«الأهلي»... حصافة بإدارة المخاطر وتعزيز للحصة السوقية

عقدت مجموعة البنك الأهلي الكويتي، جمعيتيها العمومية العادية وغير العادية عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022، صباح أمس، بحضور 92.8 في المئة من المساهمين، وذلك برئاسة رئيس مجلس الإدارة طلال بهبهاني، وبمشاركة الرئيس التنفيذي للمجموعة جورج ريشاني، وأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية.

وأقرّت الجمعية العمومية، جميع البنود المدرجة على جدول أعمالها، وأبرزها الموافقة على تقرير مجلس إدارة مجموعة «الأهلي» عن العام الماضي، وتقرير مراقبي الحسابات المالية عن السنة المالية 2022، وإبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة عن تصرفاتهم في 2022، فضلاً عن الموافقة على توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 8 في المئة نقداً أي بواقع 8 فلوس عن كل سهم، و5 في المئة منحة أي بواقع 5 أسهم لكل 100 سهم، للمساهمين المسجلين في سجلات «الأهلي» في تاريخ الاستحقاق المحدد له يوم 13 أبريل المقبل.

خطط حصيفة

وأكد رئيس مجلس الإدارة طلال بهبهاني في كلمته خلال الجمعية العمومية، أن مجموعة «الأهلي» نجحت خلال العام الماضي بجني ثمار خططها وإستراتيجيتها الحصيفة والمتحوطة، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلّبة محلياً وإقليمياً وعالمياً، مؤكداً أن المجموعة تواصل تحقيق النمو في مؤشراتها المالية على أساس سنوي، مرتكزة على حرص مجلس الإدارة على اقتناص جميع الفرص التي تصب في مصلحة مساهميها وجميع عملائها.

وأرجع بهبهاني النمو في نتائج «الأهلي» إلى الأداء المتميز في تنفيذ الإستراتيجيات لزيادة حجم أصول المجموعة وتنوعها، مع وجود إدارة حصيفة للمخاطر، وتعزيز الحصة السوقية محلياً وإقليمياً.

نمو المؤشرات

ولفت بهبهاني إلى أن مجموعة «الأهلي» حققت نمواً بنسبة 19 في المئة بأرباحها خلال 2022 إلى 32.3 مليون دينار بربحية 14 فلساً للسهم الواحد، مقارنة بـ27.21 مليون دينار بربحية 12 فلساً للسهم خلال 2021، منوهاً إلى ارتفاع صافي الربح التشغيلي 10 في المئة إلى 90.1 مليون دينار، ونمو إجمالي الأصول 14 في المئة إلى 6.4 مليار دينار، وزيادة ودائع العملاء 13 في المئة إلى 4.4 مليار دينار، إلى جانب زيادة محفظة القروض 19 في المئة إلى 4.04 مليار دينار.

وبيًن أن تحوط مجلس الإدارة في مجموعة «الأهلي» أسفر عن انخفاض نسبة القروض المتعثرة إلى 1.43 في المئة، مع تغطيتها بمخصصات تبلغ 366 في المئة من هذه القروض، في حين بلغت حقوق المساهمين 504 ملايين دينار، بينما وصلت نسبة كفاية رأس المال إلى 15.62 في المئة.

وكشف بهبهاني عن النمو السليم للميزانية العامة والمركز المالي القوي للمجموعة، مع العمل على تطبيق معايير الاستدامة والحوكمة الرشيدة والمسؤولية الاجتماعية، بما يسهم في تحقيق «الأهلي» للنتائج المرجوة من قبل مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، وتعظيم حقوق المساهمين.

أفضل الخدمات

وشدد بهبهاني على أن خطط مجموعة «الأهلي» تركز في المقام الأول على توفير أفضل الخدمات وأكثرها تطوّراً للعملاء، ومواكبة التطورات الرقمية ضمن إستراتيجية التحوّل التي تهدف إلى زيادة الحصة السوقية للمجموعة على مستوى جميع العملاء من الأفراد والمؤسسات.

ونوه إلى المضي قدماً في تعزيز عمليات المجموعة في جميع الأسواق التي تعمل بها، والتي تشمل الكويت وجمهورية مصر العربية، فضلاً عن فرع الإمارات العربية المتحدة، وفرع البنك في مركز دبي المالي العالمي، كاشفاً عن حصول البنك الأهلي الكويتي – مركز دبي المالي العالمي، على ترخيص مصرفي من الفئة الأولى من قبل سلطة دبي للخدمات المالية، وترقية الترخيص للفئة الأولى، بما يسمح له بتقديم مجموعة خدمات مصرفية واسعة للمؤسسات المالية، ليكون مركزاً مصرفياً إقليمياً يتمتع بإمكانيات كبيرة لخدمة الشركات والمؤسسات المالية العالمية عبر مختلف عملياته وخدماته.

وأوضح رئيس مجلس إدارة «الأهلي» أن هذه الترقية تعكس الثقة الكبيرة التي باتت تتمتع بها المجموعة وسط التقدم الكبير لخدماتها، ومواكبة التطورات في الصناعة المصرفية، وتلبية احتياجات جميع شرائح العملاء في الأسواق المحلية والإقليمية.

تصنيفات مرتفعة

وأفاد بهبهاني بأن مجموعة «الأهلي» حافظت خلال العام الماضي على متانة مركزها المالي وتصنيفاتها الائتمانية المتقدّمة، بحيث تم تصنيفها من قبل وكالة «فيتش» عند الدرجة (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة، وعند الدرجة (A2) بدرجة مستقبلية مستقرة أيضاً من قبل وكالة «موديز».

نمو سليم

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «الأهلي»، جورج ريشاني، أن العام 2022 شهد نمواً كبيراً في العمليات التشغيلية للمجموعة في الكويت والأسواق الدولية، ما أدى إلى زيادة الأرباح التشغيلية بنسبة ملحوظة.

وقال ريشاني إن مجموعة «الأهلي» تركز على مواكبة التطورات في الصناعة المصرفية، وتقديم أفضل الخدمات والمنتجات للعملاء، وعقد الشراكات مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والعالمية، والتي تسهم في إنجاح خطط التحول للارتقاء بالأداء إلى أعلى المستويات، والابتكار لتحقيق التميز في خدمة العملاء والكفاءة التشغيلية.

وأضاف أن إستراتيجية المجموعة، ترتكز على تقديم أفضل أداء للعمليات وتنويع قطاعاتها، وزيادة حصتها السوقية في الأسواق الرئيسية، وتعزيز قدرات إدارة المخاطر.

صفقة كبيرة

وكشف ريشاني عن نجاح مجموعة «الأهلي» خلال 2022 في تسجيل صفقة تسهيلات تعد إحدى أكبر الصفقات من نوعها لمؤسسة مالية كويتية، بقيمة 825 مليون دولار، والتي تهدف إلى استخدامها في الأغراض العامة، في دليل على ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في المجموعة، وبإستراتيجيتها وتوقعاتها المستقبلية، موضحاً أن هذه التسهيلات تعتبر الأكبر في تاريخ المجموعة، وستمكّنها من مواصلة النمو وتوسيع أعمالها وتقوية علاقاتها التجارية محلياً ودولياً.

متغيرات كبيرة

وشدّد ريشاني على وضع مجموعة «الأهلي» سياسات حصيفة وتوقعات مستقبلية مدروسة لمؤشراتها المالية، والتعامل الفعّال مع المتغيرات الكبيرة من حيث معدلات الفائدة ومحاولات كبح التضخم على المستويين المحلي والعالمي، مبيناً أن المجموعة تتخذ خطوات واسعة نحو التحوّل الرقمي ومجاراة احتياجات السوق المحلي والإقليمي، مع تسجيل نمو مستدام على الصعيد المالي، وتلبية متطلبات جميع المساهمين والعملاء على حد سواء.

التزام مجتمعي

ولفت إلى أن مجموعة «الأهلي» حريصة على الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع، مشيراً إلى أن 2022 شهد مشاركتها في مبادرات متنوعة، لاسيما التي تستهدف الشباب، والتشجيع على الرياضة، إلى جانب دعم جمعية الهلال الأحمر في الفعاليات الإنسانية التي تهدف إلى مد يد العون للفئات المتعففة وذوي الدخل المحدود، فضلاً عن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع بشتى الطرق المتاحة.

توطين العمالة

ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه مجموعة «الأهلي» أن توطين القوى العاملة يعتبر جزءاً رئيسياً ضمن إستراتيجيتها، إذ برزت كواحدة من جهات العمل الرائدة في التوطين في الأسواق التي تتواجد بها، كما تواصل إثبات التزامها برأس المال البشري وتوظيف الكوادر الوطنية، من خلال المشاركة في معارض توظيف جامعية عدة.

رحلة مستدامة

حققت مجموعة «الأهلي» تقدماً كبيراً على صعيد الاستدامة، بحيث أصدرت أخيراً تقريرها الخاص حول الاستدامة لعام 2021 بعنوان «الخدمات المصرفية في رحلة مستدامة»، والذي سلط الضوء على مبادرات مهمة عدة قامت بها المجموعة، مثل زيادة التوطين، والتركيز على تمكين المرأة والشباب، وخفض الانبعاثات، وتمويل مشاريع متعلقة بالاستدامة.

«لنكن على دراية»

يواصل البنك الأهلي الكويتي، مشاركته بفعالية في حملة «لنكن على دراية» للتوعية المصرفية والمالية، التي أطلقها بنك الكويت المركزي واتحاد مصارف الكويت، والتي تستمر للعام الثالث على التوالي.

ونجح «الأهلي» في الحصول على جائزة «أكثر البنوك تميزاً» في إنجاح حملة «لنكن على دراية» خلال الحفل الذي أقامه «المركزي» أخيراً في مقره الرئيسي، للإشادة بنجاح الحملة في تحقيق أهدافها برفع مستوى الوعي لدى جميع أفراد المجتمع، حول الحقوق والواجبات المترتبة عليهم عند التعامل مع البنوك المحلية، مع تسليط الضوء على الخدمات والمنتجات المصرفية المتاحة لهم، وسبل مواجهة القرصنة والاحتيال الإلكتروني، والحفاظ على أمان العمليات المصرفية وغيرها.

إعداد قادة المستقبل

تقوم مجموعة «الأهلي» بتنفيذ خطط داخلية من أجل إعداد قادة أقوى للمستقبل على غرار المرحلة الأولى التي اختتمت أخيراً من برنامج القيادة التنفيذية، والتي اشتملت على مجموعة من وحدات التعلم الرقمية وورش العمل المختلفة.

وتسعى مجموعة «الأهلي» إلى رفع مستوى قادة المستقبل إلى مستويات أعلى، ومنحهم الفرص لصقل مهاراتهم وتطوير إمكاناتهم القيادية.

شكر وتقدير

أشاد بهبهاني بالدعم المستمر الذي يحصل عليه البنك الأهلي الكويتي من قبل بنك الكويت المركزي، والجهات الرقابية الأخرى، مشدداً على الاستمرار في التعاون معها، بما يسهم في تطوير القطاع المصرفي الكويتي في الفترة المقبلة.