أكد الملحق العسكري الإيطالي في الكويت العقيد سالفاتوري فيرارا، أن «التعاون العسكري بين بلاده والكويت، جاء بعد التدخل الإيطالي في التحالف الذي حارب من أجل تحرير الكويت عام 1991، بموجب قرار الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أنه «في أعقاب الحرب، تكثفت العلاقات في العديد من القطاعات، ولكن مع التركيز بشكل خاص على التعاون الدفاعي، الذي توّج بتوقيع اتفاقية حكومية مع مذكرة التفاهم في 2003».
وفي احتفال بمناسبة الذكرى المئوية للقوات الجوية الإيطالية، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الكويتيين، بينهم وكيل وزارة الدفاع الشيخ الدكتور عبدالله مشعل الصباح، والوكيلة المساعدة الدكتورة الشيخة شمايل أحمد خالد الصباح، وعدد من الملحقين العسكريين المعتمدين في البلاد، قال فيرارا إن «مذكرة (التفاهم) مهّدت الطريق لتبادل الدورات التدريبية والتعليمية، حيث التحق بعض الطلاب الكويتيين بالأكاديميات العسكرية الايطالية، كما سعت وزارة الدفاع في الكويت إلى الاستفادة من فرص الشراء من القطاع الصناعي الإيطالي، ذي الشهرة العالمية».
وأضاف أن «اشتداد القتال ضد المنظمات الإرهابية في عام 2014، أدى إلى قيام تحالف جديد، يعمل في الشرق الأوسط، وتتمركز قواته جزئياً في الكويت، وبسبب العلاقة المميزة، نشرت إيطاليا وحدة عسكرية في الكويت عام 2014، ضمن نحو 150 وحدة، وبمرور الوقت، نمت الوحدة العسكرية الإيطالية في الأعداد والقدرات التشغيلية، وبات لدينا حالياً 6 مجموعات بمهام مختلفة»، مؤكداً أنه «يمكن للقوات المسلحة الكويتية اليوم، الاعتماد على أحدث نظام دفاع صاروخي من منظومة سكاي غارد (هي منظومة دفاع جوي تعتمد على الليزر)، الذي تتزوّد به العديد من الدول الأخرى».
وتابع «في بداية مارس الماضي، تم توقيع اتفاقية فنية بين القوات الجوية الكويتية ومكتب البرنامج الدولي المشترك وشركة ليوناردو، لبدء التدريب المحلي بدورة من أربعة طيارين، والبرنامج يسير أخيراً نحو أهداف أكثر أهمية، ستمنح القوات المسلحة الكويتية الخبرة والمعرفة للعمل بشكل مستقل على مقاتلة (يوروفايتر) وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة قدرة في السوق العالمية»، موضحاً أن «سلاح الجو الكويتي استقبل في ديسمبر 2021 أول مقاتلتين يوروفايتر من طراز (تايفون ترانش 3) من الأسطول الذي يبلغ 28 طائرة، وتلتها 4 طائرات أخرى، ومن المفترض تسليم المتبقي من الاسطول بحلول نهاية عام 2024».
وعن الذكرى المئوية للقوات الجوية الايطالية، قال فيرارا: «خلال الحرب العالمية الأولى، أحدث الطيران العسكري فرقاً كبيراً في نتيجة الصراع واعتبر العديد من الطيارين أبطالاً وطنيين».
فقدان «تورنيدو» في «تحرير الكويت»
قال الملحق العسكري الايطالي لدى البلاد العقيد سالفاتوري فيرارا إن الحرب العالمية الثانية كانت لحظة فاصلة في تاريخ القوات الجوية الإيطالية، مشيراً إلى أنه «على مدى عقود، وبعد دخول إيطاليا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبدء مهماتنا من أجل السلام، كانت المشاركة الحقيقية الأولى في الصراع منذ الحرب العالمية الثانية، كان التحالف الذي قاتل من أجل تحرير الكويت بموجب قرار الأمم المتحدة، حيث فقدنا في اليوم الأول من الحرب مقاتلة تورنيدو مع قائدها الطيار الرائد بيليني، ومساعده النقيب كوتشيولوني، اللذين بقيا أسيري حرب في العراق لأشهر عدة».
روح الفرسان
ذكر فيرارا أنه «بعد رحلة استمرت لأكثر من 100 عام، أدركنا أن تاريخ الطيران العسكري في إيطاليا بدأ من روح الفرسان وكفاح الحرب العالمية الأولى لينتهي به المطاف إلى واحد من أكثر الأساطيل الجوية تقدماً في العالم».