مئات الطيارين الاحتياط يرفضون الخدمة احتجاجاً على خطة «إضعاف القضاء»

تخوف إسرائيلي من «تهديد أمني ملموس» في ظل أزمة داخلية... تصيب الجيش

25 مارس 2023 06:00 م

- المدعية العامة تتّهم نتنياهو بمخالفة القانون
- يائير نتنياهو يتّهم واشنطن بتمويل الاحتجاجات للإطاحة بالحكومة
- آيزنكوت: إسرائيل في «أقسى وضع أمني منذ التاسع من أكتوبر 1973»

وصف مسؤولون في جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، صورة الوضع الأمني بأنها «خطيرة»، مؤكدين وجود «تهديد ملموس» لاشتعال وضع أمني متعدد الجبهات، فيما يواجه الجيش أزمة داخلية عميقة في قوات الاحتياط، على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء، والتي قد تنتقل بسرعة إلى القوات النظامية.

وبحسب صحيفة «معاريف»، فإنه في محور التعاون بين إيران و«حزب الله» وحركة «حماس»، يرصدون الأزمة الداخلية في إسرائيل كفرصة لاستهدافها، حيث لم يعد ذلك مجرد خطاب فقط، بل أن عدداً من الأحداث الأخيرة المعلنة وغير المعلنة، تشير إلى أن المحور المعادي لإسرائيل يستكشف حدوده وفرصه الجديدة.

وأضافت الصحيفة أنه توجد قناعة في جهاز الأمن بأن«الوضع هش والتهديد الأمني ملموس أكثر بكثير في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان الجاري»، وأن «الإنذارات الأمنية مرتفعة جداً، ويُرصد تدخل متزايد من جانب إيران وحزب الله في توجيه الإرهاب، إلى جانب رصد استعداد لخطوات تتجاوز الحدود العملياتية بشكل فعلي تجاه إسرائيل».

وينضم هذا الوضع، وفقاً للصحيفة، إلى«أزمة عميقة»بين إسرائيل والولايات المتحدة، ورغم أنه لا يوجد أي تعبير عن الأزمة في كل ما يتعلق بالتعاون الأمني،«لكن العلاقات العميقة مع واشنطن قد تتضرر، وفي المستوى السياسي، الضرر بات حاصلاً، ومن شأن ذلك أن يؤثر على المحور الأمني - العسكري».

وبحسب «معاريف» فإن هذا الوضع يؤثر على علاقة حلفاء الولايات المتحدة مع إسرائيل، وبضمنهم دول «اتفاقات أبراهام»، وان «كل المؤشرات تدل على فتور كبير في العلاقات منذ تشكيل حكومة اليمين» المتطرف.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في خلفية معارضة وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان الجنرال هيرتسي هليفي، لاستمرار تشريعات الخطة القضائية، الآن يوجد اعتبار مركزي هو الوضع الأمني.

ونقلت عن رئيس الأركان الأسبق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت، ان إسرائيل بنظره أصبحت الآن في «أقسى وضع أمني منذ التاسع من أكتوبر 1973»، عندما فشل الهجوم المضاد للجيش الإسرائيلي في الجبهة المصرية أثناء الحرب.

واعتبرت «هآرتس» أن «هناك مخاوف من تكتل الجبهات»، مشيرة إلى أن «التشجيع والتمويل الإيراني يؤديان إلى تصعيد العمليات في الأراضي (المحتلة)، وقد يتورط فيها حزب الله أيضاً».

وبحسب الصحيفة، فإن جهاز الأمن «يعرف أكثر مما ينشر» عن ظروف الانفجار الذي وقع في مفترق مجدو، منتصف مارس الجاري، وتبين أن منفذه تسلل من لبنان، مستعيناً «بسلم على عجلات»، ووصل إلى المفترق، الذي يبعد عن الحدود نحو 60 كيلومتراً، حيث زرع العبوة الناسفة.

الطيارون الاحتياط

في سياق متصل، أعلن مئات الطيارين العسكريين و150 ضابطاً وجندياً في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أنهم سيتوقفون عن الخدمة في قوات الاحتياط، في إطار احتجاجهم على خطة الحكومة اليمينية المتطرفة لإضعاف جهاز القضاء.

وذكرت القناة 12، أمس، أن هؤلاء الطيارين من النخبة، وينفذون غارات جوية «لا تعترف بها إسرائيل»، خصوصاً في سورية، ويعتبرون «نشطون جداً، ويشاركون في تدريبات وعمليات عسكرية أسبوعياً».

وأضافت أن هؤلاء الطيارين قرروا تجميد خدمتهم في أعقاب خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الجمعة، الذي قال خلاله إن الخطة القضائية ستستمر وأن قانون لجنة تعيين القضاة سيصادق عليه قريباً جداً.

وقد جمد الطيارون خدمتهم لأسبوعين، وبعدها سيبحثون في الخطوات اللاحقة، معتبرين أن نتنياهو «يقود إسرائيل إلى نظام ديكتاتوري».

من جانبهم، أعلن منظمو الاحتجاجات عن تصعيد خطواتهم الاحتجاجية، خصوصاً في أعقاب خطاب نتنياهو.

وأشاروا في رسالة، إلى «أيام شلل قومي، وخطوات احتجاجية أمام أعضاء كنيست ووزراء، بالإضافة إلى تظاهرة حاشدة في القدس».

«غير قانوني»

إلى ذلك، قالت المستشارة القانونية للحكومة إن تدخل نتنياهو في مشروع الإصلاح القضائي «غير قانوني» في ظل استمرار محاكمته بتهمة الفساد.

وكتبت غالي باهراف ميارا في رسالة لنتنياهو، الجمعة، «بصفتك رئيساً للوزراء ومتهماً بارتكاب جنايات، عليك الامتناع عن اتخاذ إجراءات تثير مخاوف من وجود تضارب في المصالح بين مصالحك الشخصية في ما يتعلق بالإجراءات الجنائية ومنصبك كرئيس للوزراء».

وأكدت «أن على رئيس الوزراء الامتناع عن المبادرة إلى أي عمل له علاقة بالتغييرات القضائية بما في ذلك تركيبة لجنة تعيين القضاة».

ويعين المستشار القانوني للحكومة لمدة ست سنوات، وهو يعطي على وجه الخصوص تعليماته للمدعي العام للدولة.

وكان نتنياهو تعهّد مساء الخميس «تهدئة النفوس» و«وضع حد للانقسام»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه دخل «الساحة» مبدياً تصميمه على المضي قدماً في التعديل القضائي.

وأكد في المقابل أنه سيبذل كل الجهود من أجل «التوصل إلى حل يرضي المدافعين عن المشروع ومعارضيه».

يائير نتنياهو

من ناحيته، اتهم يائير نتنياهو، الإدارة الأميركية بتمويل الاحتجاجات لإسقاط حكومة والده، والتوصل لاتفاق مع إيران.

وأعاد نجل نتنياهو، نشر تغريدة نُقلت عن محام وصحافي أميركي اعتبر أن«وزارة الخارجية الأميركية تحاول عزل إدارة نتنياهو، ربما نيابة عن إيران».

وقال مسؤول سياسي رفيع المستوى مرافق لنتنياهو، خلال زيارته للندن، الجمعة، إن «إدارتين أميركيتين حاولتا بالفعل عزل نتنياهو عن السلطة».