعترف فيه المرأة البالغة 26 عاماً بأنها أحضرت تمثالاً صغيراً ملغوماً تسبب انفجاره في مقتل المدوّن ماكسيم فومين المعروف باسمه المستعار فلادلين تاتارسكي.
ورفضت الشابة كشف مصدر القنبلة أو الإدلاء بتصريحات حول منظمة نافالني.
وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب «ثبت أن العمل الإرهابي الذي ارتُكب في الثاني من أبريل في سان بطرسبورغ... خططت له الأجهزة الخاصة الأوكرانية التي جندت عملاء من بينهم متعاونون مع صندوق نافالني المزعوم لمكافحة الفساد».
وندد الناطق باسم الرئيس فلاديمير بوتين بـ «العمل الإرهابي».
في اليوم السابق، رجح المسؤول في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك أن يكون الهجوم نتاج «إرهاب داخلي» سببه خصومات داخل النظام الروسي.
من جهتها، شجبت الناطقة باسم نافالني، كيرا إيرميتش الاتهامات الموجهة إلى منظمته.
وأوردت «وكالة تاس للأنباء» ان الشابة التي ألقي القبض عليها امس، سبق أن أوقفت لمدة 10 أيام بعد أن تظاهرت ضد الهجوم الروسي.
وقُتل المدوّن في مقهى في سان بطرسبورغ أثناء مشاركته في لقاء نسّقته منظمة تدعى «سايبر زي فرونت»، وهي مؤيدة للعمليات الروسية في أوكرانيا.
وبحسب أحدث حصيلة، أصيب في الهجوم 32 آخرون، ثمانية منهم في حالة خطيرة. وقوة الانفجار تعادل تأثير 200 غرام من مادة «تي إن تي».
ويملك المقهى رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، الذي أكد أمس، أنه منح المقهى إلى «سايبر زي فرونت».
يذكر الانفجار بالهجوم في أغسطس الماضي الذي أودى بداريا دوجينا، المدافعة المتحمسة عن الهجوم على أوكرانيا وابنة الكاتب القومي المتطرف ألكسندر دوجين. وقد حملت روسيا مسؤولية الهجوم لكييف التي نفت ضلوعها فيه.
وعلى عكس السلطات، بدا أن بريغوجين يستبعد أن تكون الاستخبارات الأوكرانية مسؤولة عن عمليتي الاغتيال.
وقال مكتبه الإعلامي عبر تلغرام «لن أتهم نظام كييف بارتكاب العمليتين. أعتقد أنهما من فعل مجموعة متطرفين».
ويتحدر المدون البالغ 40 عاماً الذي قُتل الأحد من منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
واعتاد تاتارسكي زيارة القوات الروسية على جبهة القتال، وكان لديه أكثر من نصف مليون مشترك على قناته في «تلغرام».
ووفق وسائل الإعلام الروسية، فقد سُجن في أوكرانيا بتهمة السرقة عام 2011. ونجح في الفرار من السجن عام 2014 قبل أن ينظم إلى المقاتلين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وترك تاتارسكي القوات الانفصالية عام 2019 ليبدأ مسيرته بصفته مدوناً، وفق صحيفة «كوميرسانت» اليومية.
وبرز الناشط بعيد بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا من خلال نشر مقاطع فيديو تحلل الوضع على الأرض وتقديم المشورة للقوات الروسية، وفق «تاس».
في سبتمبر الماضي، حضر في حفل في الكرملين للاحتفال بإعلان ضم أربع مناطق الأوكرانية إلى الأراضي الروسية.
وقال أمام الكاميرا «سنهزم الجميع، وسنقتل الجميع، وسنسرق كل الأشخاص الذين يجب سرقتهم، وسيسير كل شيء كما نريد».