«اللي شفناه وثّقناه» في «خير أهلي»...
فقد جاب فريق البرنامج دولاً وقرى شتى لرصد الأيادي الكويتية البيضاء في الداخل والخارج، تمهيداً لعرضه على شاشة تلفزيون «الراي» خلال الموسم الرمضاني المقبل، إذ يهدف البرنامج إلى إظهار قيمة الحب والعطاء المتجذرة والتأكيد على الثقة المتبادلة بين المتبرعين من جهة، والقائمين على تنفيذ هذه المشاريع من جهة أخرى.
«طبيعة مختلفة»
«حرصنا على إنتاج برنامج (خير أهلي) بأسلوب جديد وفريد، آملين أن يستحق مقام العمل الخيري»... هكذا بدأ مقدم البرنامج عمر العثمان كلامه، مضيفاً «طبيعته مختلفة عن بقية البرامج الرمضانية بطريقة وثائقية واقعية ورؤية إخراجية غير تقليدية، إذ يسلط الضوء على مساهمة الكويت عن طريق الجهات الأهلية والحكومية في مختلف المشاريع»، لافتاً إلى أن المشاهد سيعيش مختلف الخبرات التي عاشها فريق البرنامج، بدءاً من الكويت ووصولاً إلى الدول التي طالتها الأيادي البيضاء، بين القرى، والمشاريع الصغيرة منها والكبيرة.
وأوضح أن البرنامج يتكوّن من 30 حلقة، ستعرض طيلة أيام شهر رمضان الفضيل على شاشة تلفزيون «الراي»، مبيناً أن مدة الحلقة الواحدة 15 دقيقة تلفزيونية تقريباً، بحيث تكون مشاريع كل حلقة من دولتين مختلفتين في كل يوم، مشيراً إلى أن مدة تصوير البرنامج استغرقت 3 أشهر من العمل الدؤوب والجهد المتواصل.
«رؤية المشروع»
وحول أهداف البرنامج، ردّ العثمان: «دائماً ما نسمع عن مشاريع تم تنفيذها بأيادي أهل الخير من الكويت، سواء من مشاريع تنفذ داخل الكويت أو خارجها، والعديد من الناس قد شارك في التبرع لهذه المشاريع عن طريق رابط يصل لهم في مواقع (السوشيال ميديا) أو من خلال (الواتساب)، في وقت لم تسنح لهم الفرصة لرؤية المشروع على أرض الواقع، أو التعرف على المستفيدين منه أو حتى التأكد من ماهية المشروع.
خلال حلقات البرنامج سنشاهد هذا كله، ونفهم المشاريع المختلفة وسبب الفرق بين حاجات الدول، بالاضافة إلى تكلفة بعض المشاريع، وكيف تعمل وتأثيرها على آلافٍ من البشر.
كل هذا سببه مختلف المتبرعين من الكويت، سواء كانوا أفراداً تبرعوا بدينار أو عوائل أنشأوا مشاريع ضخمة أو جهات حكومية أسست بنية تحتية. (خير أهلي في مختلف الدول، اللي شفناه...وثّقناه)».
«أصعب أنواع الإنتاج»
وبسؤاله عن أصعب العراقيل التي واجهت فريق البرنامج، أجاب: «لعلّ من أصعب أنواع الإنتاج التي جربتها شخصياً هو تصوير البرامج القائمة على السفر، فالصعوبات دائماً موجودة سواء خلال الترحال لأماكن بعيدة في السيارة أو الحافلة داخل الدول، فهناك عوامل عدة قد تعوق حركتنا مثل، سوء الأحوال الجوية، أو صعوبة التعامل مع ثقافات مختلفة، أو زيارة مناطق موبوءة، أو غير آمنة وخطرة».
ومضى «لقد تنقّلنا بين مدن كان طقسها 10 درجات تحت الصفر، ودول حرارتها مرتفعة جداً، حيث واجه أعضاء فريقنا أياماً من التوعك والمرض، وعلى إثر ذلك دخلوا المستشفى هناك، بالإضافة إلى احتياجنا في وقت ما لملازمة فريق حماية في بعض المدن. ناهيك عن التعب وقلة النوم والإجهاد الذي سترونه واضحاً في عينيّ، إن لم أكن أخفيه بالنظارة الشمسية في بعض الحلقات».
«الكويت الأساس»
وتطرق إلى مجموعة من البلدان التي تم خلالها توثيق المشاريع الإنسانية والخيرية الكويتية، مؤكداً أن «الكويت هي الأساس والانطلاقة وأصل العمل الذي بدأنا به في بعض المشاريع، وبعدها زرنا 5 دول باختلاف مناطقها، منها ألبانيا، البوسنة، الصومال، كينيا، قرقيزيا، وحدود تنزانيا».
وتابع أن «ردود الجهات الخيرية المختلفة التي تواصلنا معها وطريقة تعاونها كانت أحد الأسباب الرئيسية في اختيار الدول ونوع المشاريع، آملين أن يمدنا الله بطول العمر والقدرة حتى ننتج موسماً آخر يغطي شريحة أكبر من المشاريع داخل الكويت وثم خارجها».
وعمّا لفت انتباهه كمقدم للبرنامج عند زيارته لتلك البلدان ولقاء أهلها، علّق العثمان «لم أكن أدرك أنني جزء من فريق يقوم على إنتاج أضخم برنامج تلفزيوني عن العمل الخيري الكويتي، حتى استوعبت أننا استطعنا بفضل الله توثيق أكثر من 70 مشروعاً قامت عليه أكثر من 16 جهة كويتية أهلية وحكومية في أول برنامج يجمعهم كلهم معاً».
وزاد «أثلج صدري اقتران اسم الكويت بالخير والعطاء ثم الدعاء من مختلف البشر من القارات كافة التي زرناها، حيث كان استقبالهم لنا يختلف تماماً عن غيرنا عندما يسمعون أننا من دولة الكويت. صدق التقدير شهدناه ونشيدنا الوطني سمعناه يرفع بالمدارس التي زرناها ويردده الطلبة الذين يحفظونه، (الكويت مختلفة... حقاً مختلفة)».
«تكنيك عالٍ»
من جانبه، قال مخرج البرنامج عبدالعزيز العنزي إن مهمة التصوير خارج الكويت كانت أصعب بكثير بالنسبة إلى فريق العمل، خصوصاً مع اختلاف المناخ في البلدان التي تمت زيارتها، «فأحياناً يكون الطقس بارداً إلى حد التجمد في بلد ما، في حين يكون حاراً جداً في بلد آخر، لا سيما في القارة السمراء».
واستدرك قائلاً: «بالرغم من كل الصعوبات التي واجهناها، بالإضافة إلى ضيق الوقت، لكننا نجحنا في توثيق المشاريع الخيرية الكويتية بحذافيرها، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، لنقلها إلى المشاهد الكويتي بواقعية وبتكنيك عالٍ جداً، حيث استخدمنا أحدث الكاميرات الموجودة في السوق، فضلاً عن التصوير الجوي عبر 3 طائرات (درونز) مختلفة ومتطورة للغاية».
ولفت إلى أن فترة التصوير تعدّت الـ 50 يوماً لثلاثين حلقة هي مدة البرنامج، «حيث تم خلالها تسليط الضوء على الأعمال الخيرية داخل الكويت، لمدة أسبوعين من العمل الدؤوب، بينما استغرقت فترة التصوير في الخارج قرابة الأسبوعين لكل بلدين من البلدان الخمسة التي زرناها، عدا الجمهورية القيرغيزية، فقد كان لها النصيب الأكبر بواقع 10 أيام من التصوير المستمر».
«مصدر فخر»
أما المنتج المنفذ لبرنامج «خير أهلي» يوسف الأنصاري، فقال إن «محتوى البرنامج يشكّل مصدر فخر واعتزاز لنا ككويتيين، لأنه يبرز الدور الإنساني الكبير للكويت، حيث يبدأ الخير من داخلها، ويمتد إلى مساحات شاسعة في خارطة العالم، في الشرق والغرب والجنوب والشمال»، مبيناً أن أجمل ما في البرنامج هو تركيزه على المشاريع الخيرية النوعية والمتنوعة، التي تبّرع بها فاعلو الخير من مؤسسات تجارية وأشخاص عاديين، «فشاهدنا ووثّقنا العديد من المشروعات الضخمة والبسيطة، التي خلت من أسماء المتبرعين، وظلّ اسم الكويت فقط ليكون هو العنوان الأبرز عليها».
وأشار الأنصاري إلى أن اختيار هذه الدول الخمس لم يكن عشوائياً، بل تم بدقة بالغة، حتى يكون هناك تنوع في الثقافات، من كل لون وجنس وعرق، بلا تمييز، «ولذلك ستشاهدون شعوباً من آسيا وأفريقيا وأوروبا، ممن استقبلونا استقبال الوزراء، ورحبوا بنا أجمل ترحيب، بحكم أننا من دولة الكويت، التي ذاع صيتها الإنساني في بلدان العالم كافة».
الشعور بالمسؤولية
قال العثمان إنه «في كل مرة نصل فيها إلى مشروع يثقل كاهلي شعور المسؤولية، وأحس بالرهبة خوفاً من التقصير في دوري تجاه تغطية المشروع، وإبراز أهمية دوره. تقديراً لقيمة هذا الأجر العظيم واحتراماً لأصحاب الأيادي البيضاء الذين هم حقاً كانوا سبباً في حياة آلاف من البشر.
طُلب مني أكثر من مرة إيصال الشكر لأهل الخير في الكويت، من أطفال في مدارس، ومرضى على أجهزة غسيل كلى في المستشفى، وامهات في جناح الولادة. فشكراً لكل من كان سبباً في إسعاد الغير، وإدخال البهجة في قلوبهم».
نقلة نوعية
راهن مدير البرامج في تلفزيون «الراي» عبدالله القلاف على برنامج «خير أهلي»، مؤكداً أنه سيكون نقلة نوعية على مستوى برامج الواقع المجتمعية، وتلك التي تُعنى بالعمل الإنساني الكويتي، مشيداً في الوقت نفسه بمقدمه المذيع عمر العثمان، وبقية أعضاء الفريق.
ولفت القلاف إلى أنه كان مخططاً لهذا البرنامج أن يرى النور قبل عامين، ولكن تأجّل تنفيذه إلى العام الجاري، «إذ إنه يحمل فكرة جميلة وغير مألوفة، لكونه يمثل الجانب الإنساني بأسلوب الـ (Reality)، وهو من الأعمال التلفزيونية الـ (لايت)».
مفردات مناسبة
قالت مُعدة البرنامج نورة المناعي إن فريق منصة «نروي» الذي تولى مهام الإعداد لـ «خير أهلي» حرص كل الحرص على انتقاء المفردات المناسبة، لأن البرنامج لا يمثل شريحة معينة فحسب، بل يُمثل الكويت بأسرها.
وأوضحت أن المنصة في السابق كانت تُعنى بقصص الأشخاص، ولكنها في هذا البرنامج أصبح الجانب الإنساني في الكويت هو قصتها الكبيرة والملهمة، التي سوف تُروى على شاشة تلفزيون «الراي» خلال الموسم الرمضاني المقبل.
كما عبّرت عن فخرها بأن تكون جزءاً من «خير أهلي» لما له من قيمة عالية، بحكم أنه يرصد المشاريع الضخمة والصغيرة التي تبرعت بها الكويت، مؤسسات وأفراد.