في تصعيد للخلاف الديبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة، اعتقل جهاز الأمن الاتحادي الروسي، مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركي إيفان غيرشكوفيتش بتهمة بالتجسّس.
وحذّر الكرملين، من أيّ رد انتقامي يستهدف وسائل الإعلام الروسية العاملة في الولايات المتحدة. وقال الناطق ديمتري بيسكوف «نأمل بألا يحدث ذلك ويجب ألا يحصل ذلك».
وتابع ان ما وصله أن غيرشكوفيتش اعتقل «متلبساً». وأضاف أن الصحافيين الآخرين الذين يعملون لصالح الصحيفة الأميركية في روسيا يمكنهم البقاء في مواقعهم بشرط أن تكون لديهم الوثائق والتصاريح السليمة وأن يمارسوا «أنشطة صحافية عادية».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن أنشطة غيرشكوفيتش «لا علاقة لها بالصحافة» وإنها ليست المرة الأولى التي يستغل فيها دور الصحافة الأجنبية كستار لأنشطة أخرى.
وأكّد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، أن من السابق لأوانه في هذه المرحلة التحدث عن عملية تبادل أسرى.
وذكر جهاز الأمن الاتحادي في بيان، أنه فتح قضية جنائية للاشتباه في التجسس بحق غيرشكوفيتش واتهمه بجمع معلومات مصنفة على أنها من أسرار الدولة عن مصنع عسكري.
ولم يذكر البيان اسم المصنع ولا موقعه لكنه ذكر أن الجهاز الأمني اعتقل الصحافي البالغ من العمر 31 عاماً في مدينة يكاترينبرغ في منطقة الأورال لدى محاولته الحصول على معلومات سرية.
وتابع البيان «ثبت أن غيرشكوفيتش، الذي كان يتصرف بتكليف من الجانب الأميركي، كان يجمع معلومات سرية مصنفة على أنها من أسرار الدولة عن أنشطة أحد المصانع في مجمع عسكري صناعي روسي».
في المقابل، ذكرت «وول ستريت جورنال» في بيان أنها «تشعر بقلق بالغ» على سلامة غيرشكوفيتش و«تنفي بشدة» قيامه بالتجسس.
تقدم روسي
ميدانياً، افادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير ليل الأربعاء، بان القوات الروسية «حققت درجة من النجاح في تحركاتها الرامية إلى اقتحام مدينة باخموت».
وأضافت «المدافعون عنا يسيطرون على المدينة ويصدون العديد من هجمات العدو».
ولم يذكر التقرير تفاصيل عن المكاسب الروسية.
وذكر معهد دراسات الحرب الأميركي، ان القوات الروسية وقوات «فاغنر» استولوا على أراض في جنوب المدينة وجنوب غربها خلال اليومين الماضيين، بينما احتلت مجموعة «فاغنر» مصنع معادن في شمالها هذا الأسبوع.
وتتقدم القوات الروسية ببطء داخل باخموت في قتال شوارع عنيف مستمر منذ أسابيع. وبدا قبل شهر أن كييف ستتخلى على الأرجح عن المدينة، لكنها قرّرت منذ ذلك الحين البقاء والقتال من أجلها على أمل كسر قوة المهاجمين.
وقالت نائبة وزير الدفاع حنا ماليار على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، إن الخسائر كانت حتمية لكن «خسائر العدو أكبر بمرات عدة».
وأكد الناطق باسم الجيش الأوكراني سيرهي تشيرفاتي «تبقى باخموت مركز النشاط العسكري... الوضع هناك لايزال ساخناً».
وهناك دلائل على أن حملة روسيا تتباطأ. وانخفض عدد هجماتها اليومية على خط المواجهة، والتي تعلنها هيئة الأركان الأوكرانية، بمقدار النصف تقريبا خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
تحوّل التركيز
من جانبه، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليه غدانوف، الذي خدم في الجيش، إنه بينما ظل الهجوم على باخموت مكثفاً، فإن «الخلاصة هي أن القوات الروسية بدأت في الاندفاع من مكان إلى آخر».
وأضاف في مقطع مصور على موقع «يوتيوب»، «يبدو الآن أن العدو قد حوّل تركيزه إلى المدينة نفسها، حيث يدور الآن أعنف قتال».
«مزحة سيئة»
في سياق آخر، وصفت أوكرانيا، تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن اعتباراً من الغد ولشهر واحد بـ «المزحة السيئة».
ورأى وزير الخارجية دميترو كوليبا في تغريدة، أمس، أن «روسيا اغتصبت مقعدها وتشن حرباً استعمارية ورئيسها (فلاديمير بوتين) مجرم حرب مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة خطف أطفال».
وتتولى موزمبيق منذ بداية مارس رئاسة المجلس الذي تشغل فيه روسيا مقعداً دائماً على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين.