شاركت دولة الكويت اليوم الأربعاء في ندوة خاصة بالعلوم المفتوحة بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» في باريس بهدف بحث سبل التعاطي مع التحديات العالمية مواجهتها.
وشارك المندوب الدائم لدولة الكويت لدى المنظمة السفير الدكتور آدم الملا في الجلسة الافتتاحية للندوة التي شاركت في تنظيمها «يونيسكو» مع عدد من المنظمات الدولية تحت عنوان «نحو عالم أكثر عدلا: تنفيذ توصية يونسكو الخاصة بالعلوم المفتوحة لمواجهة التحديات العالمية» بحضور عدد من الخبراء والعلماء من يونيسكو ومن المجتمع العلمي الدولي.
وقال السفير الملا في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن الجلسة ركزت على سبل وأهمية تنفيذ توصية «يونيسكو» الخاصة بالعلوم المفتوحة التي تدعو إلى مشاركة الاكتشافات العلمية والتقدم العلمي في مسعى لتوحيد الأمم.
وأكد أهمية ممارسات العلم المفتوح التي تعزز الانفتاح والشفافية والشمول الموجودة بالفعل على نطاق عالمي، فيما شدد على أهمية تعزيز التعاون الدولي والتعاون مع الجهات المعنية المتعددة في سياق العلم المفتوح من اجل تقليص الفجوات الرقمية والمعرفية.
وأوضح أن مفهوم العلم المفتوح «جامع» ويشمل حركات وممارسات مختلفة تهدف الى اتاحة الاطلاع الحر على المعارف والانتفاع بها، موضحا أن هناك قيما أساسية للعلم يجب العمل بها وتجنب العواقب الأخلاقية والمعرفية والاقتصادية والقانونية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية وذلك من اجل «فتح العلم للمجتمع ولتوسيع نطاق مبادئ الانفتاح لتشمل دورة البحث العلمي بأكملها».
وأشار إلى أن مشاركة الكويت الفاعلة في الحوار الدولي حول العلوم المفتوحة تأتي إيمانا منها بأهمية التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم.
وركزت مشاركة دولة الكويت متمثلة بالسفير الملا على الآليات المهمة للاستفادة من التطورات العلمية حول العالم عن طريق «الإطار العالمي للعلم المفتوح في مواجهة الجوائح والأزمات».
وناقشت الجلسات الأخرى بالندوة مواضيع حول «منصة البيانات المشتركة لمواجهة التحديات العالمية» و«العلوم المفتوحة وسياسات البيانات خلال الأزمات».
وكانت دولة الكويت قد قدمت خلال المجلس التنفيذي لليونيسكو في جلسته الـ215 مشروع قرار حول «الإطار العالمي للعلم المفتوح في مواجهة الجوائح والأزمات» بالشراكة مع السعودية والذي تم تبنيه بالإجماع من قبل الدول الأعضاء.
ويهدف القرار إلى إيجاد إطار عالمي فعال لمعالجة وتقليص الفجوة في مجال العلوم والتكنولوجيا وتقليل اعتماد الدول ذات الموارد المحدودة على الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا، بالإضافة إلى توفير نظام أكثر مرونة وصمودا في مواجهة الأوبئة.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ويونيسكو ومنظمة الصحّة العالمية أطلقت نداء مشتركا بمشاركة المنظمة الأوروبية للبحوث النووية لمشاركة الاكتشافات العلمية والتقدم العلمي.
وأكد النداء أن العلوم المفتوحة يمكن أن تخفف من عدم المساواة وأن تساهم في الاستجابة للتحديات الطارئة التي طرحتها جائحة (كوفيد-19) من خلال «فتح أبواب المعرفة».
وأوضح أن مصطلح «العلوم المفتوحة» يعني بشكل أساسي الوصول المفتوح إلى المنشورات والبيانات والمخرجات العلمية، بالإضافة إلى البرامج المفتوحة المصدر والموارد التعليمية والتكنولوجيا على غرار الاختبارات واللقاحات.
وأشار إلى أن جائحة (كوفيد-19) سلطت الضوء على ضرورة تعزيز التعاون العلمي بين الدول وضمان الحق الأساسي في الوصول الشامل إلى التقدم العلمي وفوائده، موضحا أنه «في وقت تتفشى فيه الإشاعات على نطاق واسع وتنتشر فيه المعلومات الكاذبة بسرعة من الضروري للغاية أن نعزز الثقة في العلوم».