اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية بالإنسان اهتماماً مطلقاً، وكأنه محور الكون ومركزه، فهو العبد المكرم الذي كل قوانين الكون وجماداته ونباته وحيوانه تخدمه. ومن هنا نجد أن اهتمام الرسل - عليهم الصلاة والسلام - كان ينصب بشكل أساسي على صقل الإنسان وتهذيبه وتقويم اعوجاجه، حتى وإن التفتوا إلى الجوانب المادية والعمرانية، كان من باب تهيئة العوامل والظروف التي تمكن الإنسان من التحرك بفاعلية للنجاح في مواجهة الابتلاءات التي لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة. وإذا نظرنا في توجهات «معلم البشرية وسيدها (محمد بن عبدالله)» - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - واهتماماته كان يركز على بناء الإنسان عقدياً ونفسياً وفكرياً وسلوكياً.
ومن وجه آخر، يأتي الاهتمام بصلاح واستقامة الإنسان لأن ذلك يجعل تعامله مع بقية المخلوقات منسجماً مع الحكمة الإلهية في الخلق، كما أن فساده سيؤدي إلى فساد عريض في الكون. لهذا على كل إنسان أن يتعرف على طبيعته وحاجاته ودوافعه والعوامل والظروف التي تشكل شخصيته، إن إدراك طبيعة الإنسان مهم جداً من أجل تحديد حقوقه.
هناك أسئلة كثيرة ما زالت تدور في أذهان الناس حول حقوق أبناء المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي، حقوق «البدون»، وغيرها من حقوق، ستظل دون جواب إلى أن ندرك كيف نتعامل مع طبيعة الإنسان وكيف نصدر الأحكام عليه، ونرفق في تحليل موقفه ودوافعه، إلى جانب استشعار عظم المسؤولية تجاه كل فئة في المجتمع.
تغيير مسار حياة الناس وإعادة صياغتها من جديد، ليس بالشيء الهيّن واليسير، نحتاج فيضاً من الدراسات المؤسسة والمؤصلة ضمن ذلك الإطار حتى نمتلك التصور الخاص المفصل في إصلاح واستقامة الإنسان الذي يؤدي مباشرة إلى تغيير وتصحيح مسار حياته وإعادة صياغتها.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@