بالعرضتين «النجدية» و«الحربية»، تألقت فرقة «الفنطاس» للفنون الشعبية، بعد أن دقّت طبول الفرح في «الأفنيوز»، فأشاعت أجواء مُبهجة، تفاعل معها روّاد المكان.
ففي هذه الأمسية التي انطلقت ضمن فعاليات الدورة الـ 28 لمهرجان القرين الثقافي، الذي يقام برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وتحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ويختتم فعالياته في 15 من الجاري، كان الجمهور الكويتي على موعدٍ غير عادي مع حفل امتزجت فيه كل الألوان الغنائية المستلهمة من التراث الأصيل، مثل العرضة والسامري والفريسني والمجيلسي وفن الصوت، وغيرها من أنواع الفنون البحرية والبرية.
كما أبدعت الفرقة بالأداء الجماعي لأعمال عدة، عاطفية ووطنية، بالإضافة إلى الغناء الفردي لفنانين من طراز الإخوة الثلاثة، مطر ويعقوب وراشد المزيعل، حيث اعتلت أصواتهم لتعانق صوت «الطار» والكمان، على وقع الأغاني العدنية، مثل «ياعود الرمان في وادي»، «عديت أنا المستجلي»، فضلاً عن الأغنية المشهورة لأبو بكر سالم «غدار الليل والرحلة طويلة»، في حين تألقوا باللون البداوي في أغنية «يا هلي يا ليتني داله سالي»، مروراً باللون «السواحلي» في أغنية «عاده صغير يربونه»، فأغنية «جيت المنازل».
أيضاً، لم يَفت الفرقة أن تشدو بالأغاني التي يحبذها الجمهور الكويتي ويحفظها عن ظهر قلب، على غرار «تفنن»، «قفلوا باب المشاريه»، «يا ناعم العود»، «راجع حساباتك»، «دار الهوى شامي»، «يا بعدهم كلهم» و«صبولي فنجان عالي العال».
وعلى هامش الأمسية، أعرب رئيس «فرقة الفنطاس» نجيب علي المزيعل لـ «الراي» عن سعادته لإحياء هذا الحفل، مثمناً الدور الكبير لـ«مجلس الثقافة» في اهتمامه بالتراث الغنائي الكويتي والخليجي.
ولفت إلى أن الفرقة تأسست خلال العام 1919 ولكنها اشتهرت عام 1920، «حيث تعاقب على رئاستها، كل من فرج المجبل ثم عبدالله المزيعل وداود الحمدان، ومع توالي السنين أصبحت أنا الرئيس، علماً بأن الفرقة كانت متوقفة عن مزاولة أنشطتها منذ الغزو الغاشم للكويت في العام 1990، قبل عودتها إلى المشهد الفني في عام 2017».
وذكر المزيعل أن جميع الأعضاء والبالغ عددهم 97 شخصاً هم من أهالي منطقة الفنطاس، وقد توارثوا حبهم لهذا الفن أباً عن جد، مبيناً أن كل الموجودين حالياً من عازفين ومؤدين يعتبرون من أبناء الجيل الرابع للفرقة.