أكدت استشارية الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة هبة الفرحان، «إمكانية صيام مرضى داء الأمعاء الالتهابي، سواء من يعاني الكرونز أو القولون التقرحي، شرط أن يكون المرض غير نشط وبحالة خمول، أي أنه لا يوجد أعراض تدل على نشاط المرض أو وجود نكسة، كالإسهال الشديد وآلام البطن والإعياء العام»، مشيرة إلى أنه «من الأفضل مراجعة الطبيب للتأكد من خمول المرض وإمكانية الصيام».
وأوصت الفرحان، في تصريح لـ «الراي» باستمرار مريض داء الأمعاء الالتهابي أخذ العلاجات بعد الإفطار، حيث يمكن تناول أدوية مرض القولون التقرحي على شكل حبوب بعد الإفطار، وكذلك الأدوية البيولوجية الوريدية أو التي تؤخذ تحت الجلد، مشددة على «أهمية المحافظة على الاستمرار بأخذ الأدوية من دون توقف، لضمان السيطرة على المرض ومتابعة الصيام». وذكرت بعض المحاذير الصحية، في ما يخص صيام مرضى ارتجاع المريء والحموضة، موضحة أن «هناك تغييراً في النمط الغذائي للصائم خلال شهر رمضان، فالمريض ينام ويتناول الطعام في أوقات مختلفة عن بقية أيام السنة، وفي حال كان يعاني من ارتجاع المريء وأعراض الحموضة و(الحارج) فمن الممكن أن يحصل تدهور في هذه الأعراض، لذا ننصح المريض بأن يحرص وقت الإفطار على تناول الطعام بكميات معتدلة، قليلة الدهنيات والسكريات إن أمكن، والابتعاد عن المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين، كما يفضل تناول السحور قبل ساعتين على الأقل من الإمساك وأن تكون الوجبة خفيفة ومعتدلة السكريات والدهون».
وأشارت إلى أهمية استغلال شهر رمضان للامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وإنزال الوزن والذي يعتبر شيئاً إيجابياً لتقليل الأعراض.
وأوضحت أن «مثبطات أحماض المعدة عامل رئيسي في التحكم بأعراض الحموضة والارتجاع، وننصح المريض باستمرار تناولها خلال رمضان، فإن كان يتناولها مرتين باليوم، يتم تقسيم الجرعة إلى حبة وقت الإفطار عند كسر الصيام بالتمر، ثم الانتظار لمدة 15 إلى 20 دقيقة، لتناول الوجبة كاملة، وتناول الحبة الثانية قبل 15 إلى 20 دقيقة من تناول وجبة السحور.
أما إذا كانت الجرعة مرة واحدة باليوم، فيمكن للمريض الاختيار بين تناول الحبة وقت الإفطار أو قبل السحور».
ولفتت إلى أن «أنواع مثبطات الأحماض كثيرة وبعض أنواع الأدوية لا تحتاج إلى الانتظار، حيث يمكن تناول الوجبات مباشرة مع أخذ الدواء، ومن الأفضل مراجعة طبيب لمعرفة نوع الدواء وكيفية تناوله».
ضوابط صوم مرضى الكبد
أوضحت الدكتور هبة الفرحان أن صيام مرضى الكبد يعتمد على نوع المرض، فإن كان المريض يعاني من دهنيات على الكبد أو فيروسات الكبد أو كبد مناعي أو جيني، ومن خلال المتابعة بصورة دورية مع الطبيب المختص، وثبت عدم وجود تليف بالكبد، فيمكن للمريض الصوم. أما إذا كان يعاني من تليف كبد في بداياته ومستقر والتحاليل أثبتت أن إنزيمات ووظائف الكبد طبيعية، فيمكن للمريض الصوم بعد مناقشة الطبيب المعالج».
وأشارت إلى أنه «في حال وجود تليف كبدي متقدم، وقصور حاد بالكبد مع مضاعفاته كدوالي المريء والمعدة والغيبوبة الكبدية والاستسقاء في البطن أو تورم الأقدام فالأفضل عدم الصيام».