«تم السماح لها بعقد اجتماعاتها في الخارج لمرة واحدة»

زاهي وهبي لـ «الراي»: خلال السبعينات... كانت الحكومة الكويتية في «مصايف» لبنان

2 أبريل 2023 06:00 م

- الإبداع مرتبط بالمعاناة... ولا علاقة له بالفقر والتشرّد
- تأثرت برحيل «بوعدنان»... وشاءت الصدف أن أكون ضيفاً «مع بوشعيل»

أكد الشاعر والإعلامي اللبناني القدير زاهي وهبي على عمق العلاقة بين بلاده والكويت، «إلى حد أنه في السبعينات من القرن الماضي كانت الحكومة الكويتية تأتي إلى مصايف لبنان، وتعقد اجتماعاتها».

وهبي، وخلال حواره مع «الراي» على هامش زيارته الكويت للمشاركة في برنامج «مع بوشعيل» الذي يقدمه «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل، قال إن «أرض الصداقة والسلام» لعبت دوراً تنويرياً على الصعد كافة، وفي أنحاء مختلفة من العالم العربي، وتمثل ذلك بما كانت تقدمه «مجلة العربي» من منشورات جعلت المعرفة والثقافة في متناول الشرائح الاجتماعية المختلفة.

في جانب آخر، استذكر وهبي مآثر«العملاق» عبدالحسين عبدالرضا، ورفاق دربه الذين استضافهم في برنامجه «خليك بالبيت»، مضيفاً «وقد شاءت الصدف أن أكون اليوم ضيفاً على (بوشعيل) بدلاً من أن يكون هو ضيفي».

• في البداية، نودّ أن نعرف ماذا تمثل لك الكويت؟

- أنا من الجيل الذي نشأ على انفتاح الكويت، وإسهاماتها الثقافية والفنية بتشكيل الوعي ليس في الكويت وحسب بل في الخليج والمنطقة العربية بأسرها، وذلك من خلال «مجلة العربي» التي كانت بالنسبة إلينا بمثابة «إنستغرام» في زماننا ذاك عندما كنّا فتياناً، حيث الاستطلاعات المصورة التي كانت تنشرها، والتي عرّفتنا على مدن العالم كلها، بالإضافة إلى سلسلة عالم المعرفة وسلسلة المسرح الحديث، وغيرها من المنشورات التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام الكويتية وبأسعار زهيدة، جعلت المعرفة والثقافة في متناول الشرائح الاجتماعية المختلفة.

• من وجهة نظرك، ما الدور الكويتي في إثراء الحركة الثقافية العربية؟

- الدور الذي لعبته الكويت في محيطها الخليجي بشكل خاص، والعربي بشكل عام كان تنويرياً بكل المجالات، في المسرح والصحافة والدراما التلفزيونية وحتى السينما، حيث إن أول فيلم خليجي كان «بس يا بحر» الكويتي، وكذلك الحال بالنسبة إلى الموسيقى والغناء فقد كانت سبّاقة. كل ذلك يجعل علاقتنا مع الكويت مميزة، ولا ننسى العلاقة التاريخية بين لبنان و«أرض الصداقة والسلام»، على المستويين الشعبي والحكومي، وأتذكر أنه في السبعينات من القرن الماضي كانت الحكومة الكويتية تأتي إلى «مصايف» لبنان، حتى إنه عُقد اجتماع ذات مرة لمجلس الوزراء في الكويت وتم السماح من خلاله باجتماع الحكومة الكويتية لمرة واحدة في الخارج وكان في لبنان، وذلك في عهد الشيخ صباح السالم، طيب الله ثراه.

• القارئ لتاريخ زاهي وهبي، سيدرك أنه لم يكن فتى مدللاً، بل عاش محروماً خلال فترة الطفولة والشباب، بسبب ظروف الفقر والاعتقال، فهل يمكننا القول إن هذا ما صنع منك إعلامياً وشاعراً؟

- الإبداع بشكل عام ومهما كان نوعه، أدبي، فني، علمي، هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعاناة، وليس بالضرورة أن يكون الفقر أو التشرّد أو المرض هو ما يصنع المبدع، بل قد تأتي المعاناة لرجل ثري جداً ولكنه يكون متعباً نفسياً ويعاني.

فالمعاناة تجعل صاحبها «يثأر» منها، ومن أسبابها وظروفها أن ينتصر عليها بتقديم شيء ما في هذه الحياة ليضع من خلاله بصمة معينة. ولا شك أن الظروف التي مررت بها كفتى لبناني عاش في زمن الحروب والتهجير والاحتلال، كان له بالغ الأثر في صقل شخصيتي.

• ما المحطة الأهم في مشوارك، برنامج «خليك بالبيت» على قناة «المستقبل»، أم «بيت القصيد» على قناة «الميادين»؟

- الزمن مختلف بين برنامجي «خليك بالبيت» و«بيت القصيد»، فالبرنامج الأول شهد العصر الذهبي للفضائيات، لا سيما اللبنانية منها، حيث لم تكن آنذاك لمواقع «السوشيال ميديا» أي وجود، وبالتالي لا يوجد منافس للبرامج التلفزيونية. لحسن الحظ نجح البرنامج في استقطاب كبار النجوم في الوطن العربي كافة ومن مجالات مختلفة، حيث استضاف ما يقرب من 750 ضيفاً. أما «بيت القصيد»، فقد احتضن 550 ضيفاً، وانتهى عرضه على قناة «الميادين» أواخر العام الماضي.

• لعلّ من أبرز الحلقات التي قدمتها في برنامج «خليك بالبيت» بالنسبة إلينا كمشاهدين كويتيين، كانت مع العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا، فماذا يعني لك هذا الاسم؟

- كنتُ أعرف عبدالحسين عبدالرضا كفنان كبير، قبل لقائي معه في البرنامج وأعرف مكانته ووزنه، في الأعمال المسرحية أو الدراما التلفزيونية، ولكن عندما التقيته، وجدته شخصاً متواضعاً، خفيف الدم، قريباً من القلب، ويزرع البسمة في وجوه كل الموجودين أمامه سواء في جلسة خاصة أو أمام الكاميرا.

والحقيقة أنني تأثرت كثيراً برحيله، وأعتقد أن المشهد الإبداعي عموماً افتقد قامة كبيرة مثله. وعلى سيرة «بوعدنان»، كان لي الحظ في مقابلة كبار المبدعين، منهم الفنانة القديرة سعاد عبدالله، وفاطمة حسين وليلى العثمان، أحمد الربعي ومحمد جاسم الصقر ونوال وغيرهم الكثير.

• ولكنك لم تستضف الفنان القدير نبيل شعيل؟

- لقد شاءت الصدف أن أكون ضيفاً على «بوشعيل» بدلاً من أن يكون هو ضيفي، رغم أنني وجهت له أكثر من دعوة في البرنامج، ولكن بسبب انشغالاته وتضارب المواعيد لم يتم اللقاء بيننا. إن شاء الله خلال البرنامج المقبل سألتقي به.

• وماذا تحضّر لجمهور المشاهدين من برامج جديدة؟

- أتهيأ لتقديم برنامج جديد يُعنى بالثقافة والأدب والفنون.

• وهل سيكون البرنامج الجديد على قناة «الميادين» أيضاً؟

- نعم، هذا صحيح.

«الغنائي له أسياده»

بسؤال وهبي عن عدم تعاونه في أشعاره مع فنان خليجي أو كويتي على وجه الخصوص حتى الآن، أوضح «لا أدعي بأنني شاعر غنائي، ولا أكتب شعراً كي يُغنى مع سبق الإصرار، غير أن الأصدقاء الذين تغنوا بأشعاري هم أخذوا القصائد من دواويني الشعرية، حيث إنني أكتب الشعر الحر، فالملحنون الذين يلحنون هذا النوع من الشعر هم قلّة، مثل مارسيل خليفة وأحمد قعبور وهبة القواس وهاني سبليني وحازم شاهين وغيرهم القليل».

وأضاف «حقيقة أتمنى أن يكون هناك تعاون بيني وبين أي فنان خليجي، خصوصاً الفنان نبيل شعيل، كما أن معظم المطربين الذين التقيتهم في برامجي كانوا يقولون لي إنهم يودون الغناء من أشعاري، ولكنني أرى هذا الكلام فيه نوعاً من المجاملة، فلم أسعَ إلى ذلك، ولم أتصل على أي منهم بخصوص هذا التعاون، وعندما أقول لكم هذا الأمر فمعناه إنني لا أمتلك الموهبة لكتابة الشعر الغنائي، بل «له أسياده».